اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بمحاولة ضرب المحطة النووية في مقاطعة كورسك بغرب روسيا، في حين أعلنت كييف -اليوم الجمعة- إسقاط 14 طائرة مسيّرة خلال هجوم روسي البارحة.
وقال بوتين خلال اجتماع مع أعضاء حكومته وحكام المناطق المحاذية لأوكرانيا نقله التلفزيون الروسي الرسمي إن “العدو حاول ضرب المحطة النووية خلال الليل”.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الهجوم، مشيرا إلى أن الوكالة وعدت بإرسال مختصين لتقييم الوضع.
وقالت وكالة تاس الروسية إن طائرة أوكرانية مسيّرة أسقطت بالقرب من محطة كورشاتوف للطاقة النووية في كورسك الروسية.
من جهتها، أصدرت الوكالة الذرية بيانا قالت فيه إن موسكو أبلغتها بالعثور على شظايا مسيّرة على بعد نحو 100 متر من منشأة تخزين الوقود النووي في محطة كورسك.
ودعت الوكالة الدولية إلى اتخاذ “أقصى درجات ضبط النفس” في محيط الموقع “لتفادي وقوع حادث نووي تنجم عنه عواقب إشعاعية خطيرة”.
وكان متحدث باسم الوكالة أفاد أمس الخميس بأن المدير العام للوكالة رافائيل غروسي سيزور المحطة النووية الروسية في كورسك الأسبوع المقبل.
وتحذر موسكو منذ أيام من خطر وقوع كارثة نووية في حال هاجم الجيش الأوكراني المحطة.
وشنت أوكرانيا هجوما واسعا على المنطقة الحدودية الروسية في السادس من أغسطس/آب، واستولت على عشرات البلدات ومئات الكيلومترات المربعة، وتقع محطة كورسك للطاقة النووية على بعد نحو 50 كيلومترا من مواقع القوات الأوكرانية التي اجتاحت المنطقة.
هجوم روسي
يأتي ذلك في حين أعلنت القوات الجوية الأوكرانية -اليوم الجمعة- أن دفاعاتها الجوية دمرت 14 طائرة مسيرة هجومية من أصل 16 أطلقتها روسيا خلال الليل.
وقالت في بيان إن “نظام الدفاع الجوي كان يعمل في مناطق تشيركاسي وكيروفودهارد وبولتافا وسومي” لصد تلك الهجمات.
من جهته، قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف -اليوم الجمعة- إن بلاده تعتقد أن الولايات المتحدة ستلغي في مرحلة ما كل القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الموردة لأوكرانيا، وفق ما نقلت عنه وكالة الإعلام الروسية.
وقال أنتونوف إن “الإدارة الحالية تتصرف مثل شخص يبسط يده (للمصافحة) ويحمل خنجرا خلف ظهره باليد الأخرى”.
ووصف تعليقات صدرت في الأيام الأخيرة عن واشنطن بشأن عدم السماح لكييف باستخدام الأسلحة الأميركية لشن ضربات في عمق الأراضي الروسية بأنها استفزازية.
وأضاف “إنهم، في الأساس، يمهدون الطريق لقرار لإلغاء كل القيود عند نقطة معينة”.
وقال أنتونوف إنه من غير الممكن أن يكون هناك حوار جاد مع الولايات المتحدة إلا إذا أنهت سياستها “العدائية” تجاه روسيا، والتي تشمل دعم أوكرانيا وفرض عقوبات على موسكو.
وذكر أنتونوف أن عقد لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل يبدو أمرا غير مرجح.
وقدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة تتجاوز 50 مليار دولار منذ عام 2022، لكنها وضعت قيودا لاستخدام أسلحتها فقط على الأراضي الأوكرانية والعمليات الدفاعية عبر الحدود.