كشفت أبحاث أجراها علماء في كلية الصيدلة بجامعة إشبيلية في إسبانيا، بالتعاون مع فريق الدكتورة مارينا إزكورا في جامعة كينت في المملكة المتحدة، أن مركب الكاروتينويد فيتوين carotenoid phytoene يزيد من العمر الافتراضي للديدان الأسطوانية، وهي نموذج حيواني يستخدم لدراسة الزهايمر، كما ويمكن أن يبطئ من ظهور الشلل المرتبط بتكوين لويحات الأميلويد المرتبطة بمرض الزهايمر.

ونُشرت هذه النتائج في مجلة مضادات الأكسدة في 31 يوليو/ تموز الماضي.

الكاروتينويد فيتوين

الكاروتينات هي مركبات شائعة ومتعددة الاستخدامات، ويًصنع منها مركبات أخرى تُعرف بالأبوكاروتينات. تلعب كل من الكاروتينات والأبوكاروتينات أدوارا رئيسية في عمليات أساسية لنمو النباتات ومرونتها. كما تعمل الكاروتينات كأصباغ تساهم في ألوان العديد من الخضروات والفواكه، وكعناصر غذائية مهمة في الأطعمة، على سبيل المثال، ينتج منها فيتامين “أ”.

وتشير العديد من الدراسات إلى أن الكاروتينات تمتلك خصائص تعزز الصحة وتساهم في التخفيف أو تقليل خطر الإصابة بأمراض متنوعة مثل السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحالات الجلد والعظام، واضطرابات العين، والاضطرابات الأيضية، والتدهور المعرفي، وغيرها.

ويمكن أن تساهم هذه المركبات في تحسين صحة البشرة ولونها والمعايير الجمالية الأخرى. وبالتالي، تحظى الكاروتينات باهتمام كبير في تطوير مجموعة متنوعة من المنتجات المخصصة للاستهلاك البشري، بما في ذلك الأغذية، والمنتجات الصحية، والمكملات الغذائية، والمستحضرات النباتية، ومستحضرات التجميل، أو مستحضرات التجميل الغذائية.

الفيتون هو أحد الكاروتينات ولكنه على النقيض من معظم الكاروتينات الأخرى، فهو عديم اللون، ولا يساهم في الألوان المميزة للأطعمة الغنية بالكاروتينات، ويُنظر إليه عموما على أنه مادة أولية بدون نشاط حيوي في جسم الإنسان.

يوجد الفيتوين في أطعمة مثل الطماطم، والجزر، والمشمش، والفلفل الأحمر، والبرتقال، وفاكهة الباشن. وهو مركب يُمتص بكفاءة ويوجد في العديد من الأنسجة، بما في ذلك الجلد، حيث تشير الدراسات إلى أنه يمكن أن يحمي من الأشعة فوق البنفسجية.

الطحالب

وقام الباحثون باختبار الفيتويين النقي ومستخلصات غنية بهذا الكاروتينويد المستخلصة من الطحالب الدقيقة.

وقد تم ملاحظة زيادة في طول عمر الديدان الاسطوانية بنسبة تتراوح بين 10 و18.6%، وتقليل التأثير السام للبروتينات الموجودة في لويحات الأميلويد بنسبة تتراوح بين 30 و40%.

تقول الباحثة الدكتورة باولا مابيلي برام من جامعة إشبيلية وفقا لموقع يوريك أليرت: “هذه نتائج أولية مثيرة للغاية، ونحن نسعى للحصول على تمويل لمواصلة هذا الخط من البحث ومعرفة الآليات التي تنتج هذه التأثيرات من خلالها”.

الديدان الأسطوانية لدراسة الزهايمر

في عام 1965، اختار سيدني برينر الديدان الأسطوانية (Caenorhabditis elegans) ككائن نموذجي لدراسة تطور وسلوك الحيوانات لأسباب أصبحت معروفة الآن. هذه الديدان التي تعيش في التربة قدمت إمكانيات كبيرة للتحليل الجيني، جزئيا بسبب دورة حياتها السريعة (3 أيام)، وحجمها الصغير (1.5 ملم في الطول عند البلوغ)، وسهولة تربيتها في المختبر.

 

شاركها.
Exit mobile version