طالبت دول ومؤسسات عربية، الجمعة، بوقف الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من عام، وإقامة الدولة الفلسطينية، وذلك في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.

فقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مواصلة تضامن الأمم المتحدة مع الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف في العيش بسلام وأمن وكرامة.

بدورها قالت الأونروا إن محنة اللاجئين الفلسطينيين تظل أطول أزمة لاجئين لم يتم حلها في العالم، حيث شهد قطاع غزة العام الماضي أشد قصف يتعرض له السكان المدنيون منذ الحرب العالمية الثانية.

وصدرت بيانات عن قطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين ومصر وتونس والبرلمان العربي بهذه المناسبة.

واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني مناسبة تنظمها الأمم المتحدة منذ 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1977، للتذكير بما نص عليه القرار 181 الصادر عن جمعيتها العمومية في ذلك اليوم من عام 1947، والقاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية.

وقفة في بيروت للتضامن مع الشعب الفلسطيني (رويترز)

مطالب بالدولة الفلسطينية

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إنها تؤكد في هذا اليوم التزامها الثابت والمستمر في دعم حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.

وأضافت أن السلام العادل والمستدام في المنطقة منوط بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والجرائم ضده، خاصة في غزة، وضمان كافة حقوقه، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وشهدت الدوحة، فعالية حملت عنوان النهضة تصدح لفلسطين، تزامنا مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية الجمعة.

وقال سفير دولة فلسطين لدى قطر فايز أبو الرُّب، إن الشعب الفلسطيني رغم المعاناة بسبب الاحتلال فإنه يتطلع دائما إلى الحرية والاستقلال.

وزارة الخارجية العمانية بدورها أكدت في بيان دعمها الراسخ لحق الشعب الفلسطيني في نيل الحرية والعدالة والسلام، مؤكدة أن المناسبة فرصة لإثبات تجذر الفلسطينيين في أرضهم.

كما أكدت الكويت بهذه المناسبة دعمها الراسخ ووقوفها المبدئي والثابت لاسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفق المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق بيان للخارجية.

وفي البحرين، شارك حاتم عبد الحميد، رئيس قطاع المنظمات بوزارة الخارجية، في فعالية اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، التي نظّمها مكتب الأمم المتحدة في المملكة بالتعاون مع سفارة فلسطين، الخميس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء البحرينية.

وأكد عبد الحميد، خلال الفعالية، أن البحرين تواصل التزامها الراسخ بدعم القضية الفلسطينية.

وشدد على أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بشكل كامل.

أما مصر، فقالت إنها بمناسبة هذا اليوم تؤكد مواصلتها التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني، وتحيي صموده أمام الانتهاكات الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضده على مرأى ومسمع المجتمع الدولي.

وجددت في بيان لوزارة الخارجية المطالبة بضرورة تكاتف الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتحقيق تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

كما طالبت بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار (الإبادة الإسرائيلية) في غزة والدخول الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية.

وأشارت إلى أن القاهرة ستنظم مؤتمرا وزاريا دوليا لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة يوم الثاني من ديسمبر/كانون الأول المقبل، لحشد الدعم الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني.

في حين وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة لنظيره الفلسطيني محمود عباس، أعرب خلالها عن تضامن مصر الثابت مع الفلسطينيين في ظل الأزمات المتلاحقة، خاصة المأساة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي.

وشدد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد السيسي، التزام مصر بدعم صمود الشعب الفلسطيني، رافضا تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين.

وقفة بأندونسيا للتضامن مع الشعب الفلسطيني
وقفة بإندونيسيا للتضامن مع الشعب الفلسطيني (الجزيرة)

فشل دولي

في السياق، أدانت تونس في بيان لوزارة الخارجية فشل المجتمع الدولي في إلزام إسرائيل بوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني لم يعد بحاجة للتضامن والتعاطف معه فقط، بل بحاجة أيضا لاسترداد حقه السليب في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال، وهو حق أقرته محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأهابت بالمجموعة الدولية أن تتحرك فورا وبشكل فاعل ومسؤول لكف نزيف حرب الإبادة الممنهجة على الشعب الفلسطيني في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبهذه المناسبة أيضا، دعا البرلمان العربي، في بيان، المجتمع الدولي ودول العالم الحر والبرلمانات الدولية والإقليمية ومنظمات حقوق الإنسان إلى اتخاذ خطوات عملية وجادة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

وأكد أن السبيل لتحقيق الأمن والسلام والعودة إلى الاستقرار ووقف التصعيد في المنطقة والعالم هو حل القضية الفلسطينية استنادا لقرارات الشرعية الدولية، والوقف الفوري للعدوان (الإسرائيلي) ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووقف انتهاكات جيش الاحتلال والمستعمرين في الضفة الغربية.

وشدد على تضامنه التام مع الشعب الفلسطيني، والتصدي لكل المشروعات والخطط الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية أو النيل من حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، ومساندتهم حتى يتمكن الفلسطينيون من نيل كافة حقوقهم المشروعة، ومنها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، يشهد عدد من دول العالم تنظيم فعاليات بالمناسبة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه التي تنتهكها إسرائيل.

وقد أقيمت -أمس الجمعة- أنشطة تضامنية ومظاهرات في بلدان عديدة لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهي المرة الثانية التي تتجدد فيها المناسبة في ظل استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

شاركها.
Exit mobile version