نبهت افتتاحية “غارديان” البريطانية إلى أن استخدام المسيرات في الصراعات المعاصرة زاد بطريقة لم يسبق لها مثيل، وأنه كلما أصبحت هذه المسيرات رخيصة زادت الخسائر البشرية.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بعد 3 أيام فقط من رئاسته، أمر بأول ضربات بالمسيرات. وعلى مدى السنوات الثماني التالية، أشرف على توسع هائل في البرنامج الأميركي لعمليات القتل المستهدف باستخدام المسيرات المسلحة. وكانت الرغبة الأولية ألا تخاطر الولايات المتحدة بأفرادها، وتنفيذ الضربات بدقة أكبر دون أن تجتذب قدرا كبيرا من الاهتمام.

وذكرت “غارديان” ان حروب المسيرات شهدت السنوات التالية تطورا هائلا، واعتمد البرنامج الأميركي على مسيرات باهظة الثمن من طراز “بريداتور” التي تبلغ تكلفة الواحدة منها 12 مليون دولار.

لكن المسيرات الأرخص بكثير -التي صنعتها تركيا وإيران والصين– كان لها الفضل في تحقيق انتصارات، كما أنها ساهمت في صد إثيوبيا للتقدم السريع لجبهة تحرير شعب تيغراي. وفي أوكرانيا وميانمار جُهزت المسيرات التجارية المصممة للهواة أو الزراعة، والتي لم تتجاوز تكلفتها بضع مئات من الدولارات فقط، لشن الهجمات.

كما أن استخدام المسيرات الرخيصة مكن أوكرانيا من ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية. وقد تبنت موسكو تقنيات أوكرانيا نفسها، ويتطلع الجيش الأميركي أيضا إلى الاستثمار في أعداد كبيرة من المسيرات الرخيصة إلى جانب المسيرات “ريبر” التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات.

وخلصت غارديان إلى أن مخاطر المسيرات الرخيصة تتزايد مع تطور التكنولوجيا. وأحد المخاوف الرئيسية هي أسراب المسيرات القوية التي تدعم الذكاء الاصطناعي التي تتواصل مع بعضها بشكل مستقل، وقالت إن الانتشار السريع لهذه المسيرات يتطلب مناقشة دولية جادة لاستخدامها، بدلا من مجرد قواعد أحادية الجانب.

وختمت بأن حروب المسيرات الأميركية أظهرت كيف أدت المسيرات غير المسلحة إلى زيادة السرية حول المهام العسكرية، والحد من المساءلة، مما يفرض ضرورة التنظيم السليم لاستخدامها، بما في ذلك الإشراف البشري وزيادة الشفافية.

شاركها.
Exit mobile version