مقالات

ذكرت تقارير إعلامية أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بينها أيرلندا وإسبانيا، تدرس الاعتراف بدولة فلسطين يوم 21 مايو/أيار الجاري. وقالت شبكة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية (آر تي إي)، أمس الأربعاء، إن الاتصالات تكثفت بين أيرلندا…

قراءة المزيد

لم أنزلْ فندقًا في سفرياتي لحضور ندوات ومؤتمرات ـ خاصة في الدول غير العربية ـ إلا وجدتُ قناتي الجزيرة: “العربية /الإنجليزية” مدرجتين على قائمة القنواتِ العالمية رأسًا برأس وكتفًا بكتف مع القنوات المعولمة ذات التاريخ المهني الذي يقارب في بعضها المائة عام – (بي بي سي تأسست عام 1938، ومحطة NBC عام 1926) – والتي كانت محلَ إبهار وجاذبية في العالم العربي. أحدثت “الجزيرة” ـ منذ اليوم التالي لتأسيسها عام 1996 ـ زلزالًا داخل المنطقة العربية، التي اعتادتْ على الإعلام الموجّه القائم على فلاتر الفرز الأمني، ووجهة النظر الواحدة، والذي لم يحظَ ـ ولا يزال ـ بأية مصداقية بين العرب،…

مرات عديدة حصلت قناة الجزيرة على شهادات تقدير من عديد من العواصم المختلفة والمتخلفة، تتمثل في منعها من العمل في هذه الدولة أو تلك، وكانت القناة دائمًا وأبدًا لا تتراجع، أو لا ينتقص ذلك من دورها، بل على العكس، كانت تتقدّم للأمام، خصوصًا في هذه البقاع التي لا تزال تعيش في غيابات الجبّ، لا تعي أن العالم قد تطور تكنولوجيًا وإعلاميًا إلى الحد الذي لم تعد تجدي معه مثل هذه الممارسات، التي إن دلّت على شيء، فإنما تدلّ على أننا أمام أنظمة هشّة ضعيفة تتهاوى. وما يؤكد أن الجزيرة كانت على حقّ دائمًا، في كل الصراعات التي خاضتها من هذا…

سبعة شهور تقريبًا على حرب أعلنت إسرائيل هدفها بوضوح، وهو القضاء على حماس. لم يظن مجلس الحرب الإسرائيلي المدعوم بأعظم قوى عسكرية وسياسية في العالم أن تنقضي الشهور السبعة فيما يبقى السؤال مطروحًا: هل تحقق هدف الحرب؟ تنطوي الإجابة البديهية لهذا السؤال على سؤال آخر جوهري وابن ساعته بالنسبة لمختلف دوائر الفعل والقرار المنخرطة في المشهد، وهو هل سيكون ممكنًا القضاء على حماس؟ ينشغل المحللون والمتابعون المهتمون بشؤون الحرب، وأجهزة الاستخبارات المعنية بإجابة هذا السؤال الآن اليوم أكثر من أي وقت مضى. انشغلت حماس بطبيعة الحال منذ اليوم الأول في إخراج مشهد ميداني وسياسي يصنع الـ “لا” لهذا السؤال، والتي…

هل تصبح إسرائيل تاريخًا؟ ليست لديَّ إجابة عن السؤال، لكن لديَّ ما أقوله عن مسوغات طرحه، بعدما دخلت الحرب على غزة شهرها الثامن، وتعددت أصداؤها في أنحاء العالم المختلفة، وأحدثها ما جرى في 58 جامعة ومعهدًا علميًا في الولايات المتحدة. وهي المفاجأة التي لم تخطر على البال في ظل التوأمة التاريخية بين واشنطن وتل أبيب. ولم يكن هناك من تفسير لتلك المفاجأة سوى أنها دليل على قوة وعمق الزلزال الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إذ تجاوزت أصداؤه وهزاته الشرق الأوسط وأدخلتنا في عالم جديد لم تتبلور بعد كل قسماته، وإن لاحت في الأفق بعض مقدماته. *** سنتوقف لحظة…

أكاد أجزم أنه لم يكن يدور في خلد نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا للحظة واحدة، عندما استدعت الشرطة الأميركية لتفريق تظاهرة طلبة الجامعة ضد الحرب على غزة، أنها تشعل بيدها انتفاضةً عاتيةً ستمتدّ على طول الجامعات الأميركية الكبرى وعرضها، وتتجاوز الولايات المتحدة لتنتشر في جامعات دولية عريقة في مختلف دول العالم ولا سيما في القارة الأوروبية. ولعل من المفارقات اللافتة أن تكون بداية هذه الأحداث قد جرت على يد أستاذةٍ من أصل مصري وُلدت في الإسكندرية قبل أن تهاجر عائلتها خارج مصر إلى بريطانيا، فالولايات المتحدة وتحملَ جنسيتهما. فمصر هي الجارة الأقرب لقطاع غزة المحاصر، وهي بوابة غزة الوحيدة إلى…

في السنة الثانية من الحرب الأهلية الأميركية، نوفمبر/تشرين الثاني 1862، التقى الرئيس الأميركي لينكولن، بهارييت ستاو، مؤلفة الكتاب الأشهر آنذاك: “كوخ العم توم”. نهض لينكولن من مقعده ليصافحها قائلًا: أهلًا بالمرأة الصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة. التحقت ستاو بالحرب الثقافية منتمية إلى تيار الإلغائيين  Abolitionism، وهي حركة خاضت نزالًا ثقافيًا وأخلاقيًا ضد العبودية لما يزيد عن قرن من الزمن. قسمت مسألة العبودية أميركا إلى شمال وجنوب، وآلت وعود لينكولن بإلغائها إلى حرب أهلية مدمّرة امتدت على خمسة أعوام. رأى كتاب: “كوخ العم توم” النورَ في العام 1852، قبل الحرب الأهلية بتسعة أعوم. تجري أحداثه حول عبد أسود، طيب القلب،…

أثبت الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان بقرار تعليق النشاط التجاري لبلاده مع إسرائيل وتفضيله إظهار الدعم الصريح للفلسطينيين في هذه الحرب، على الحفاظ على العلاقات الجديدة مع تل أبيب، أنه لا يتردد في الوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ، عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية تحديدًا، حتى لو كان ذلك مقابل تكاليف. لكن حقيقة أنّ الخطوات التصعيدية، التي اتخذتها أنقرة مؤخرًا ضد تل أبيب، جاءت بعد مرور سبعة أشهر على الحرب، ولا تزال تبدو ضعيفة، بالمقارنة مع إدارتها موقفَها من القضية الفلسطينية خلال العقد الماضي، خصوصًا لجهة تجنّب اتخاذ خطوات على غرار تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، كما جرى في عامي…

تشكل حرب الرواية والسردية والصورة إحدى جبهات الحرب الحالية في غزة، بعدِّها مساحة مهمة لتحديد من المحق ومن المعتدي، وبالتالي من يستحق الدعم والتضامن، ومن يستحق النقد والعداء. ولذلك لم تفتُر جهود الاحتلال منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في تشويه المقاومة الفلسطينية، وتوجيه التهم لها، كما لم تتراجع مساعي بعض الأطراف الفلسطينية والعربية – مع الأسف – في تشويهها، ووضع معركتها في سياقات أخرى غير حقيقية. معركة الرواية منذ بدء الاحتلال في فلسطين وإعلان ما يسمى بدولة “إسرائيل” في 1948، بل من قبل ذلك بعقود، وحرب الرواية جزء لا يتجزأ من نضال الشعب الفلسطيني وقضيته، جنبًا إلى جنب مع المقاومة…

تؤدّي الحركات الاجتماعية دورها وتذهب إلى ذمّة التاريخ. تبدو دومًا أشبه بذكَر النحل الذي يُلقح الملكة ثم يموت، أو هي “رفة الفراشة” التي تنتهي إلى عاصفة تكنس أمامها كثيرًا من الأشياء. هذه قاعدة متعارف عليها في علم الاجتماع السياسي، وطالما فصَّل فيها أكاديميون أميركيون، من المؤكد أنهم الآن يعرفون جيدًا ما ستُحدثه حركة الطلاب – الرافضين إبادةَ أهل غزة – في المستقبل. هنا يثار التساؤل: هل اعتصام الطلاب الأميركيين يشكل حركة اجتماعية، أم هو مجرد تعبير عن موقف سياسي عابر؟ الحقيقة أن “الإبادة الجماعية” في غزة إن كانت قد حرّكت ضمائر عامرة بالإنسانية، بل زلزلتها، فهذا انتقل، بفضل وسائل التواصل…

خلال الأيام الأولى للحرب، اقتحمت قوات الدعم السريع سجون العاصمة السودانية الخرطوم عنوة، وأطلقت سراح كافة المعتقلين. ولك أن تتخيل أن على رأس المفرج عنهم، تجّار مُخدِّرات ولصوصًا كبارًا، وقتلة محكومًا عليهم بالإعدام! لكن تلك السجون التي أُفرغت بالكامل من أصحاب السوابق، أعيد فتحها، مرةً أخرى، لتصبح معتقلات جديدة للأسرى والمخطوفين، قبل أن يتم نقلهم إلى سجون أخرى سرية، يُخّيم عليها الظلام، ويحوم فوقها شبح الموت يوميًا، ولا يعرف الداخل إليها، أين هو، ومتى سيخرج؟ انتهاكات خلف الأبواب الموصدة هكذا هو الحال إذن، بمجرد مرورك بنقاط التفتيش الخاصة بالدعم السريع، يمكن أن تكون ضحية للشكوك وسوء الظن والتفتيش الإجباري، وربما…

ليس هناك شكّ في أن القوى الحية بالعالم العربي والإسلامي بل والعالم الثالث مدينة بالتفاعل مع حراك طلاب الجامعات الأميركية والأوروبية الذي انطلق خلال الأسابيع الماضية، يدافع عن أهم قضايانا ويطالب “بالحرية لفلسطين” كل فلسطين. لقد انطلق الطلاب عابرين ما بيننا وبينهم من بحار ومحيطات وثقافات، وهم يعلنون رفضهم الإبادة الجماعية التي تجري في غزة، ويطالبون بمقاطعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في حركة طلابية واعية، تهدف بالضرورة لتفكيك القبضة الصهيونية عن المجتمعات الغربية، وتعمل على تحريرها من احتلال صهيوني من نوع آخر. وفي ذات الإطار، فقد تضمنت حركتهم الكثير من الأهداف والأفكار، التي تلتقي بأهداف مجتمعاتنا، مثل: الحرية وحقوق الإنسان،…

تعرّضت سلسلة مطاعم الوجبات السريعة ماكدونالدز في ماليزيا لضربة قوية بعد حملة المقاطعة الشعبية لمنتجاتها؛ نتيجة الدعم والخصومات والمساندة التي قدمتها سلسلة مطاعم ماكدونالدز في إسرائيل لجيش الاحتلال وقواته خلال حربه على قطاع غزة. وفيما حاول وكيل ماكدونالدز في ماليزيا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تأكيد رفضه للصراع، ووقوفه إلى جانب الطرف الفلسطيني، وتأكيد أن امتيازَ الشركة ذو إدارة محلية كاملة ولا صلة له بماكدونالدز إسرائيل، بل ونشر بيانًا في الثامن عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يؤكد تبرعه بمليون رينجت ماليزي، ما يعادل 210 آلاف دولار، للصندوق الإنساني الفلسطيني الذي تمّ إطلاقه تحت إشراف رئيس الوزراء الماليزي أنور…

لا شك أنّ الحالة الديمقراطية في السنغال متقدمة على دول أفريقية كثيرة، وعلى كل الـدول في العالم العربي، فالتعددية الحزبية عريقة، وهوامش الحرية واسعة، والمجتمع المدني حرّ ونشيط، والتداول السلمي على السلطة تحقق فعليًا عدة مرات بين الموالاة والمعارضة، غير أن التغيير الذي حصل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 24 مارس/آذار 2024 مختلف عن المنافسات السابقة، وقد حرصت في زيارتي إلى دكار بعد الانتخابات أن أدرس التجربة عبر الاستماع المباشر والنقاش مع الفاعلين السنغاليين من الناطقين باللغتين: العربية والفرنسية، وذلك بغرض الاستفادة من التجربة في نماذجنا السياسية والاجتماعية المستعصية على الديمقراطية في بلادنا العربية. تيار شبابي جارف لقد كان التدافع…

تحت شعار: “خليها تعفن” التي بدأت في النصف الثاني من أبريل/نيسان، بدأت حملة مقاطعة شراء الأسماك في مصر. الحملة بدأت من بورسعيد المدينة الساحلية الأكثر استهلاكًا للأسماك على مستوى الجمهورية، إذ يتناول الفرد وجبة السمك نحو ثلاث مرات في الأسبوع الواحد. الشاهد أن حملة المقاطعة أتت بنتائج سريعة وجيدة، آية ذلك العديد من المؤشرات: أولًا: انخفاض حركة البيع في الأسواق؛ بسبب عزوف الكثير من المستهلكين عن الذهاب لحلقات أو أسواق الأسماك، نتيجة المقاطعة التي استجاب لها الكثيرون، وتفاعلوا معها بشكل إيجابي. ثانيًا: الانخفاض الملحوظ في أسعار الأسماك، خاصة الشعبية، كالبلطي والبوري، إلى ما فوق الـ30%، وقد وصلت النسبة حسب ما…

لا تحتاج الانتفاضة إلى حجارة ترشقها لتحظى بامتياز الصفة، فقد تكون أدواتها المعنوية أوقع تأثيرًا من المقذوفات المادية، وقد تصنع حدثًا عالميًا على نحو ما أقدم عليه مخيم جامعة كولومبيا، الذي أشعل فتيل الجماهير الطلابية. يبدو مشهد انتفاضة الجامعات مُذهلًا في كثافته الرمزية المشحونة بالدلالات، وتفيض تفاصيله بمخزونات تأويلية لا تنضب، علاوة على جدوى قراءة الحدث – في مقام آخر مستقلّ – بمنظور أفقي وتشريح عمودي وتمرحُل زمني. ثمّة تراكمات وإرهاصات وتفاعلات سبقت انتفاضة الجامعات، قدَّمت فيها جماهير العالم لوحات رمزية تفيض بالرسائل والدلالات عبر ميادين الأرض خلال شهور الإبادة، حتى جاء اعتصام القلعة الأكاديميّة الشهيرة في قلب نيويورك، معبِّرًا…

2024 © اخبار قطر. جميع حقوق النشر محفوظة.