يرتبط الألماس في الأذهان غالبا بالثراء والأناقة والرفاهية، فهو ذو بريق أخاذ، لكن 80% من هذا الحجر الكريم المستخرج يستخدم لأغراض صناعية في الأساس، كما أن الباحث في كبار منتجيه وطريقة استخراجه وتصنيعه قد يكتشف حقائق مذهلة، فعدد منتجيه من الدول يبلغ 22 فقط، وتستأثر أكبر 10 بلدان إنتاجا بأكثر من 99% من إنتاجه العالمي.
ونشر موقع “فيجوال كابيتاليست” الاقتصادي الكندي جانبا من بيانات منظمة “كيمبرلي بروسيس” الأميركية لعام 2022، بالإضافة إلى إحصاءات أعدها أشوك داماروبرشاد المتخصص في الألماس والمعادن الثمينة والمقيم في جنوب أفريقيا.
1- أكبر منتجي الألماس في العالم
تصدرت روسيا دول العالم في إنتاج الألماس عام 2022 بإجمالي يناهز 42 مليون قيراط (القيراط وحدة قياس الوزن الفيزيائي للألماس ويساوي 0.2 غرام).
ويشير الإنتاج الكبير لروسيا من الألماس وتصدرها قائمة البلدان الأكثر تعدينا إلى أنها استطاعت الالتفاف على العقوبات العديدة المفروضة عليها جراء الحرب مع أوكرانيا التي اندلعت في فبراير/شباط 2022.
ووفقا للموقع الكندي، فإن الصعوبات المتعلقة بتعقب مصادر الألماس أحد العوامل التي ساعدت روسيا على تخطي قيود العقوبات.
وتتفوق روسيا على أقرانها في إنتاج الألماس بفارق شاسع، في حين تأتي بتسوانا في المركز الثاني بإجمالي 24.8 مليون قيراط (4.96 ملايين غرام).
أما المركز الثالث فجاء من نصيب كندا التي أنتجت 16.2 مليون قيراط (3.24 ملايين غرام)، تليها الكونغو الديمقراطية رابعا بإجمالي 9.9 ملايين قيراط.
وهذه قائمة “فيجوال كابيتاليست” بأكبر 22 دولة منتجة للألماس الخام:
- روسيا 41.92 مليون قيراط.
- بتسوانا 24.75 مليون قيراط.
- كندا 16.24 مليون قيراط.
- الكونغو الديمقراطية 9.9 ملايين قيراط.
- جنوب أفريقيا 9.66 ملايين قيراط.
- أنغولا 8.76 ملايين قيراط.
- زيمبابوي 4.46 ملايين قيراط.
- ناميبيا 2.05 مليون قيراط.
- ليسوتو 727 ألفا و737 قيراطا.
- سيراليون 668 ألفا و970 قيراطا.
- تنزانيا 375 ألفا و533 قيراطا.
- البرازيل 158 ألفا و420 قيراطا.
- غينيا 128 ألفا و771 قيراطا.
- أفريقيا الوسطى 118 ألفا و44 قيراطا.
- غيانا 83 ألفا و382 قيراطا.
- غانا 82 ألفا و500 قيراط.
- ليبيريا 52 ألفا و165 قيراطا.
- ساحل العاج 3904 قراريط.
- الكونغو برازافيل 3904 قراريط.
- الكاميرون 2431 قيراطا.
- فنزويلا 1665 قيراطا.
- مالي 92 قيراطا.
الألماس.. ثنائية الجودة والقيمة
يختلف الألماس عن النفط والذهب في استئثار أكبر 10 دول منتجة بنحو 99% من الإنتاج العالمي، مقابل توزيع النفط والذهب بنسب متقاربة بين عدد أكبر عدد من البلدان، وفق التقرير.
وليس بالضرورة أن يجني من ينتج أكثر في حسابات الألماس، فالجودة والنقاء والقطع عوامل تحدد القيمة، وأشار “فيجوال كابيتاليست” إلى أن بتسوانا أنتجت 59% مما أنتجته روسيا من الألماس عام 2022، لكن قيمته الفعلية بلغت زهاء 5 مليارات دولار، أي مرة ونصف أعلى مما جنته روسيا.
وفي السياق ذاته، تقبع أنغولا في المركز السادس في قائمة أكبر منتجي الألماس عام 2022، في حين تحل ثالثة في ترتيب الأكبر قيمة.
وتنتج بتسوانا وأنغولا إلى جانب جنوب أفريقيا وكندا وناميبيا ألماسا ذا جودة عالية كمجوهرات، في حين يكون الاستخدام الصناعي هو الهدف الرئيسي لتعدين الألماس لدى لبلدان أخرى تتضمن روسيا والكونغو الديمقراطية.
أكبر 20 دولة من حيث القيمة السعرية للألماس عام 2022
وهذه قائمة الموقع الكندي بأكبر 20 دولة من حيث القيمة السعرية للألماس عام 2022:
- بتسوانا 5 مليارات دولار.
- روسيا 3.55 مليارات دولار.
- أنغولا 1.96 مليار دولار.
- كندا 1.9 مليار دولار.
- جنوب أفريقيا 1.53 مليار دولار.
- ناميبيا 1.23 مليار دولار.
- زيمبابوي 424 مليون دولار.
- ليسوتو 314 مليون دولار.
- سيراليون 134 مليون دولار.
- تنزانيا 110 ملايين دولار.
- الكونغو الديمقراطية 65 مليون دولار.
- البرازيل 30 مليون دولار.
- ليبريا 18 مليون دولار.
- أفريقيا الوسطى 15 مليون دولار.
- غيانا 14 مليون دولار.
- غينيا 6 ملايين دولار.
- غانا 3 ملايين دولار.
- الكاميرون 250 ألف دولار.
- الكونغو برازافيل 200 ألف دولار.
- ساحل العاج 160 ألف دولار.
قارات العالم الأكبر إنتاجا للألماس عام 2022
وليس من قبيل المفاجأة أن تتصدر أفريقيا قارات العالم في إنتاج الألماس عام 2022 -سواء من حيث الوزن أو القيمة- بنسبة 51 و66% على التوالي.
وهذه مناطق العالم الأكبر إنتاجا للألماس عام 2022 وفق “فيجوال كابيتاليست”:
- أفريقيا 51.4%.
- أوروبا 34.9%.
- أميركا الشمالية 13.5%.
- أميركا الجنوبية 0.2%.
أكبر مستوردي الألماس
ووفق موقع “ذا غلوبال إيكونومي”، فقد جاء أكبر مستوردي الألماس في العالم من حيث القيمة كالتالي:
- الهند 18.8 مليار دولار.
- الإمارات 10.4 مليارات دولار.
- إسرائيل مليارا دولار.
- بتسوانا 1.66 مليار دولار.
- الصين مليار دولار.
- جنوب أفريقيا 802 مليون دولار.
- سنغافورة 791 مليون دولار.
- لبنان 306 ملايين دولار.
- أرمينيا 288 مليون دولار.
- الولايات المتحدة 209 ملايين دولار.
وعلى الرغم من ذلك فإن تعدين الألماس في أفريقيا ظاهرة حديثة نسبيا تعود إلى أقل من 200 عام وفقا للموقع الكندي، إذ بدأ اكتشاف الألماس وتثمينه قبل ألفي عام في الهند، قبل أن ينتشر لاحقا نحو الغرب إلى مصر والإمبراطورية الرومانية.
ومع بداية القرن الـ20 انطلق إنتاج الألماس على نحو واسع النطاق في جنوب أفريقيا أولا ثم دول أفريقية أخرى.
وحسب دراسة نشرها المعهد الأميركي للأحجار الكريمة، أنتجت أفريقيا ما يربو على 98% من الألماس في العالم خلال الفترة من 1889 إلى 1959.
وفي النصف الثاني من القرن الـ20 ظهر مصطلح “الألماس الدموي” الذي يعني تمويل حركات التمرد أو الجريمة من عائدات الألماس في مناطق الصراع في أفريقيا، وفقا للموقع الكندي.
مراحل تصنيع الألماس
نشر موقع “ماينينغ فور سكولز” التابع لمؤسسة “مينرالز كاونسيل” الجنوب أفريقية ما سماها “دورة حياة تعدين الألماس”، وفقا للمراحل التسع التالية:
يستخدم خبراء الجيولوجيا وسائل عديدة لاستكشاف صخور “الكمبرلايت” التي تعد المصدر الرئيسي للألماس، وتتضمن الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية وأخذ العينات الاستطلاعية.
يتم بعد ذلك حفر أي صخور كمبرلايت يتم اكتشافها لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على كميات اقتصادية من الألماس، فتحليل العينات يمنح مؤشرات بشأن الجودة والتكلفة والقيمة، وعلى هذا الأساس يتخذ القرار بشأن البدء في التعدين أم لا.
التعدين نوعان، أحدهما “التعدين في الحفرة المفتوحة”، و”التعدين تحت الأرض”.
التعدين في الحفرة المفتوحة
ويعني إزالة طبقات الرمل والصخور الموجودة فوق الكمبرلايت مباشرة، وبعد ذلك يتم تكسير الخام من خلال التفجير، إذ يستطيع تفجير واحد تكسير نحو 45 ألف طن من الخام.
وتقوم الحفارات بتحميل الخام في شاحنات النقل ونقله إلى كسارة الخام الأولي لتبدأ عملية استخراج الألماس، ويعد منجم “فينيشيا” في جنوب أفريقيا مثالا على هذا النوع من التعدين، وفقا للتقرير.
التعدين تحت الأرض
يعتمد على حفر نفق داخل القشرة الأرضية عبر أنبوب الكمبرلايت، ويتم إنشاء الأنفاق على مستويين تفصل بينهما مسافة 25 متر رأسيا.
يتم استخراج الألماس من الخام من خلال المراحل التالية:
التكسير: بمجرد جمع الخام الذي يحمل الألماس والحصى يتم نقله إلى كسارة أولية تقلل حجم الألماس إلى قطع أصغر يمكن التعامل معها بشكل أفضل ولا تزيد الواحدة منها على 150 مليمترا، ويتم استخدام كسارة ثانية من أجل تقليص الحجم أكثر.
التنقيح: تشهد هذه المرحلة عملية إزالة المواد الزائدة واستبعاد أي مادة تقل عن 15 مليمترا، لأن استخراج الألماس من مثل هذه القطع الصغيرة جدا مكلف للغاية.
فصل الوسائط الكثيفة: أثناء هذه المرحلة يتم مزج الخام الذي يحمل الألماس بمحلول من مسحوق الفيروسيليكون والماء الذي يتم قياسه لدرجة كثافة نسبية معينة، ويستهدف ذلك تكوين طبقة غنية بالألماس.
الاستخراج: في هذه المرحلة تتعرض الطبقة ذات التركيز العالي من الألماس لسلسلة من العمليات تتضمن تقنيات مغناطيسية وأشعة سينية إضافة إلى الليزر وتعتمد على خواص معينة داخل الألماس، ويستهدف ذلك فصل الألماس عن أي مواد أخرى مرتفعة الكثافة.
- التنظيف والفرز والتعبئة: يتم تسليم الألماس الناتج عن عملية الاستخراج إلى مرفق فرز، حيث يُنظف داخل محلول حمضي ثم يُغسل قبل فرزه، ويفرز الألماس وفقا للحجم (بالقيراط) ثم يتم تصنيف كل حجم إلى فئات مختلفة من الجودة استنادا إلى لون وصفاء الحجر، وفي هذه المرحلة يفصل الألماس ذو جودة الأحجار الكريمة عن ذلك الذي يستخدم لأغراض صناعية.
- فرز الألماس ذي الأغراض الصناعية
ينظر إلى الألماس ذي الأغراض الصناعية باعتباره منتجا ثانويا في سوق الأحجار الكريمة، فنحو 80% من الألماس الذي يتم تعدينه ليس مناسبا لاستخدامه كأحجار كريمة، ويستفاد منه في صناعة أدوات القطع والطحن.
- مبيعات الألماس الخام
عادة ما يباع الألماس الخام من خلال مناقصات يرى المشاركون خلالها التشكيلات ويتقدمون بعروض إلكترونية سرية قبل أن يرسو المزاد على صاحب أكبر سعر لكل طرد.
ويباع الألماس الخام إلى التجار من خلال رخصة لتجارة الألماس، وعادة ما يرسل التجار الألماس إلى متخصصين يقومون بقطعه وصقله قبل بيعه إلى تجار التجزئة أو من خلال بورصات الألماس.
يعد قطع وصقل الألماس بمثابة فن وعلم دقيق في الوقت ذاته، ويحتاج الشخص الواحد إلى أعوام من التدريب ليصبح محترفا في تقطيعه وتلميعه.
- بيع مجوهرات الألماس
يتم بيع الألماس الذي تم تجهيزه كأحجار كريمة (مجوهرات) في بورصات الألماس التي يبلغ المرخص منها 30 بوصة في أرجاء العالم.
- الإغلاق وإعادة التأهيل
بمجرد نفاد احتياطي الألماس في منجم ما ينبغي على مالكه إغلاق الموقع وإعادة تأهيله وتسوية الأنفاق تحت الأرض وإغلاق المداخل.