قال زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين)، عبد الملك الحوثي، إن اغتيال العدو الإسرائيلي لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، والقيادي العسكري بحزب الله اللبناني فؤاد شكر، يعد انتهاكا سافرا لكل الأعراف والحرمات، مشددا على أن ذلك لن يكسر إدراة المقاومة والشعب الفلسطيني.
وأضاف في خطاب متلفز، أن الإجرام الإسرائيلي وشريكه الأميركي لن يوهن عزم المجاهدين بل سيزيده، مؤكدا على أن زيادة جرائم العدو الإسرائيلي يزداد معه اقترابه من الزوال، كما يقابله تزايد في جبهات الجهاد.
واعتبر الحوثي أن جريمة اغتيال هنية في طهران والعدوان على ضاحية بيروت الجنوبية واستهداف شكر كانت عدوانًا واضحًا وتصعيدًا خطيرًا، مؤكدا أن هذه الجرائم أتت في إطار تصعيد واضح بعد عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الولايات المتحدة.
وكان حزب الله أعلن أمس الأربعاء مقتل القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر إثر الغارة التي شنتها إسرائيل على ضاحية بيروت الجنوبية مساء الثلاثاء.
كما أعلنت حماس وإيران -فجر الأربعاء- أيضا اغتيال هنية بغارة استهدفت مقر إقامته في طهران بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وشدد الحوثي في كلمته على أن موقف محور القدس والجهاد والمقاومة واضح بأنه لا بد من الرد عسكريًا على التصعيد الإسرائيلي، كما رأى أن جريمة استهداف هنية فضحت الأوروبيين وبعض الدول العربية التي لم تتخذ حتى موقف تنديد من الجريمة.
مواقف واضحة
وأشار الحوثي إلى أن هناك مواقف واضحة ومعلنة من قبل الجمهورية الإسلامية وبقية دول محور المقاومة، وأنه يجري العمل من أجل الرد، لافتا كذلك إلى صدور إدانات من دول إسلامية وعربية متعددة، وكذلك دول أخرى كروسيا والصين.
وتوجه الحوثي بتعازيه لأسرة هنية وحركة حماس وكافة الفصائل والشعب الفلسطيني، وكذلك لأسرة شكر وحزب الله والشعب اللبناني، مؤكدا أنه مهما كان حجم التضحيات ومستوى الإجرام من قبل العدو الإسرائيلي فإن ذلك لن يكسر روح المجاهدين المعنوية وإرادتهم.
واتهم الحوثي الولايات المتحدة بالشراكة الكاملة لإسرائيل في جرائمها المختلفة وخداعها العالم، وقال إنه في نفس الوقت التي تتحدث فيه أميركا عن ضرورة عدم توسع الحرب، تقدم الدعم للعدو الاسرائيلي في تصعيد جرائمه وتطلق له المجال ليفعل ما يريد.
وانتقد “الموقف السلبي والمخزي” لبعض الأنظمة العربية التي سبق وأن أصدرت بيانات عاجلة تدين فيها بشدة الخدش الذي تعرضت له أذن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فيما قيل إنها محاولة اغتيال، وعبرت عن تضامنها وتعاطفها معه، فيما لم تصدر أي إدانة للجريمة بحق أحد قادة الأمة الأخيار (في إشارة لهنية).
كما عبر الحوثي عن استنكاره ورفضه لما تقوم به دول أوروبية من محاولة حثيثة لاحتواء ردود فعل قوى المقاومة، ومطالبتهم لها بأن يكون ردها رمزيا، مشددا على ضرورة أن يكون لدى الأمة وعي تجاه هذه المواقف وألا تستجيب لها، “لأن ردود الفعل الضعيفة ستزيد من جرأة العدو الإسرائيلي” حسب قوله.
ودعا الحوثي الشعب اليمني للخروج في مظاهرات الجمعة والتحرك في الأنشطة المساندة للأسرى الفلسطينيين يوم السبت، استجابة لدعوة الشهيد إسماعيل هنية، مؤكدا على أن الجهاد هو الخيار الصحيح والحكيم لمواجهة العدو الإسرائيلي.