رفح- في خيمة صغيرة أشبه ما تكون بفرن، من شدة الحرارة داخلها، يستلقي يوسف على سرير متواضع لتلقي علاجه، بينما رفيقته في الإصابة، ريم، تحاول تضميد جرحها الغائر مستعينة بكلمات الصبر والتصبر.

تقول ريم “أصبت في شهر ديسمبر خلال وجودي مع عائلتي في البيت، كانت إصابتي في القدم صعبة وتحتاج إلى عملية، ولعدم وجود مستشفيات أتيت إلى المستشفى الميداني البريطاني، حيث يحاول الأطباء هنا تقديم ما يتوفر لديهم من علاجات”.

ويقول وكيل وزارة الصحة المساعد في غزة ماهر شامية “في رفح كان توقف المؤسسات الطبية عن العمل أسرع، إذا ما قارنا ذلك مع بقية المرافق الصحية في قطاع غزة”.

منذ بدء هجوم إسرائيل على رفح في السادس من مايو/أيار، توقفت كل المرافق الصحية اضطرارا عن العمل (الجزيرة)

توقف اضطراري

ومنذ بدء الهجوم على رفح، خرجت 6 مستشفيات عن الخدمة، في ظل استمرار وتوسع التوغل الإسرائيلي، واستهدافه المتعمد للعديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، حسب إفادة ماهر شامية.

وأدت الهجمات إلى خروج مستشفى أبو يوسف النجار، وعيادة أبو الوليد المركزية، ومستشفى رفح الميداني (2)، ومستشفى الكويت التخصصي، والمستشفى الميداني الإندونيسي، وعيادة تل السلطان، عن الخدمة.

وأعلن رئيس لجنة الطوارئ في رفح الدكتور مروان الهمص أن توقف مولدات الكهرباء في المستشفيات سيؤدي إلى عدد كبير من الوفيات، مطالبا بضرورة تدخل “العالم”، حسب تعبيره. وأكد أنه لم تدخل أي أدوية إلى القطاع منذ إغلاق الاحتلال معبر رفح.

وبدأت إسرائيل هجومها على رفح في السادس من مايو/أيار، ومنذ ذلك الوقت توقفت كل المرافق الصحية، المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية والمستشفيات الميدانية باستثناء العاملة في غرب المدينة “منطقة مواصي رفح” اضطرارا عن العمل، وتم إخلاء المدينة.

ورغم تحذير منظمات أممية ودولية من استهداف جيش الاحتلال للمنظومة الصحية والطواقم الطبية في القطاع، فإنه تجاهل تلك التحذيرات واستهدف العديد من المستشفيات، مما فاقم الأوضاع داخل القطاع.

شاركها.
Exit mobile version