عرض موقع “فوكس” الأميركي -في تقرير له- الواقع المرير للسكان والنازحين إلى رفح جنوبي قطاع غزة والتصعيد الإسرائيلي “الخطير” هناك، معتبرا أن كارثة إنسانية مطلقة ستحل المدينة إذا حدث مزيد من التصعيد.

وبدأ التقرير، الذي كتبته مراسلة الموقع نيكول ناريا، بالقول إن العالم رأى الأحد المنصرم أول مشهد على مدى تأثير الاجتياح البري الإسرائيلي المحتمل لرفح، مشيرا إلى أن الغارات الإسرائيلية على المدينة تأتي وسط تقارير تفيد بأن إسرائيل تفكر في اجتياح هذه المنطقة التي تدعي إسرائيل أنها آخر معقل متبقي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأوضحت ناريا أن اجتياح رفح يتطلب عمليات إجلاء واسعة النطاق، إذ إن عدد سكان المدينة أكبر بـ5 مرات تقريبا مما كان عليه قبل الحرب، ويتضخم بسبب النازحين الفارين من القتال في شمال القطاع ووسطه، ولا يستطيع المقيمون في رفح الذهاب إلى أبعد من ذلك جنوبا، حيث إن المدينة متاخمة لحدود غزة المغلقة مع مصر.

نتنياهو يتوعد

وقالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توعد، رغم الضغوط وتكثيف الاحتجاجات الداعية للتحلي بالمرونة لإطلاق سراح الأسرى في غزة، بمواصلة القتال حتى تحقيق “نصر كامل” يتضمن التدمير الكامل لحماس.

وأوردت أن هذا النصر المنشود يبدو غير مرجح أمام صمود حماس حتى الآن أمام الهجمات الإسرائيلية، ومن غير الواضح أن أي عملية أكثر عدوانية في رفح ستغير ذلك.

وأوضحت أن المعارك البرية في المنطقة المكتظة بالسكان يمكنها أن تسبب خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، وهو أمر يمكن أن يدعم دعوى الإبادة الجماعية المقدمة ضد إسرائيل في لاهاي.

ومن المرجح أيضا أن يؤدي سيناريو الاجتياح إلى قيام منتقدي الحرب بممارسة ضغوط متجددة على حلفاء إسرائيل، خاصة الولايات المتحدة، من أجل التدخل.

دفعة أميركية

وأكدت الكاتبة أنه إذا كانت إسرائيل تنوي اجتياح رفح، فإن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقفها حقا هو دفعة أميركية كبيرة قد تتطلب من الولايات المتحدة أن تكون أكثر إصرارا، وأن تستخدم مزيدا من أدوات النفوذ التي لديها، سواء الدعم الدبلوماسي أو المساعدات العسكرية.

ونقلت عن مايكل حنا، مدير البرنامج الأميركي في مجموعة الأزمات الدولية، قوله إن المأمول من واشنطن لا يبدو من المرجح أن يحدث، مضيفا “أعتقد أنه نوع المنعطف الذي يجب فيه استخدام النفوذ الأميركي بسبب خطورة مدى العواقب”.

سيناريو كارثي

واستمرت ناريا في تبيان كارثية سيناريو الاجتياح المتوقع، قائلة إنه سيكون كذلك بسبب ازدحام المدينة وموقعها، وسيؤدي حتما إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.

ومن شأنه أيضا أن يعوق بشكل كبير إيصال الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها في وقت يشعر فيه الفلسطينيون بالعطش والجوع، وتقع فيه مستشفيات القطاع تحت الحصار.

ونسبت إلى ليزا ماشينر، منسقة مشروع أطباء بلا حدود في غزة، قولها إنه “لا توجد مساحة في رفح. فهناك مئات الآلاف من الأشخاص الذين حاولوا العثور على مكان آمن، وليس لديهم مكان يذهبون إليه”.

وتضيف ماشينر أن الاجتياح سيؤدي إلى اندفاع هائل للفلسطينيين نحو مصر. وإذا حدث ذلك، فقد يؤدي إلى أزمة خطيرة في الشرق الأوسط، حيث يختمر الصراع الإقليمي بالفعل.

وعن احتمالات تنفيذ وعيد نتنياهو، قالت الكاتبة إن بعض المحللين الإسرائيليين يقولون إن ما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي ربما يكون مجرد خطاب يهدف إلى انتزاع مزيد من التنازلات من حماس في المفاوضات، ولن ترغب إسرائيل في المخاطرة بمزيد من تنفير أكبر شركائها الإستراتيجيين.

ونسبت إلى جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، قوله إن نتنياهو ماهر في التظاهر بالقساوة، وفي الوقت نفسه يتصرف بحذر، متسائلا “هل هذا ما يفعله الآن؟ لا أدري”.

شاركها.
Exit mobile version