في حفل أقيم هذا المساء في براحة مشيرب، قلب حي الدوحة للتصميم بالعاصمة القطرية، أعلن بينالي دوحة التصميم عن الفائزين الأوائل بجائزة دوحة التصميم، المبادرة المرموقة لتكريم المواهب المتفرّدة ودعمها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتُمنح الجائزة في فئات تصميم المنتجات، والتصميم الداخلي، وتصميم الأثاث، والحرف اليدوية.

ويعرض بينالي “دوحة التصميم” -وهو معرض تقيمه متاحف قطر كل عامين- ملامح التميز والابتكار في مجتمع التصميم في دولة قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

والفائزون بجائزة دوحة التصميم لعام 2024 هم:

  • تصميم المنتجات: فبركة استوديوز (لبنان)
  • التصميم الداخلي: فضاء (الأردن)
  • تصميم الأثاث: سيار وغريبة (لبنان)
  • الحرف اليدوية: عبير صيقلي (الأردن)

وقالت رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر ورئيسة مؤسسة دوحة التصميم الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني “أتقدم بأحر التهاني للفائزين بجائزة دوحة التصميم الأولى. فبفضل مهاراتهم الفنية الرائعة ومسيراتهم المهنية الصاعدة، يجسدون نجاح دوحة التصميم في إتاحة منصة جديدة للممارسين في جميع أنحاء العالم العربي تعينهم على بناء مسيرتهم المهنية والتواصل مع محترفي التصميم المرموقين على مستوى العالم الذين اجتمعوا اليوم في هذا الحدث الافتتاحي التاريخي”.

يحصل الفائزون بجائزة دوحة التصميم على مبلغ 100 ألف ريال قطري (حوالي 27 ألفا و500 دولار أميركي) للحفاظ على ممارساتهم، بالإضافة إلى توجيه يقدمه لهم مصممون عالميون وخبراء في مجال عملهم، وإتاحة منصات جديدة لهم لعرض أعمالهم، مما يتيح لهم فرصًا للانفتاح على السوق، كما يحصلون على دعم لوجيستي ودعم في التأمين لمدة عام، كما ينالون مزايا أخرى.

قال نائب مدير بينالي “دوحة التصميم”‏ للبرامج والشراكات فهد العبيدلي “إن التميز في التصميم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليس بالأمر الجديد، ولكن إتاحة دوحة التصميم هذه الفرصة للاحتفاء بالمصممين البارعين والمبتكرين المقيمين هنا تُعلي من شأن مصممينا وصناعاتنا الإبداعية، وتقدم لهم الدعم. نتقدم بالتهنئة إلى الفائزين بجائزة دوحة التصميم لهذا العام، ويسعدنا أن نرى النتائج التي سيحققونها في ممارساتهم الإبداعية والتجارية عبر ما تمنحه هذه الجائزة”.

أما عن اختيار الفائزين بجائزة دوحة التصميم، فقد تولت هذه المهمة لجنة تحكيم تتكوّن من ثمانية خبراء، منهم محترفون وقيّمون فنّيون في مجال التصميم، ورواد مشهورون في الصناعات يمثلون مجتمعات التصميم المحلية والإقليمية والعالمية.

وقد اشتُرط على المتنافسين على الجائزة أن يكون لديهم مشاريع قائمة في مجال التصميم، تم العمل في خضمّها لمدة بين عامين و10 أعوام. وقد تم تقييم الطلبات المقدمة بناءً على معايير عدة منها الابتكار والتطبيق العملي (بما في ذلك الطلب المحتمل في السوق) والاستدامة والمسؤولية الاجتماعية.

وقد تم اختيار الفائزين بجائزة هذا العام من قائمة قصيرة ومتنوعة من المصممين الموهوبين بمن فيهم ماري لين مسعود وكارلو مسعود، وكوثر الصفار، وعمر “شاكيل” الوكيل، وريتشارد ياسمين، وسامر سعادة (فئة تصميم المنتجات)، وعبير فواز، وعائشة المهندي وكلثم الكواري، وعرين حسن، وبشر الطباع، ورنا عبد المجيد (فئة التصميم الداخلي)، وعمار كالو، وأسماء سعيد ومنة الله سعيد، وبتول الشيخ، وستيفاني سيار وشربل غريبة، وسيزار ألكسيس (فئة تصميم الأثاث)، وعبير صيقلي، وأمين السلمان، وبوو ديزاين، ومريم الحميد، ونسرين أبو ديل (فئة الحرف اليدوية).

الأسبوع الافتتاحي

وافتتحت متاحف قطر فعاليات دورة بينالي دوحة التصميم الافتتاحية يوم 24 فبراير/شباط الجالي، وأعلنت عن خططها لإقامة ستة معارض تُفتتح خلال الأسبوع الأول من هذه الفعاليات، وامتد الأسبوع الافتتاحي للبينالي حتى 28 فبراير/شباط الحالي، وستستمر فعاليات البينالي حتى 5 أغسطس/آب 2024.

وسيرتكز برنامج البينالي على معرض “التصميم العربي الآن”، وهو استعراض إقليمي لأكثر من 70 مصممًا عربيا يعرضون 38 عملا كُلفوا بتصميمها، التي ستكون متاحة للزوار في “إم 7″، مركز قطر الإبداعي للابتكار وريادة الأعمال في مجالات الأزياء والتصميم.

ويتضمن المعرض موضوعات تُعبر عن المناطق الجغرافية والقيم الثقافية الفريدة للمنطقة، كما يسلط الضوء على المشاعر والجماليات والاهتمامات لبلاد الشام ومنطقة الخليج وشمال أفريقيا والتي تنعكس في التصميم. ‎

وبتقييم فني من مؤسسة أسبوع عمّان للتصميم رنا بيروتي، يبحث معرض التصميم العربي الآن السبل التي ينهجها المصممون في قطر والمنطقة للمواءمة بين التصميم المعاصر والأساليب التقليدية المستمدة من تراث المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على الاهتمامات البيئية والتصميم المستدام. ويصاحب المعرض مطبوعة ضخمة هي الأولى من نوعها تستعرض مشاريع متعددة لجميع رواد التصميم المشاركين في المعرض.

وفي هذا السياق، قالت رنا بيروتي “يحرص المصمّمون، مّمن ينحدرون من بلاد الشام والخليج وشمال أفريقيا، على التزام التقاليد والعادات المستمدّة من التراث، كما أنهم شغوفون بإعادة استكشافها وإعطائها دلالات جديدة وإضفاء طابع التطور عليها. أما النهج الذي يتبعه المصمّمون فهو مستوحى من ثقافة تتمركز حول المجتمع والتعاون والإبداع المشترك، فهناك علاقة من الألفة تربطهم بالأرض والوطن تبدو جليّة في حساسيتهم تجاه المواد، يراعون فيها المواقع الجغرافية المميّزة للمنطقة”.

وبالإضافة إلى معرض التصميم العربي الآن، سيكشف الستار عن 5 معارض أخرى ضمن فعاليات النسخة الافتتاحية لبينالي “دوحة التصميم”، وهي: ألوان المدينة.. قرن من العمارة في الدوحة، ونسج القصائد، و100/100 أفضل مئة ملصق عربي، والجولة الرابعة، واللحمة الثقافية.‏‎ ‎

وتعليقًا على الحدث، قال المدير الفني لبينالي دوحة التصميم غلين أدامسون “تعرض النسخة الافتتاحية لبرنامج ببينالي التصميم القصة الكاملة للتصميم في العالم العربي، مسلّطة الضوء على النشاط الإبداعي الذي تشهده المنطقة. ولعلّ دوحة التصميم تشكّل منصّة هامة للمبدعين في المنطقة من خلال ما تقدّمه من سلسلة حوارات مع قادة الصناعة على مستوى العالم، وأعمال كُلّف مصممون عالميون بتصميمها، وجوائز تقدمها لجنة تحكيم.. ويسعدنا اغتنام هذه الفرصة للمضيّ قدمًا بممارساتهم الفنية والتجارية، ونرحب بمجتمع التصميم الدولي في الدوحة”.

قرن العمارة في الدوحة

ومعرض “ألوان المدينة.. قرن من العمارة في الدوحة”، الذي يُقام في الفترة من 24 فبراير/شباط إلى مارس/آذار القادم، يتعرض لموضوعين، ويبحث في الطفرة المعمارية التي حدثت في الدوحة كرد فعل على التأثيرات العالمية. سيتتبع هذا المعرض التاريخ المعماري للدوحة من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب بما في ذلك “الديكو العربي”، وكلاسيكية الدوحة، والتعديلات القطرية المتأثرة بالأنماط الأوروبية الأميركية والهندية، بالإضافة إلى عصر “الوحشية” كما يجسده هشام قدومي.

أما الجزء الثاني من المعرض، فيستكشف سرديات إبراهيم الجيدة، حيث يدرس أبرز مشاريعه مثل ملعب الثمامة الذي صمّمه لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، والذي يوضح ملامح تصاميم الجيدة في توفيقه بين عناصر عالمية وأخرى تنتمي لتراث المنطقة.

ومن خلال النماذج الثلاثية الأبعاد والصور والمقابلات والأفلام، يشق المعرض طريقه عبر النسيج المعماري في الدوحة. ويتشارك في تقييم المعرض كل من المدير الفني لـ”دوحة التصميم” غلين أدامسون وبيتر تاماس ناجي.

وستقدم مؤسسة الجبل الفيروزي، وهي منظمة ‏غير ربحية أسسها الملك تشارلز الثالث، معرضًا آسرا بعنوان “نسج القصائد”، ‏يعرض الموهبة الرائعة للمصممة المولودة في أفغانستان والمقيمة في عمان الفنانة مريم ‏عمر، التي كُلّفت بتصميم سلسلة بديعة من السجاد التجريدي المستوحى من ‏التراث الشفهي الثري لأهازيج النساجات في أفغانستان، وأنتجت بالتعاون مع مجتمع الحرفيين القائم إلى يومنا هذا.

وسيُعقد المعرض في مسرح “إم 7” في الفترة من 24 فبراير/شباط حتى مارس/آذار 2024، وكل سجادة هي شهادة على الإبداع والتراث الثقافي لأفغانستان، وقد استمدت مريم إلهامًا كبيرا من القصائد التي كانت ترافق عملية النسج والتي كانت ماثلة في أذهان النساء وهنّ يمارسن تلك الحرفة.

والسجاد، الذي صنعته أنامل الحرفيات في أفغانستان، هو ثمرة مشهد الطبيعة والثقافة السائدة في منطقة باميان، حيث تعكس في طياتها جماليات السماء والجبال والأرض ونظامها البيئي. ‏ومن خلال الألوان ‏النابضة بالحياة والأنماط المتداخلة والأنسجة الرقيقة، تعيد مريم عمر الحياة إلى ‏الأغاني الساحرة والقصص الوجدانية التي تناقلتها الأجيال‎.‎ ويكتمل العمل الفني التركيبي بمقاطع من القصائد الجماعية والصور الفوتوغرافية والتسجيلات الصوتية التي تسترجع أصوات أولئك النساء الرائعات.

واحتفاءً بالتألق الذي يشهده التصميم الغرافيكي في الوطن العربي، ستحتضن قطر لأول مرة معرض 100/100 أفضل مئة ملصق عربي خلال بينالي دوحة التصميم. ويُعد المعرض منصة مستقلة مخصصة للاحتفاء بالتصميم الغرافيكي العربي، وتوثيق الثقافة البصرية المعاصرة للعالم العربي من خلال تصميم الملصقات بهدف إلهام الموهوبين الجدد والأكاديميين والمحترفين، ومدّ جسر التواصل بينهم وتثقيفهم. وفي مسابقة بينالي التصميم هذه، تضطلع لجنة تحكيم مستقلة باختيار أفضل 100 ملصق من المشارَكات عبر المنطقة.

سيعرض دوحة التصميم هذه الملصقات المبتكرة من آخر جولة للمشروع وهي الرابعة في “إم 7″، منصة الإبداع الجديدة، وذلك في الفترة من 24 فبراير/شباط الجاري حتى مارس/آذار 2024.

Design Doha | دوحة التصميم

اللحمة الثقافية

وسيتخلّل البرنامج أيضًا معرض “اللحمة الثقافية”، وهو معرض مؤقت للتصميم وتجربة بيع بالتجزئة، سيكون متاحًا إلى جانب معرض التصميم العربي الآن في “إم 7″، وسيشرف على تقييمه فنيًا كل من مؤسس أستوديوهات بو للتصميم جو بو عبود والمديرة الإبداعية في أستوديو 7 قطر أسماء درويش.

ويسلط هذا المعرض الضوء على ثراء الهوية الشرق أوسطية والعربية من خلال منتجات التصميم المبتكرة، ويؤسس لحوار بين ممارسات التصميم التقليدية ونظيرتها المعاصرة بتركيزه على الطبيعة المتطورة للهوية الثقافية.

أما المبدعون المشاركون فهم: وائل مرقص، ومريم الحميد، وماركو برونو، وجيوفاني إنيلا، وياسمين سليمان، وهاوس أوف توداي، وعبد الرحمن مفتاح، وتوماس مودين، وأسماء الدرويش، واستوديو بو للتصميم، وذا بروجكت، وسيزار ألكسيس، وعزة الدسولي، و”أركايفأرت X عكاشة”، ومجدولين نصر الله.

وفي الختام، يجمع معرض “حرف أوزبكستان.. تاريخ بين الخيوط”، الذي تنظمه مؤسسة تنمية الفن والثقافة الأوزبكية، بين التاريخ الثري للتقاليد الحرفية الأوزبكية ولمسات من الإبداع المعاصر. وفي مستهلّ هذا العرض الآسر، ينصبّ التركيز على حرف المشغولات الخشبية ومنتجات النسيج مع تشكيلة مختارة من القطع التاريخية والمعاصرة التي أبدعتها الأنامل، ومنها أقمشة الإيكات الحريرية المنسوجة يدويًا، وأقمشة الباخمال، إلى جانب قطع خشبية تقليدية غنية بالزخارف.

وهو مشهد يعيش فيه الزوار تجربة غامرة في قلب الحرف التقليدية الأوزبكية بـ31 ألف بلاطة عدسية مع إجمالي 26 مليون خيط، كمنطق تصوّري لإبراز السمات الجمالية والمكانية لفضاء العرض، مع تركيز على الألوان وتحفيز للحواس.

ويضم هذا المعرض 50 قطعة من المشغولات، بما في ذلك إبداع جديد لدوحة التصميم من المصممة اللبنانية ندى دبس التي ستزيح الستار عن إبداعها الجديد الذي أنتجته بالتعاون مع خبير الخشب الأوزبكي سراج الدين رحماتيلايف، والذي يقدم تفسيرا حديثا لعنصر الأثاث التقليدي البديع. سيُفتتح معرض “حرف أوزبكستان.. تاريخ بين الخيوط” في “إم 7” (M7) يوم 24 فبراير/شباط 2024.

شاركها.
Exit mobile version