قالت مصادر للجزيرة إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عرضت مقترحا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة على 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، في حين يعقد مجلس الحرب الإسرائيلي اجتماعين اليوم لنقاش رد حماس وسط ضغط متواصل من عائلات الأسرى الإسرائيليين.
وقالت المصادر للجزيرة إن حماس اشترطت انسحاب قوات الاحتلال من شارعي الرشيد وصلاح الدين لعودة النازحين ومرور المساعدات. كما عرضت مقابل الإفراج عن كل مجندة أسيرة حية إطلاق 50 أسيرا فلسطينيا، 30 منهم من أصحاب المؤبدات.
وأضافت المصادر للجزيرة أن حماس اشترطت مع بدء المرحلة الثانية إعلان وقف دائم لإطلاق النار قبل أي تبادل للجنود الأسرى لديها.
كما تضمن مقترح حماس البدء في عملية الإعمار الشامل لقطاع غزة وإنهاء الحصار مع بدء المرحلة الثالثة للصفقة.
وكانت حركة حماس أعلنت -مساء أمس- أنها قدمت للوسطاء في مصر وقطر تصورا شاملا للمفاوضات يرتكز على 4 أسس تعتبرها الحركة ضرورية للاتفاق وتبادل الأسرى، تشمل وقف العدوان وتقديم الإغاثة وعودة النازحين وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة.
وقالت حماس في بيان نشر -مساء الخميس- إن هذه المبادئ والأسس التي قدمتها تعتبر ضرورية للاتفاق وملف تبادل الأسرى وأكدت أنها ستبقى منحازة لحقوق وهموم الشعب الفلسطيني.
تسريبات إسرائيلية
وقال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري إن التسريبات التي بدأت ترشح من مصادر حكومية، وتنسب لمصادر عليا في إسرائيل، تشير إلى أن حماس تحدثت وللمرة الأولى في مقترحها الجديد عن ضرورة الإفراج عن 1000 من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن جميع المدنيين الإسرائيليين المحتجزين في غزة من أطفال ونساء ومرضى وكبار في السن، وذلك ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل أو من “منحى” وقف إطلاق النار الذي سيمتد لـ42 يوما، مع إتاحة المجال لعودة النازحين لشمال القطاع.
وأضاف أنه ووفقا لتلك التسريبات ستبدأ بعد هذه المرحلة المفاوضات من أجل وقف دائم ومستمر لإطلاق النار، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تمهيدا لتنفيذ باقي مراحل صفقة التبادل.
وقال العمري إن مجلس الحرب سيبحث اليوم الجمعة الوثيقة المقدمة من حماس.
100 من أصحاب المؤبدات
من جهتها قالت وكالة رويترز إنها اطلعت على المقترح الذي قدمته حماس، وإن المقترح الذي عرضته الحركة على الوسطاء يقدم تصورا لوقف إطلاق النار في غزة يتضمن مرحلة أولى تشمل “الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف أسير فلسطيني، منهم 100 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية”.
ويشمل ذلك العدد 100 أسير فلسطيني يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح “المجندات النساء”.
ووفقا للمقترح، قالت حماس إنها ستوافق على موعد لوقف دائم لإطلاق النار بعد أول تبادل للرهائن بالأسرى، كما ذكرت حماس في المقترح أن الموعد النهائي للانسحاب الإسرائيلي من غزة سيتفق عليه بعد المرحلة الأولى.
وأضافت أنه سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين من الجانبين في المرحلة الثانية من الخطة، وذلك وفقا لما ورد في وكالة رويترز.
اجتماعان لمجلس الحرب وضغط من العائلات
في هذه الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يجتمع بمقر وزارة الدفاع لمناقشة رد حماس على صفقة التبادل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن مجلس الحرب سيعقد جلسة أخرى اليوم، لمناقشة الأمر ذاته.
وبالتوازي مع ذلك، أعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين أنها تريد صفقة فورا، وتطالب بإنقاذ جميع الأسرى.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية قالت -مساء الخميس- إن قطر سلمت رد حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى إلى إسرائيل.
في المقابل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن تل أبيب تدرس رد حركة حماس على شروط إتمام صفقة التبادل. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مجلس الحرب قد يعود للاجتماع ثانية -اليوم الجمعة- لمناقشة رد حماس على الصفقة.
وفي السياق، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مقتضب إن مطالب حماس “غير معقولة وسنقدم تحديثا بهذا الشأن إلى مجلس الحرب”.
وأشار إلى أن موقف حماس الجديد من محادثات الهدنة ما زال مستندا إلى “مطالب لا أساس لها” على حد زعمه.
وجاءت تصريحات نتنياهو عقب لقائه عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. وقد نظمت تلك العائلات مظاهرة في تل أبيب في إطار الحراك المتواصل للضغط على الحكومة الإسرائيلية للإسراع في إبرام اتفاق لتبادل الأسرى.