لم يتمكن الفلسطيني أحمد شبات (33 عاما) من الحصول على وجبة إفطار بعد انتظار طويل في طابور يقدم الطعام مجانا في إحدى مدارس النزوح بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وجد الشاب أحمد نفسه ينتظر في طابور طويل مع عدد كبير من النازحين للحصول على حساء من الخضار، لكن الكميات المحدودة من الطعام لم تكن كافية لتلبية احتياجات الجميع.

يشعر أحمد بالعجز والحيرة لعدم قدرته على الحصول على الطعام اللازم لأطفاله، الذين ينتظرونه في أحد صفوف المدرسة التي نزحوا إليها، وهو مضطر الآن للعودة إليهم خاوي الوفاض.

أجبر الشاب الفلسطيني، الذي ينحدر من بلدة بيت حانون، على النزوح من منزله في بداية الحرب المدمرة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتعاني عائلته، المكونة من 8 أفراد من ضمنهم والداه، من سوء التغذية بسبب شح الطعام حتى في شهر رمضان، بسبب الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة والذي أدى إلى مجاعة أودت بحياة بعض سكان القطاع.

بعد العودة لعائلته من طابور الانتظار خاوي الوفاض، جلس أحمد وعائلته لتناول وجبة الفطور التي اقتصرت على قليل من الزعتر والماء، وغاب عنها حساء الخضار المجاني الذي كانوا يعولون عليه كوجبة رئيسية يفطرون عليها.

في حوار أجرته معه وكالة الأناضول، يقول أحمد إن “الوضع في شمال قطاع غزة مأساوي، حيث لا يوجد طعام كاف لإطعام النازحين”.

ويتابع “أماكن النزوح في جباليا مكتظة بالسكان الذين لا يستطيعون توفير الطعام، وهناك أسر كثيرة لم تتمكن من الحصول على الطعام اليوم لأن الموجود لا يكفي لتلبية حاجة الأعداد الكبيرة من النازحين التي توافدت على مكان التوزيع للحصول على ما يسد رمقها في رمضان”.

خيبة أمل

في مدرسة النزوح حيث يقيم أحمد شبات وعائلته، اصطف مئات النازحين الفلسطينيين من بينهم أطفال ونساء قبل أذان المغرب، أمام قدر حساء كبير، في انتظار الحصول على وجبة يعودون بها لعائلاتهم لتفطر عليها.

لكن ما يحتويه القدر رغم ضخامته، لا يكفي لتلبية احتياجات العدد الكبير من النازحين الذين اكتظ بهم المكان.

كثير من الصائمين الذين انتظموا في الطابور بصبر لساعات، اضطروا للعودة إلى أسرهم دون الحصول على ما يسد رمقهم بعد يوم طويل من الصوم، فقد نفد الحساء وارتفع منسوب الإحباط لدى النازحين واختفى البريق الذي كان يلتمع في عيون بعض الأطفال وهم يعودون أدراجهم بأواني خاوية.

يقول أحد الشباب الذين كانوا ينتظرون في الطابور، واسمه فايز فضل لوكالة الأناضول “لم نتمكن من الحصول على الطعام لإطعام أسرتنا هذا اليوم، كما هو شأن كثير من النازحين”.

ويعرب عن أمله في أن تنتهي الحرب قريبا ويعود وغيره من النازحين في القطاع الذين يزيد عددهم عن مليون شخص، إلى دفء منازلهم، فالناس هنا يتضورون جوعا حتى الموت بسبب شح الغذاء.

كما يعرب النازح الفلسطيني فايز عن أمله في أن تصل المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة للتخفيف من وقع المجاعة التي تعصف بسكان تلك المناطق.

وتشير إحصائيات وزارة الصحة في قطاع غزة إلى أن 27 فلسطينيا على الأقل قضوا في شمال غزة بسبب سوء التغذية والجفاف من بينهم أطفال رضع.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد دقت ناقوس الخطر وحذرت من أن الجوع استشرى في غزة.

وأكدت الوكالة الأممية أن الوضع في شمالي غزة مأساوي حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات البرية إلى القطاع رغم النداءات المتكررة والمناشدات الدولية للسماح بدخول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

شاركها.
Exit mobile version