رغم أن الجزء الثاني من فيلم “غلادياتور” (Gladiator) لم يعرض في دور السينما الأميركية بعد، فيبدو أن المخرج البريطاني المخضرم ريدلي سكوت يعمل بالفعل على إنتاج الجزء الثالث.
ومن المنتظر أن يبدأ عرض “غلادياتور 2” في دور السينما بأميركا الشمالية يوم الجمعة 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وهو من بطولة الممثل الأيرلندي بول ميسكال المعروف بدوره في مسلسل “أناس عاديون” (Normal People) الذي يجسد شخصية لوسيوس ابن ماكسيموس (الذي جسد دوره راسل كرو) في الجزء الأول الحائز جوائز أوسكار عديدة.
ويتناول الفيلم قصة ملحمية دموية تمزج بين الانتقام والخيانة ومعارك المصارعين، وقد حظي بمراجعات إيجابية، محققا إيرادات عالمية بلغت 87 مليون دولار منذ بداية عرضه في عدة دول الأسبوع الماضي.
وقال سكوت خلال العرض الخاص للفيلم في لوس أنجلوس أمس الاثنين: “بالنظر إلى الأداء الذي شهدناه في بقية العالم بالأمس، سيكون هناك بالتأكيد (غلادياتور 3). الأمر يتعلق أيضا بالعائد المالي، وسيكون من الجنون عدم التفكير في إنتاج جزء ثالث”.
المخرج البريطاني الذي لا يزال يخرج فيلما سنويا تقريبا رغم بلوغه 86 عاما والمعروف بأفلام مثل “بليد رنر” (Blade Runner) و”ثيلما ولويز” (Thelma & Louise)، تابع “لقد صُممت حبكة (غلادياتور 2) لترك المجال مفتوحا لجزء جديد”.
وتبدأ أحداث الجزء الثاني مع لوسيوس، الذي أمرته والدته بمغادرة روما لتجنب الموت المحتوم، وهو يحاول الدفاع عن مدينته الأفريقية الشمالية بشجاعة، بعدما اتخذها موطنا ضد الغزو الروماني.
ويتم أسر لوسيوس ضمن أسرى الحرب ويُعاد إلى العاصمة الإمبراطورية، حيث يتعين عليه إثبات نفسه في الكولوسيوم من أجل الانتقام من الجنرال الغازي ماركوس أكاكيوس (بيدرو باسكال).
وتعود الممثلة الدانماركية كوني نيلسن لتجسيد دور لوسيلا من الفيلم الأصلي لعام 2000، بينما يكتسب دينزل واشنطن إشادة كبيرة لأدائه دور مدير الحلبة المتلاعب ماكرينوس.
تطورات الحبكة المستقبلية
من جانبه، عبّر بول ميسكال -الذي يواجه في الجزء الثاني خصوما من البشر إلى جانب حيوانات مفترسة مثل قردة البابون ووحيد القرن وأسماك القرش- عن حماسه للعودة إلى الفيلم في جزء ثالث.
لكنه أوضح أن سكوت ناقش معه رؤية جديدة للقصة تتجنب تكرار سيناريو العودة إلى الحلبة كما حدث في السابق، “آخر مرة تحدثت فيها مع سكوت قال إنه كتب 9 صفحات. بالأمس، قال إنه أكمل 14 صفحة”.
وأشار ميسكال إلى أنه سيكون متحمسا لاستكشاف اتجاه سياسي أكثر عمقا، حيث يتم دفع لوسيوس إلى عالم المؤامرات السياسية في القصر، وهو عالم لا يرغب في الانخراط فيه، مشبها ذلك بشخصية مايكل كورليوني في فيلم “العرّاب” (The Godfather).
أما سكوت، فأجاب بدوره عند سؤاله عن كيفية معالجة الجزء الثاني لموضوعات القوة والسياسة بشكل مختلف عن الجزء الأول بعد مرور 24 عاما بالقول “إنها تماما كما هي”.
وأضاف المخرج في تعليق يبدو كأنه يعكس الأحداث العالمية الراهنة، “رجل فاحش الثراء يعتقد أنه يستطيع السيطرة على الإمبراطورية. هل يبدو ذلك مألوفا؟”.
واختتم سكوت حديثه قائلا، “لا نتعلم شيئا من التاريخ. نستمر في تكرار الأخطاء نفسها. نحن نمر بالشيء نفسه الآن في عدة أماكن على هذا الكوكب”.