طالب النائب الفرنسي إيميريك كارون، اللجنة الأولمبية الدولية بمنع إسرائيل -أسوة بروسيا- من المشاركة في أولمبياد باريس الصيفية 2024 بسبب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة منذ أكثر من 3 أشهر.

وقال النائب الفرنسي إيميريك كارون في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، أمس السبت، “أنا كعضو في البرلمان عن باريس، المدينة التي تستضيف الألعاب الأولمبية المقبلة، أطلب من اللجنة الأولمبية الدولية فرض عقوبات على إسرائيل كما فعلت مع روسيا، بسبب جرائم الحرب على نطاق غير مسبوق التي ارتكبها جيشها في غزة على مدار 3 أشهر”.

وأضاف كارون، “إن المعايير المزدوجة ستكون غير مفهومة. يجب على الدبلوماسية الفرنسية الضغط على اللجنة الأولمبية الدولية حتى لا يُسمح برفع العلم والنشيد الوطني الإسرائيلي خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس”، المقررة في الفترة بين 26 يوليو/تموز إلى 11 أغسطس/آب المقبلين.

يذكر أن كارون أعلن دعمه للدعوى التي أقامتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي وكتب منشورا على منصة “إكس” قائلا، “تبدأ محكمة العدل الدولية اليوم النظر في شكوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل المتهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية”.

وأضاف، “وحتى لو كان الأمر لا يطاق وكان من الأسهل أن ننظر بعيدا، يجب علينا أن ننظر إلى هذه الصور المتزايدة القادمة من غزة للفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي عمدا ضد الأطفال والنساء والأبرياء. إنها إبادة جماعية. ربما أسوأ حدث حربي في هذا القرن”.

وفي 9 يناير/كانون الثاني كتب، “أما حقيقة أنني نبهتكم في الأسابيع الأخيرة بشكل رئيسي إلى المجازر في غزة، فهذا لا يأتي من الهوس، بل من الإنسانية الأكثر وضوحا (…) إن جرائم الحرب المستمرة في غزة، بطبيعتها، وحجمها، وبسبب اللامبالاة التي تثيرها بين الدبلوماسيين الغربيين، تشكل واحدة من أكثر الأحداث المروعة في تاريخنا الحديث، والتي ستظل بصمتنا إلى الأبد”.

روسيا وإسرائيل.. معايير مزدوجة

ولم تكتف اللجنة الأولمبية الدولية برفض اتخاذ قرار تجاه الرياضيين الإسرائيليين على غرار ما اتخذته ضد الرياضيين الروس، بل أعلنت أنها بصدد اتخاذ إجراءات ضد الرياضيين الذين ينظّمون “حملات مقاطعة وتمييز” ضد ممثلي إسرائيل.

وفي بيان صدر عنها في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، اعتبرت اللجنة الأولمبية الدولية أن محاولة موسكو مقارنة إيقاف اللجنة الأولمبية الروسية بوضع الرياضيين الإسرائيليين، “ليست في محلها، لأنهم غير مسؤولين عن قرارات حكوماتهم”، حسب تعبيرها.

وجاءت تصريحات الأولمبية الدولية ردا على سؤال يتعلق بالرياضيين الإسرائيليين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، واحتمال رفض رياضيين من دول أخرى خوض المنافسات أمامهم على خلفية الصراع الدائر حاليا.

وفي مارس/آذار 2022، قررت اللجنة الأولمبية الدولية استبعاد روسيا وبيلاروسيا نهائيا من الألعاب البارالمبية الشتوية التي استضافتها الصين في ذلك العام على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا، وبررت اللجنة هذا الاستبعاد بأنه “حفاظا على نزاهة هذه الألعاب وسلامة جميع المشاركين”.

وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، قرر الاتحادان الدولي والأوروبي لكرة القدم إقصاء منتخب روسيا من نهائيات كأس العالم 2022 وعدم السماح لمنتخباتها وأنديتها بالمشاركة في أي بطولة، وحذا حذوهما الاتحاد الدولي لألعاب القوى.

واتهمت اللجنة الأولمبية الدولية روسيا بـ “انتهاك الهدنة الأولمبية”، قبل أن تحث في بيانها الاتحادات العالمية باستبعاد الرياضيين الروس والبيلاروس من منافساتها.

كما تم تجريد روسيا من البطولات الرياضية على أرضها، أبرزها في كرة المضرب وبطولة العالم للكرة الطائرة وجائزة روسيا الكبرى في الفورمولا واحد.

وفيما يخص أولمبياد باريس أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حواره مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية، في سبتمبر/أيلول 2023، أن العلم الروسي لن يكون حاضرًا في الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة في العاصمة باريس الصيف القادم 2024.

وقال ماكرون للصحيفة اليومية، “لا يمكن رفع العلم، في وقت ترتكب فيه روسيا جرائم حرب”، مؤكدًا أن هذه الأخيرة لن تكون ممثلة في أولمبياد باريس بصفة الدولة.

وجاءت تصريحات ماكرون عقب إعلان اللجنة الأولمبية الدولية قرارها بأنه يمكن للرياضيين من روسيا وبيلاروسيا المشاركة في الألعاب طالما أنهم ينافسون بصفة أفراد وتحت راية محايدة لا تدعم الحرب في أوكرانيا.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، وضعت اللجنة الأولمبية الدولية شروطا صارمة للرياضيين الروس والبيلاروس للمشاركة في أولمبياد باريس وصفتها موسكو بـ”التمييزية”.

ووفق بيان اللجنة “يحق المشاركة فقط للرياضيين (الفرديين المحايدين) الذين تمكنوا من تجاوز التصفيات ولا يدعمون الحرب في أوكرانيا بشكل فعال، وليسوا متعاقدين مع الجيش أو وكالات الأمن القومي”.

وقالت اللجنة الأولمبية الدولية، إن “11 منهم يستوفون حاليا هذه المعايير (8 من روسيا و3 من بيلاروسيا)، ولن يتم رفع أي علم، والاستماع إلى أي نشيد، ونشر أي ألوان أو أي شيء آخر يتعلق بروسيا وبيلاروسيا خلال الأولمبياد أو أي مكان رسمي وحدث أولمبي”.

وحسب البيان “لن يدع أي مسؤول حكومي روسي أو بيلاروسي، يحصل على بطاقة اعتماد خلال الألعاب الأولمبية”.

وتأسست اللجنة الأولمبية الدولية يوم 23 من يونيو/حزيران 1894 في باريس كمنظمة دولية غير حكومية لا تهدف إلى الربح، ويوجد مقرها بلوزان السويسرية، وتعد أعلى سلطة رياضية في العالم، تشرف على تنظيم الألعاب الأولمبية مرة كل 4 سنوات.

شاركها.
Exit mobile version