على مدار أكثر من 3 عقود شهد الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم على العديد من اللحظات التاريخية والسيناريوهات المجنونة حتى تم تصنيفه واحدا من أقوى البطولات المحلية في أوروبا والعالم.

ولعل أهم ما يميّز الدوري الإنجليزي هو قوة المنافسة على اللقب بين الفرق خاصة أنه يضم عددا لا بأس به من الفرق الكبيرة مثل مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال وتشلسي ومانشستر سيتي، وأخرى تحمل صفة العراقة كونها تُوجت بالبطولة في مسماها القديم.

ومن قوة المنافسة جرت العادة أن يتم حسم لقب البريميرليغ في الجولات الأخيرة من الموسم الكروي وفي أحيان أخرى كان متابعو الدوري الإنجليزي ينتظروا حتى نهاية المباراة الأخيرة لتحديد هوية البطل.

لكن لأن لكل قاعدة استثناء فقد شهدت بعض مواسم الدوري الإنجليزي الممتاز في اسمه الجديد الذي بدأ موسم 1992-1993، حسم اللقب مبكرا وبفارق كبير في النقاط بين البطل والوصيف.

وتاليا نستعرض ما حدث في تلك المواسم التسعة:

  • مانشستر يونايتد 1992-1993 (الفارق 10 نقاط)

فاز مانشستر يونايتد بقيادة السير أليكس فيرغسون بالنسخة الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز في مسماه الجديد، وهو الأول له منذ أكثر من 25 عاما.

في ذلك الموسم كانت تشكيلة مانشستر يونايتد مدججة بالنجوم أمثال مارك هيوز وستيف بروس وبريان مككلير والشاب رايان غيغز وزاد من زخم الفريق انضمام الفرنسي إريك كانتونا.

فاز “الشياطين الحمر” باللقب برصيد 84 نقطة بفارق 10 نقاط كاملة عن الوصيف أستون فيلا، بعدما انتصر الفريق 24 مباراة وتعادل في 12 وخسر 6 فقط.

  • مانشستر يونايتد 2000-2001 (الفارق 10 نقاط)

حقق فريق السير أليكس فيرغسون هذا الإنجاز للمرة الثانية بعد 8 مواسم بعد أن رسّخ نفسه كقوة مهيمنة على بطولة الدوري الإنجليزي رغم وجود أرسنال المتطور تحت قيادة الفرنسي أرسين فينغر.

لم يقم مانشستر يونايتد بتعاقدات كبيرة في ذلك الوقت واكتفى بضم الحارس الفرنسي فابيان بارتيز على اعتبار أن العناصر الموجودة تملك الجودة والخبرة المطلوبة للفوز بالألقاب.

وبالفعل أنهى مانشستر يونايتد ذلك الموسم بطلا للبريميرليغ برصيد 80 نقطة بفارق 10 نقاط عن “الغانرز” بعد أن انتصر الفريق في 24 مباراة وتعادل في 8 وخسر 6 فقط، ليرفع “الشياطين الحمر” اللقب الثالث على التوالي وعليه أصبح فيرغسون أول مدرب يفوز بـ3 ألقاب متتالية في البطولة.

  • أرسنال 2003-2004 (الفارق 11 نقطة)

في موسمه السابع مع أرسنال قاد فينغر “الغانرز” لتحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بالاسم الجديد ألا وهو التتويج باللقب من دون خسارة.

أنهى أرسنال موسم 2003-2004 متربعا على قمة الفرق الإنجليزية برصيد 90 نقطة بفارق 11 نقطة عن تشلسي، بعد أن فاز في 26 مباراة وتعادل في 12.

هذا الإنجاز التاريخي تحقق في وقت كان فيه أرسنال يعج بالنجوم مثل الثلاثي الفرنسي تيري هنري وروبيرت بيريس وباتريك فييرا والهولندي دينيس بيركامب والسويدي فريدي ليونغبرغ والإنجليزي سول كامبل.

وأصبح أرسنال أول فريق يفوز بالدوري الإنجليزي من دون خسارة منذ فريق بريستون نورث إند الذي سبقه إلى هذا الإنجاز في موسم 1888-1889 وفيه كان التنافس محصورا بين 12 فريقا ما يعني أن عدد المباريات وصل إلى 22 فقط.

  • تشلسي 2004-2005 (الفارق 12 نقطة)

كان مشجعو “البلوز” متحمسين للفوز باللقب في هذه النسخة خاصة بعد تعيين البرتغالي جوزيه مورينيو مدربا للفريق الذي خلف الإيطالي كلاوديو رانييري المُقال رغم إنهاء الموسم السابق في المركز الثاني.

بدأ مورينيو حقبته الأولى مع تشلسي بقوة؛ خاصة أنه نجح في دمج الوافدَين الجديدين ديدييه دروغبا وريكاردو كارفاليو مع النجوم الموجودين مثل فرانك لامبارد وجون تيري، حيث قاد لإعادة لقب الدوري الإنجليزي إلى خزائن “البلوز” للمرة الأولى منذ 5 عقود.

أنهى تشلسي ذلك الموسم برصيد 95 نقطة بفارق 12 عن أرسنال، بعد الفوز في 29 مباراة في حين خسر مرة وحيدة وتعادل في 8 مباريات.

  • مانشستر يونايتد 2012-2013 (الفارق 11 نقطة)

كان هذا هو الموسم الأخير لفيرغسون في تدريب مانشستر يونايتد، وفي نهايته احتفل الفريق بلقب البريميرليغ للمرة الـ20 في تاريخه والأخيرة حتى الآن.

أنهى يونايتد الذي قاد خط هجومه الهولندي روبن فان بيرسي نجم أرسنال السابق، تلك النسخة برصيد 89 نقطة بفارق 11 نقطة عن مانشستر سيتي بعد فوزه في 28 مباراة بينما خسر 5 وتعادل مثلها.

  • مانشستر سيتي 2020-2021 (الفارق 12 نقطة)

دخل مانشستر سيتي موسمه الخامس تحت قيادة الإسباني بيب غوارديولا الذي قاد ثورة ونهضة “السيتزنس” محليا وأوروبيا.

قبل بداية ذلك الموسم عزّز السيتي من قوة دفاعه بالتعاقد مع البرتغالي روبن دياز والهولندي ناثان آكي لكن النتائج لم تكن مرضية في الثلث الأول من تلك النسخة قبل أن ينتفض الفريق ويحقق سلسلة انتصارات استمرت 15 مباراة متتالية مرورا بالفوز باللقب.

حقق مانشستر سيتي اللقب بعدما وصل إلى 86 نقطة بفارق 12 عن جاره اللدود مانشستر يونايتد، حيث فاز “السيتزنس” في 27 مباراة في حين خسر 6 وتعادل في 5 مباريات.

  • مانشستر يونايتد 1999-2000 (الفارق 18 نقطة)

لأول مرة في تاريخ الدوري الإنجليزي تشهد البطولة هذا الفارق الكبير في عدد النقاط بين البطل ووصيفه، وظل صامدا لـ20 عاما.

كوّن مانشستر يونايتد شراكة هجومية مرعبة بين دوايت يورك وأندي كول وظل الفريق بلا هزيمة حتى منتصف فبراير/شباط من ذلك الموسم الذي انتهى بتتويج “الشياطين الحمر” باللقب.

حصد يونايتد اللقب بعدما جمع 91 نقطة بفارق 18 نقطة كاملة عن أرسنال، بعدما فاز في 28 مباراة وخسر 3 فقط وتعادل في 7 مباريات.

  • ليفربول 2019-2020 (الفارق 18 نقطة)

بعد 20 عاما عادل ليفربول بقيادة مدربه الألماني يورغن كلوب إنجاز مانشستر يونايتد بالفوز باللقب بنفس الفارق النقطي الكبير.

عقب استلام كلوب تدريب ليفربول عام 2015 نجح في تحويل الريدز إلى فريق منافس على الألقاب وبدأ بحصد الثمار أوروبيا ثم ألحق ذلك بالتتويج بالدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2019-2020 وفيه أنهى الفريق المنافسة برصيد 99 نقطة بفارق 18 عن مانشستر سيتي، إذ فاز الفريق الأحمر في 32 مباراة بينما تعادل في 3 وخسر مثلها.

ومن سوء حظ الفريق أنه لم يحتفل باللقب المنتظر منذ 30 عاما مع جماهيره لأنه تزامن مع ذروة انتشار جائحة فيروس كورونا.

  • مانشستر سيتي 2017-2018 (الفارق 19 نقطة)

يُعتبر مانشستر سيتي هو الفريق الوحيد في الدوري الإنجليزي الذي فاز باللقب بعدما جمع 100 نقطة وهو رقم قياسي.

في ذلك الموسم فاز الفريق السماوي في 32 مباراة من أصل 38 وتعادل في 4 لقاءات وخسر مرتين فقط.

ضم مانشستر سيتي في ذلك الموسم كوكبة من نجوم الكرة الأوروبية والعالمية أمثال الأرجنتيني سيرجيو أغويرو والإسباني ديفيد سيلفا والبلجيكيين كيفن دي بروين وفينسنت كومباني إلى جانب اللاعبين الأصغر سنا مثل جون ستونز ورحيم ستيرلينغ وفيل فودين.

في تلك النسخة ظل فريق غوارديولا عصيا على الخسارة حتى يناير/كانون الثاني 2018.

المصدر : مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version