تعتبر “الواسطة” ظاهرة متجذرة في المجتمع المصري تتخطى حدود العدالة وتكافؤ الفرص، إذ تحولت من استثناء إلى قاعدة في التوظيف والخدمات الحكومية وحتى المجال الفني.

واستضاف صالح النواوي -في الحلقة بتاريخ 2025/3/20 من برنامج “قهوة النواوي” التي تبث على منصة “الجزيرة 360”- مجموعة من الضيوف لمناقشة ظاهرة “الواسطة” المتجذرة في المجتمع المصري وتأثيرها على فرص العمل وأنماط التوظيف والعلاقات الاجتماعية.

وافتتحت الحلقة بمشهد تمثيلي يعكس معاناة الشباب المصري أثناء مقابلات العمل، حيث يُرفض المتقدمون المؤهلون لصالح أشخاص تربطهم علاقات شخصية بأصحاب العمل.

وقد علق أحد الضيوف “الواسطة نوعان، الواسطة الكبيرة وهي أن تكون متقدمًا على شغل وصاحب الشركة يكون صديق والدك” وأضاف “الواسطة الصغيرة هي التي تضمن لك دخول المقابلة دون أن تضمن لك الوظيفة”.

وتطرق النقاش إلى تجارب شخصية للضيوف مع الواسطة، حيث روى أحدهم كيف استخدم اسم جده واسطة في المدرسة قائلاً “قال لي والدي أخبر المدرس أن جدك وكيل وزارة التربية والتعليم، فتغيرت معاملة المدرس تماماً”.

في المجال الفني

وسلطت الحلقة الضوء على انتشار الظاهرة في المجال الفني، إذ أشار أحد الضيوف “نجد مسلسلاً بطولة وجه جديد، ولما تسأل من هو؟ يقال لك إنه جوز (زوج) فلانة”.

وأكد المشاركون أن الفن أصبح مليئاً بـ”كاسيت أبناء العاملين” وحتى “كاسيت أزواج العاملين”.

وقدمت الحلقة مشهداً تمثيلياً يُظهر آثار الواسطة في عالم الإنتاج الفني، حيث يُفضَّل الممثلون المدعومون من أشخاص نافذين على الموهوبين الذين لا يملكون “ظهراً” يسندهم.

واختتمت الحلقة بتساؤل مهم “كيف تدخل وسط شلة جديدة وأنت لا تعرف أحداً فيها؟” مما يعكس القلق المتزايد لدى الشباب حول قيمة الكفاءة في مجتمع تحكمه العلاقات الشخصية.

شاركها.
Exit mobile version