استعرضت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل “حادثتين أمنيتين” وقعتا أمس في قطاع غزة، أسفرتا عن مقتل ضابط احتياط وإصابة عدة جنود، وسط انتقادات لاستمرار العمليات العسكرية.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فقد شهد قطاع غزة أمس، حادثتين أمنيتين متزامنتين أثارتا جدلاً واسعاً في فعالية العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
ففي منطقة الشجاعية، قتل رائد احتياط إلون فيركيس، المقاتل في كتيبة الدوريات 6646، عندما فتح مهاجم مختبئ النار على القوات التي كانت تتوسع في عملياتها ودخلت مناطق لم تدخلها من قبل.
وفي الوقت ذاته، وقعت حادثة ثانية في بلدة جباليا شمالي القطاع نحو الساعة السابعة مساءً، حيث أسقطت طائرة مفخخة قنبلة أو مواد متفجرة على جنود يعملون في المكان، مما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود، اثنان من وحدة يهالوم بجروح متوسطة وجندي من الشاباك بجروح طفيفة.
ووصف مراسل القناة الثانية عشرة نيتساخ شابيرا الحادثة الثانية بالاستثنائية، مؤكداً أنه لا يتذكر حدثاً مماثلاً أخيراً يتضمن استخدام طائرة مفخخة بهذا الشكل.
وأشار إلى أن المهاجم في الشجاعية تمكن من الهرب ولم تنجح قوات الجيش في العثور عليه رغم البحث ساعات.
قدرات حماس
ويرى محللون عسكريون، أن هذه الحوادث تشير إلى استمرار قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رغم الأضرار الكبيرة التي لحقتها.
فالحركة لا تزال تمتلك القدرة على إطلاق الصواريخ باتجاه غلاف غزة واستهداف جنود الجيش، كما أظهرت قدرة على استخدام تقنيات جديدة، مثل الطائرات المفخخة لإسقاط المتفجرات على القوات.
وأوضح مراسل الشؤون العسكرية في القناة الثالثة عشرة ألون بن ديفيد، تفاصيل طبيعة التهديدات التي تواجه الجيش في القطاع.
وأشار إلى أن المقاتلين الفلسطينيين يبذلون جهداً كبيراً لتفكيك آلاف القنابل غير المنفجرة من سلاح الجو الإسرائيلي وتحويلها إلى ألغام أرضية على الطريقة اللبنانية.
ولفت إلى أن هذه العبوات المصنعة حديثاً توضع في براميل صغيرة تدفن في الأرض وتحتوي على متفجرات عسكرية ذات قوة تدميرية كبيرة.
غياب الإحصائيات
ومن زاوية أخرى، انتقد قائد الدفاعات الجوية السابق تسفيكا حايم موفيتش غياب الإحصائيات الواضحة عن تقدم العمليات العسكرية.
وتساءل عن عدد الأنفاق التي تم الوصول إليها والوحدات العسكرية التي تم القضاء عليها وعدد المقاتلين الذين قتلوا، مؤكداً أن الجيش فشل دائماً في توفير هذه الإحصائيات، مما يجعل من المستحيل تقدير مدى التقدم الحقيقي.
من جانبها، وجهت الإعلامية والإذاعية التلفزيونية حاي ليبرمان انتقادات حادة إلى المستوى السياسي، متهمة الحكومة بجميع وزرائها بإرادة حرب أبدية دون إخفاء ذلك.
وأشارت إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، هو المسيطر على الحكومة، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– مرهون به طالما أنه لا يريد الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
وفي السياق ذاته، عبرت المستشارة السابقة في ديوان رئيس الحكومة ليان فوليك ديفيد عن تشاؤمها عن إمكانية التوصل لاتفاق تبادل أسرى، مؤكدة استحالة موافقة حماس على إطلاق سراح جميع الأسرى دون مقابل حقيقي، وحذرت من تكرار الوضع الراهن في الحرب والعودة إلى نقطة البداية.
وفي نفس السياق دعت الصحفية في يديعوت أحرونوت شارون كيدون إلى إنهاء الحرب وإغلاق الجبهة، محذرة من أن كل يوم إضافي يحمل احتمال تورط أكبر وتعريض حياة الأسرى للخطر بشكل متزايد.