تثير عملية تفجير أجهزة “البيجر” في لبنان، الكثير من الاهتمام والمتابعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل ما يتردد عن سيناريوهات وفرضيات حول الموضوع، وعلاقة شركة “غولد أبولو” التايوانية بما حدث.
ويمتلك حزب الله اللبناني منظومة اتصالات داخلية مختلفة عن شبكة الحكومة، وهي عبارة عن شبكتين أرضية ولاسلكية عبر خطوط معلقة على أعمدة الكهرباء، كلتاهما تشكلان أساس منظومته الأمنية والاستخباراتية.
ويستخدم الحزب في هذه الشبكة عددا كبيرا من أجهزة وأدوات التواصل المختلفة بين مقاتليه، منها الجهاز الصغير “البيجر”، أو ما يسمى بجهاز النداء أو الاستدعاء.
وفي يوليو/تموز الماضي، قالت وكالة رويترز إن حزب الله أصدر تعليمات لأعضائه بزيادة استخدام البيجر، والأجهزة المنخفضة التقنية، للتهرب من الرقابة الإسرائيلية، واستورد الحزب شحنة جديدة من جهاز البيجر قبل 5 أشهر، وفق ما نقلته الجزيرة عن مصدر أمني لبناني، والذي أفاد أن تلك الشحنة هي التي انفجرت وجرحت عددا من عناصر الحزب.
وعن مصدر هذه الشحنة، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين وآخرين مطَّلعين قولهم إن “حزب الله طلب هذه الشحنة من شركة “غولد أبولو” التايوانية.
وبعد ورود تلك الأخبار، داهمت الشرطة التايوانية مقر الشركة، لكن مؤسس الشركة هسو تشينغ كوانغ نفى صلة شركته بتصنيع هذه الأجهزة في الصفقة الأخيرة، وعددها 3 آلاف جهاز تقريبا، وهي التي انفجرت بنفس اللحظة.
وأوضح أن شركته وقّعت اتفاقا قبل 3 سنوات مع شركة “بي إيه سي” في المجر، يمنحها ترخيصا بتصنيع الأجهزة واستخدام اسم الشركة التايوانية.
اختراق أمني
وعلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي على عملية انفجار أجهزة “بيجر” في لبنان، وقدموا احتمالات وفرضيات تفسر ما حصل.
ومن بين التعليقات التي رصدتها حلقة (2024/9/18) من برنامج “شبكات”، ما ذهب إليه ياسر أبو سليمان، حيث كتب يقول “إن العبث حصل من مصدر هذه الأجهزة ويبدو أنه تم زرعها هناك، والاحتمال الثاني تم تبديل البطاريات بحيث جعل جزء من هذه البطاريات ماده متفجرة.. يعني دولة مخترقة من “ساسها إلى رأسها” والعملاء كثر “.
وأما الناشط عبد الله محمد فاستبعد أن يكون ما جرى عبارة عن هجوم سيبراني أو تفخيخ من قبل الشركة المصنعة، و”إنما تم استبدال البطاريات في أحد نقاط التفتيش ببطاريات أخرى نصفها يعمل كبطارية والنصف الآخر يحتوي على متفجرات وشريحة تحكم تتغذى من البطارية نفسها “.
وعلقت ندى إسحاق على الموضوع بالقول “هذا اختراق أمني كبير للحزب وعليه إعادة ترتيب صفوفه وإعادة هيكلته في أقرب وقت ممكن، وكذلك إعادة كتابة خطط بديلة ومعالجة مسألة الاختراق والجواسيس”.
ورجح وليد أن يكون التفجير غير قاتل، “لكن قد يكون خليط فيروسات قاتلة تدمر الخلايا ممنهجة لقتل الجرحى بعد مدة معينة”.
وحسب ما أورد برنامج “شبكات”، هناك عدة احتمالات لتفخيخ أجهزة ” البيجر” التي تم تفجيرها عن بعد، الاحتمال المرجح أن تكون الأجهزة مفخخة مسبقا، وأن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) اعترضها قبل وصولها إلى لبنان، وزرع فيها مادة متفجرة صغيرة لا تتجاوز 20 غرامًا، بجانب بطارية كل جهاز.
أما عن لحظة التفجير، فهناك فرضيتان طرحهما الخبراء: طالما أن الجهاز سيتصل بشبكة ما، فمن وصل له لزرع المتفجرات يرسل أوامر بتسخين البطارية، وعندها سينفجر الجهاز بمجرد أن تسخن البطارية.
أما الفرضية الثانية، فهي أن تكون المتفجرات المزروعة مبرمجة مسبقًا، ومتصلة بمركز تحكم خارجي، وهذا يفسر انفجار جميع الأجهزة في لحظة واحدة، وإصابتها لمن يحملونها.