أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين أنه أمر السكان بإخلاء الأطراف الشرقية لمنطقة رفح جنوب قطاع غزة تمهيدا لشن عملية عسكرية فيها.

وطلب الجيش الإسرائيلي في بيان له من السكان والنازحين بمنطقة بلدية الشوكة وأحياء السلام والجنينة وتبة زراع والبيوك الخروج فورا والتوجه نحو ما سماها “المنطقة الإنسانية الموسعة” في المواصي، وهي منطقة على الساحل تمتد بين رفح وخان يونس.

كما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش بدأ صباح اليوم ترحيل السكان من المناطق الشرقية لرفح في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية، مضيفة أن الجيش أسقط منشورات تدعو السكان هناك لمغادرة منازلهم والتوجه إلى “المنطقة الإنسانية الموسعة”.

من جهتها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قرار البدء بإخلاء رفح اتخذ الليلة الماضية في جلسة مجلس الوزراء.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، ينتظر أن تبدأ العملية العسكرية خلال أيام على أن تكون محدودة بما يسمح لإسرائيل بالعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتملة.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود أن مئات الفلسطينيين نزحوا اليوم من المناطق الشرقية لرفح إلى غرب ووسط المدينة وغرب مدينة خان يونس (جنوب) وشمال مدينة دير البلح (وسط).

كما نقلت وكالة رويترز عن شهود أن بعض العائلات بدأت بالفعل تنزح من المنطقة الشرقية لرفح. وبدأت عمليات النزوح وسط غارات إسرائيلية مكثفة على شرق المدينة.

ومنذ مساء أمس، يشن الطيران الإسرائيلي غارات مكثفة على رفح أسفرت عن استشهاد 28 فلسطينيا بينهم أطفال.

دبابات نشرها الجيش الإسرائيلي على حدود جنوب قطاع غزة استعدادا لعملية عسكرية في رفح (غيتي)

100 ألف

وبحسب جيش الاحتلال، فإن عملية الإخلاء تشمل نحو 100 ألف فلسطيني يسكنون في أحياء رفح الشرقية.

وقال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري إن هذا التطور يأتي بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد حشد قوات كبيرة على حدود جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يستعجل االعملية العسكرية قبل وصول مدير المخابرات المركزية الأميركية (سي ىي إيه) وليام بيرنز إلى إسرائيل.

وكانت صور للأقمار الصناعية كشفت أمس أن الجيش الإسرائيلي نشر نحو 300 آلية عسكرية إسرائيلية بالقرب من حدود رفح.

ومع بدء عمليات ترحيل السكان دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الجيش الإسرائيلي إلى اجتياح رفح فورا.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن مرارا تصميمه على اجتياح رفح بذريعة القضاء على كتائب حماس في المنطقة، وذلك على الرغم من التحذيرات الأميركية والدولية من العواقب الإنسانية لأي عملية عسكرية في المدينة التي تؤوي نحو 1.5 مليون نازح.

وصرح نتنياهو في مناسبات عدة بأن قواته ستدخل رفح، سواء تم أم لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى.

وفي مقابل تهديدات نتنياهو ووزرائه توعدت المقاومة الفلسطينية الاحتلال بأنه سيدفع ثمنا باهظا في حال توغلت قواته في رفح.

من جهتها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم من أن عواقب الهجوم الإسرائيلي على رفح ستكون مدمرة على 1.4 مليون شخص، مؤكدة أنها باقية في المدينة لتقديم المساعدات التي تنقذ أرواح الناس.

خسائر للاحتلال

في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم مقتل جندي رابع في قصف صاروخي للمقاومة الفلسطينية استهدف أمس قاعدة عسكرية بمحيط معبر كرم أبو سالم شرق رفح، وكان قد أعلن قبل ذلك مقتل 3 من جنوده من لواءي غفعاتي وناحال وإصابة 12 آخرين بينهم 3 في حالة خطيرة.

وبذلك، يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى منذ عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 612، بينهم 275 بين ضابط وجندي منذ بدء العملية البرية في 27 من الشهر نفسه، وإلى 101 بين ضابط وجندي منذ بداية العام الحالي.

وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف موقعا للجيش في منطقة كرم أبو سالم تضمن إطلاق 14 صاروخا، وأن قذيفتين موجهتين من نوع “بي جي إم” تسببتا في إصابة الجنود بجروح قاتلة، مشيرة إلى أن الجنود المصابين كانوا في مهمة أمنية لحراسة معدات وآليات جهزت لدخول مدينة رفح.

كما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن تحقيقا فتح لمعرفة الأسباب التي حالت دون إطلاق صواريخ اعتراضية ووجود إصابات كثيرة رغم تخفيض عدد الجنود في الموقع، مضيفة أن صواريخ أخرى سقطت على معسكر أميتاي ومنزل في مستوطنة كرم أبو سالم وألحقت أضرارا جسيمة، دون وقوع إصابات.

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بثت أمس صورا قالت إنها لاستهداف مقر قيادة الجيش الإسرائيلي وتجمعاته داخل موقع كرم أبو سالم العسكري شرق مدينة رفح برشقة صاروخية من طراز “رجوم”، وإنها أوقعت جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.

عمليات المقاومة

وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن مقاتليها تمكنوا اليوم من قنص جندي إسرائيلي شرق حي الشجاعية بمدينة غزة.

كما قالت سرايا القدس إنها قصفت بقذائف الهاون تجمعا لجنود وآليات الاحتلال في محور نتساريم وحققت إصابات مباشرة.

وكانت كتائب القسام بثت أمس الأحد مشاهد تظهر قنص جندي إسرائيلي في محور نتساريم جنوب حي تل الهوى بمدينة غزة، كما يظهر التسجيل إجلاء الجندي القتيل لاحقا بسيارة إسعاف عسكرية.

وبالتزامن، خاضت المقاومة أمس اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على أطراف حي الزيتون في غزة.

وكانت المقاومة الفلسطينية كثفت في الآونة الأخيرة عملياتها ضد قوات الاحتلال في ما يعرف بمحور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه.

شاركها.
Exit mobile version