واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، نسف المباني السكنية في مدينة غزة ضمن خطته لتهجير السكان واحتلال المدينة، في حين وثقت المصادر الطبية استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين في غارات جديدة.

وأفاد مراسل الجزيرة مؤمن الشرافي بأن طائرات الاحتلال دمرت، ظهر اليوم، برج السوسي السكني المقابل لمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، وذلك في حملة جديدة لتدمير ما تبقى من المباني متعددة الطوابق.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تعقيبا على تدمير برج السوسي، “مستمرون”.

وأكد مراسل الجزيرة أن هذا البرج مبنى سكني تقطنه عشرات العائلات، بينما ادعى الجيش الإسرائيلي في بيان أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانت تستخدم المبنى “لجمع المعلومات” و”مراقبة تحركات الجنود”.

كما دمرت الغارات الإسرائيلية 3 منازل في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، وفقا لما أفاد به مراسل الجزيرة.

في السياق نفسه، أنذر الجيش الإسرائيلي سكان عمارة الرؤيا بمدينة غزة والنازحين في الخيام المحيطة بها للمغادرة فورا قبل تدميرها. وكان قد دمر، أمس الجمعة، برج مشتهى غربي المدينة.

وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش الإسرائيلي نفّذ عمليات نسف ضخمة للمباني السكنية شمالي مدينة غزة.

من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، في بيان، إن الأبراج السكنية “لا يُسمح بدخولها إلا للمدنيين فقط”، مؤكدا أن مزاعم الاحتلال بشأنها “جزء من سياسة التضليل لدفع السكان للنزوح قسرا”.

وأصدر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، بيانا يدعو فيه سكان مدينة غزة لإخلائها بسرعة والتوجه إلى جنوب القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي، مدعيا تخصيص منطقة المواصي منطقة إنسانية، وهي التي قصفها مرارا منذ بداية الحرب رغم بيانات مماثلة.

وقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، الجمعة، تصعيد العملية العسكرية في قطاع غزة، وقال “الآن تفتح أبواب الجحيم”، وهو ما أكدت حركة حماس أنه اعتراف بجرائم الإبادة.

استشهاد أطفال ونساء

ومع استمرار المجازر، أفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 21 شخصا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم السبت، بينهم 13 في مدينة غزة.

وأفاد مجمع الشفاء الطبي باستشهاد 6 أشخاص، بينهم طفلان وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على منزل بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.

من جانبها، أعلنت خدمات الإسعاف والطوارئ استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف على منزل بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.

كما استشهد طفل وأصيب عدد من المواطنين في قصف مدفعي إسرائيلي على حي الشيخ رضوان، وفقا لما ذكره مصدر في الإسعاف والطوارئ.

واستشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف على شارع اليرموك بمدينة غزة.

وفي ظل الحصار الإسرائيلي وانهيار المنظومة الصحية، دعت وزارة الصحة المواطنين إلى التبرع بالدم بشكل عاجل في جميع مستشفيات قطاع غزة، لا سيما مجمع الشفاء الطبي.

ومنذ بضعة أسابيع، تدمر إسرائيل مربعات سكنية كاملة في مدينة غزة وفي جباليا شمالي القطاع ضمن خطتها لاجتياح المدينة، واحتلالها في عملية أسمتها “عربات جدعون 2″.

وأدانت دول عديدة ومنظمات حقوقية وإنسانية عمليات الجيش الإسرائيلي، محذرة من تصعيد دموي جديد وتهجير واسع لسكان مدينة غزة، الذين يناهز عددهم مليون نسمة.

وقالت الأمم المتحدة إن آلاف الفلسطينيين نزحوا نحو ساحل غزة مع تصاعد القتل والمجاعة.

استهداف المجوعين

وفي جنوب قطاع غزة، استشهد 6 من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات جنوب غربي مدينة خان يونس، وفقا لما ذكره مصدر طبي.

كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف على خيمة نازحين بمنطقة المواصي جنوب غربي المدينة، وفقا لما أعلنه مجمع ناصر الطبي.

وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة بأن غارة إسرائيلية استهدفت مبنى وسط مدينة خان يونس، وأن مروحيات أطلقت النار شرقي المدينة.

وأصيب 6 فلسطينيين بنيران مسيّرة إسرائيلية في حي الأمل شمال غربي خان يونس، خلال محاولتهم العودة لتفقد منازلهم المدمرة في الحي، وفقا لما أفاد به مستشفى الأمل.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية لوقف الحرب وأوامر محكمة العدل الدولية بهذا الصدد.

وخلّفت الإبادة أكثر من 64 ألف شهيد و162 ألف مصاب، كما استشهد جراء التجويع 376 فلسطينيا، بينهم 134 طفلا، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة + الصحافة الفلسطينية + وكالات

شاركها.
Exit mobile version