حصلت الجزيرة على تفاصيل المفاوضات التي جرت بين الولايات المتحدة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -خلال الأيام الماضية- والتي أسفرت عن إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر اليوم الاثنين.

ويأتي الإفراج عن ألكسندر بعد نحو شهر من إعلان المقاومة فقد الاتصال به بعد قصف الجيش الإسرائيلي مكان وجوده بشكل مباشر، كما يأتى أيضا قبيل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة.

ووفق الصحفي بقناة الجزيرة تامر المسحال، فقد احتضنت العاصمة القطرية مفاوضات مباشرة خلال الأيام الأربعة الماضية بطلب من الجانب الأميركي، وتم هذا التواصل عبر شخصية أميركية مهمة في إدارة ترامب، وكان من خلال تبادل الرسائل والاتصالات ولم يكن وجها لوجه.

وتعاطت حماس إيجابا مع طلب الإفراج عن الأسير الذي يحمل الجنسية الأميركية، لكن اللحظة الفارقة كانت أمس عندما أبلغ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأميركيين أن ألكسندر لا يزال على قيد الحياة، وأن حماس مستعدة لإطلاق سراجه كجزء من المساعي الرامية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.

تجاهل الرغبة الإسرائيلية

وبعد هذا الإبلاغ، تسارعت الخطوات من جانب الوسيطين القطري والمصري، وتم التوافق على إطلاق سراح ألكسندر في وقت لاحق اليوم، وهو ما أكده ترامب في مؤتمر صحفي قبل قليل.

وتم فتح قناة اتصال بين الولايات المتحدة وحماس بعيدا عن إسرائيل، وفي الوقت الذي كانت في الأخيرة متمسكة بورقتها التي تحاول من خلالها فرض كل شروطها، كما قال المسحال.

ونقل المسحال عن مصادر أن عملية إدخال المساعدات إلى قطاع غزة ستتسارع بعد الإفراج عن ألكسندر، حيث تعهد الوسطاء أمس لحركة حماس بفتح ممر آمن، وهو ما يجري بحثه الآن بمشاركة الولايات المتحدة.

ويمثل هذا الاتفاق كسرا لسياسة التجويع التي فرضتها إسرائيل طيلة الشهرين الماضيين لإجبار الفلسطينيين على القبول بشروط نتنياهو، والذي قرر -بعد هذا الاتفاق الذي جرى بعيدا عنه- إرسال وفد جديد للدوحة لبحث التفاوض على بقية الأسرى.

وأوضح المسحال أن الحديث يجري حاليا عن تطبيق مقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف الذي رفضته إسرائيل وتحفظت عليه حماس، لكنه لا ينص على نزع سلاح المقاومة.

وسيفتح الإفراج عن ألكسندر الباب أمام محاولة جديدة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لسكان القطاع المحاصر، وبدءا من غد ستتمحور المفاوضات حول بنود بعيدة عما حاولت إسرائيل فرضه، وفق المسحال.

ولا يعرف الكثير عما سيتم التفاوض بشأنه خلال النقاشات الجديدة، لكن المسحال أكد أن الاتصالات بين واشنطن وحماس كانت سرية وبعيدة حتى عن أعين إسرائيل التي حاولت فرض ورقتها بكل الطرق خلال الأسابيع الماضية.

وأكد المسحال أن زيارة ترامب للمنطقة أعطت دفعة نحو حلحلة الموقف، وكسر سياسة إسرائيل في تجويع الفلسطينيين ومنعها من استخدام المساعدات سلاحا كما فعلت خلال الأسابيع الماضية.

وقال إن حماس تنتظر حاليا تسريع إدخال المساعدات والدخول في مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، لافتا إلى أن وجود مؤشرات جيدة لا يقلل من التحديات التي تواجهها هذه المفاوضات المرتقبة لأنها تتعارض مع رغبة نتنياهو الذي كان يعول على المجاعة والدعم الأميركي المطلق لمواصلة حرب الإبادة.

وسيتم تسليم الأسير ألكسندر للصليب الأحمر في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة دون أي مراسم، وذلك بسبب الظروف المحيطة بعملية تسليمه دون صفقة.

شاركها.
Exit mobile version