ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في أسبوعين اليوم الثلاثاء، إذ أدت المخاوف إزاء خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية إلى تعزيز الإقبال على المعدن الذي يعتبر ملاذا آمنا، كما زادت أسعار النفط مدفوعة بالرغبة في اقتناص الصفقات بعد انخفاض الأسعار مؤخرا.

الذهب

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في أسبوعين اليوم الثلاثاء، إذ أدت المخاوف إزاء خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية إلى تعزيز الإقبال على المعدن الذي يعتبر ملاذا آمنا، في حين يترقب المستثمرون كذلك اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) غدا الأربعاء.

وفي أحدث تعاملات، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.4% إلى 3380 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى مستوى منذ 22 أبريل/نيسان في وقت سابق من الجلسة.

وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.92% إلى 3386.20 دولارا.

وقال ييب جون رونغ محلل السوق لدى آي جي: “شهدت أسعار الذهب ارتفاعا قويا في بداية هذا الأسبوع، مع عودة المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن للتحوط ضد تقلبات المحفظة وسط تجدد المخاوف إزاء رسوم ترامب الجمركية”.

وأعلن ترامب يوم الأحد فرض رسوم جمركية 100% على جميع الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة، ولكنه لم يخض في تفاصيل حول كيفية تطبيق هذه الرسوم.

وقال أمس الاثنين إنه يعتزم الإعلان عن رسوم جمركية على الأدوية خلال الأسبوعين المقبلين.

وتتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن سعر الفائدة وتصريحات رئيسه جيروم باول غدا الأربعاء سعيا إلى دلالات حول مسار الفائدة.

وأبقى البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة في نطاق بين 4.25% و4.50% منذ ديسمبر/كانون الأول.

وقال رونغ: “أي إشارات على التيسير النقدي قد توفر مزيدا من الدعم للذهب، مما يعزز زخمه الصعودي الأوسع نطاقا”.

ومن المتوقع أن يبقي مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة من دون تغيير، وقد يكون هذا اجتماع السياسة النقدية الأخير الذي تكون فيه النتيجة محسومة بسبب رسوم ترامب الجمركية التي تلقي بظلالها على التوقعات الاقتصادية.

الذهب ارتفع على وقع المخاوف من سياسات ترامب التجارية (رويترز)

وقال بنك غولدمان ساكس: “سيرغب مسؤولو مجلس الاحتياطي في رؤية دلالات من سوق العمل وغيرها من البيانات قبل الخفض (لأسعار الفائدة). نعتقد أن هذا سيستغرق شهرين ولذلك نتوقع خفضا 3 مرات بمقدار 25 نقطة أساس في كل من يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول”.

ومن شأن خفض أسعار الفائدة دعم المعدن الأصفر، الذي لا يدر عائدا والذي يمثل وسيلة للتحوط في مواجهة الاضطرابات السياسية والمالية.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى كان أداؤها كالتالي:

  • ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.67% إلى 33.02 دولارا للأوقية.
  • زاد البلاتين 1.4% إلى 979 دولارا.
  • صعد البلاديوم 0.56% إلى 952.91 دولارا.

النفط

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.22 دولار للبرميل أو 1.34% إلى 61.56 دولارا للبرميل، مسجلة أول صعود بعد 6 انخفاضات متتالية، وزادت كذلك العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.26% إلى 58.42 دولارا للبرميل.

وسجل الخامان القياسيان عند التسوية أمس الاثنين أدنى مستوياتهما منذ فبراير/شباط 2021 مدفوعين بقرار تحالف أوبك بلس، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء لها، في مطلع الأسبوع بتسريع وتيرة زيادة إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي، إذ قرر زيادة الإنتاج في يونيو/حزيران بمقدار 411 ألف برميل يوميا.

وقال كبير محللي السلع الأولية لدى “إس إي بي”، بيارني شيلدروب: “من المدهش حقا أن نشهد هذا الانتعاش صباح اليوم. لكن سعر 60 دولارا للبرميل له دلالة معنوية. فعندما ينخفض سعر النفط إلى ما دون 60 دولارا، تجد الناس يقولون: حسنا، هذا سعر جيد”.

وبدافع من توقعات بأن الإنتاج سيتجاوز الاستهلاك، فقد النفط أكثر من 10% خلال 6 جلسات متتالية، وانخفض بأكثر من 20% منذ أبريل/نيسان عندما أدت صدمات التعرفات الجمركية التي أعلنها ترامب إلى زيادة الرهانات على تباطؤ الاقتصاد العالمي.

FILE PHOTO: Oil rig pumpjacks, also known as thirsty birds, extract crude from the Wilmington Field oil deposits area where Tidelands Oil Production Company operates near Long Beach, California July 30, 2013. REUTERS/David McNew/File Photo
النفط ارتفع بعد تراجع أسعاره سعيا من المستثمرين إلى اقتناص الفرص (رويترز)

وأدت عودة المتعاملين في السوق الصينية بعد عطلة رسمية استمرت 5 أيام منذ الأول من مايو/أيار لدعم الأسعار اليوم الثلاثاء.

وقالت بريانكا ساتشديفا، كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا “عاودت الصين الفتح اليوم، ولأنها أكبر مستورد فمن المرجح أن يكون المشترون سارعوا للحصول على النفط عند المستويات المنخفضة الحالية (للأسعار)”.

وقال جيوفاني ستونوفو محلل السلع الأولية لدى “يو بي إس” إن نشر السعودية أسعار البيع الرسمية لنفطها، والتي نشرتها رويترز أمس الاثنين، قدم بعض الدعم للأسعار.

وكشفت بيانات ارتفاعا في نمو قطاع الخدمات في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، فضلا عن زيادة الطلبيات.

وقال ييب جون رونغ محلل السوق لدى آي جي: “يبدو أن الانتعاش الطفيف الذي شهدته أسعار النفط اليوم هو انتعاش فني أكثر منه بدعم من أساسيات السوق”.

وأضاف “الظروف غير المواتية المستمرة، بما في ذلك التحول المحوري في إستراتيجية إنتاج أوبك بلس والضبابية المحيطة بالطلب وسط مخاطر الرسوم الجمركية الأميركية وتخفيض توقعات الأسعار، لا تزال تؤثر على حركة الأسعار”.

توقعات

  • خفض باركليز توقعاته لسعر خام برنت أمس الاثنين 4 دولارات إلى 70 دولارا للبرميل في 2025، وحدد تقديراته لعام 2026 عند 62 دولارا للبرميل، مشيرا إلى “صعوبات تتعلق بأساسيات السوق” وسط تصاعد التوتر التجاري وتغيير “أوبك بلس” إستراتيجية الإنتاج الخاصة بها.
  • كما خفض غولدمان ساكس توقعاته للأسعار أمس الاثنين بما يتراوح بين دولارين و3 دولارات للبرميل، إذ يتوقع خبراؤه الآن زيادة أخرى في إنتاج أوبك بلس 400 ألف برميل يوميا في يوليو/تموز المقبل.
شاركها.
Exit mobile version