عوّض الذهب خسائر تكبدها في وقت سابق اليوم الأربعاء مدعوما بتراجع الدولار وزيادة الطلب على استثمارات الملاذ الآمن، في حين واصلت الأسواق تتبع التأثيرات المحتملة للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وسجل الذهب في المعاملات الفورية 2414.59 دولارا للأوقية (الأونصة)، في أحدث تعاملات بعد ارتفاعه بنحو 1% أمس الثلاثاء، في أحدث تعاملات، في حين صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.16% إلى 2925.20 دولارا.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية، إلى أدنى مستوى في 3 أشهر، مما يقلل كلفة الذهب لحائزي العملات الأخرى، لكن زادت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات، مما قلص جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عائدا.

وقال كبير محللي السوق لدى كيه سي إم تريد، تيم ووترر “أتوقع أن يظل الذهب من الأصول المطلوبة فيما تظل حالة عدم اليقين بشأن التجارة الدولية السمة السائدة في السوق”.

ودخلت  الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب بنسبة 25% على الواردات المكسيكية والكندية حيز التنفيذ أمس الثلاثاء، إلى جانب زيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى المثلين وصولا إلى 20%، مما أشعل حروبا تجارية يمكن أن تؤثر سلبا على النمو الاقتصادي وترفع الأسعار بالنسبة للأميركيين الذين لا يزالون يعانون من سنوات من التضخم المرتفع.

وردت الصين وكندا بفرض رسوم جمركية على مجموعة من السلع الأميركية، ومن المتوقع أن ترد المكسيك يوم الأحد.

وقال رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك، جون وليامز، إن الرسوم الجمركية الأميركية من المرجح أن تدفع التضخم إلى الارتفاع، مضيفا أن سياسة أسعار الفائدة الحالية مناسبة ولا تحتاج إلى تغيير.

وكونه من استثمارات الملاذ الآمن، صعد الذهب بأكثر من 10% منذ بداية العام مدعوما إلى حد ما بسياسات ترامب التي يُتوقع أن تعزز حالة عدم اليقين الاقتصادي، ومع ذلك قد يقلل ارتفاع أسعار الفائدة من جاذبيته.

وتنتظر الأسواق حاليا تقرير التوظيف الذي تصدره مؤسسة إيه دي بي في وقت لاحق من اليوم وتقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة يوم الجمعة.

وأعلنت الصين، أكبر مستهلك للمعادن، المزيد من إجراءات التحفيز المالي، مما يشير إلى جهود أكبر تهدف لتعزيز الاستهلاك باعتباره وسيلة لدعم مسار الاقتصاد نحو النمو المستهدف هذا العام البالغ نحو 5%.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى:

  • ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.74% إلى 32.21 دولارا للأوقية.
  • زاد البلاتين 0.64% إلى 969.20 دولارا.
  • صعد البلاديوم 0.1% إلى 948.70 دولارا.
الذهب ارتفع مع تراجع الدولار وقلة الإقبال على الملاذ الآمن (رويترز)

العملات

واصل اليورو ارتفاعه اليوم الأربعاء، واقترب من أعلى مستوياته في 4 أشهر تقريبا بعد اتفاق على إنشاء صندوق للبنية التحتية في ألمانيا بقيمة 500 مليار يورو (531 مليار دولار) أدى لتحسن توقعات النمو في أوروبا، وذلك رغم توتر تجاري عالمي يثير قلق المستثمرين.

وتقدم اليورو بنحو 3% منذ بداية الأسبوع، ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وصعدت العملة الموحدة مجددا بعدما أعلن الحزبان، اللذان يتفاوضان على تشكيل الحكومة المقبلة في ألمانيا، أمس الثلاثاء التوصل إلى اتفاق حول إنشاء صندوق البنية التحتية وتخفيف قواعد مالية تتعلق بمستوى الاستدانة.

وارتفع اليورو 0.49% مقابل العملة الأميركية اليوم الأربعاء إلى 1.0677 دولار كما عزز قوته مقابل عملات أخرى منها الجنيه الإسترليني والين والفرنك السويسري.

وقال كبير محللي العملات في إم يو إف جي، لي هاردمان: “التحول الكبير الذي شهدناه في السياسة المالية الألمانية يمنح قدرا كبيرا من الرياح المواتية لليورو لتعزيز قوته في الأمد القريب”.

وأضاف: “من المؤكد أن السوق تضع في الحسبان حاليا.. نظرة أكثر إيجابية للاقتصاد الأوروبي من الآن فصاعدا إذ من المحتمل أن يقدم التحفيز المالي المزيد من الدعم للنمو في السنوات المقبلة”.

لكن هاردمان حذر من المخاطر السلبية الناجمة عن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرسوم الجمركية، قائلا إن أوائل أبريل/نيسان ستكون “مرحلة مفصلية” مهمة للاقتصاد الأوروبي.

ومن المتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة غدا الخميس ويواصل التيسير النقدي في محاولة لدعم النمو الاقتصادي الضعيف.

وارتفعت عملات أوروبية أخرى مقابل الدولار، إذ اقترب الجنيه الإسترليني من أعلى مستوى في 4 أشهر مسجلا 1.2852 دولار، بارتفاع بلغ 0.4% قبل أن يتراجع قليلا إلى 1.2827 دولار خلال اليوم.

وسجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية أدنى مستوى له منذ 11 نوفمبر/تشرين الثاني عند 105.08 نقاط.

وانخفض الدولار 0.2% أمام العملة اليابانية -التي تعد من استثمارات الملاذ الآمن- وصولا إلى 149.52 ينا، وهو أعلى بقليل من أدنى مستوى في 5 أشهر (الذي سجله أمس الثلاثاء).

واستقرت العملة الكندية عند 1.4379 دولار كندي مقابل الدولار، بعيدا عن مستوى 1.479 دولار كندي الذي نزلت إليه قبل شهر عندما أُعلنت الرسوم الجمركية لأول مرة.

وصعد اليوان 0.03% إلى 7.2624 مقابل الدولار. بعدما أعلنت الصين المزيد من إجراءات التحفيز المالي مما يشير إلى جهود أكبر تهدف لتعزيز الاستهلاك باعتباره وسيلة لدعم مسار الاقتصاد نحو النمو المستهدف هذا العام البالغ نحو 5%.

شاركها.
Exit mobile version