أكد وزير الخارجية السوداني علي يوسف عمق العلاقات بين بلاده وتركيا ومتانتها، مبينا أنه تم تأكيد ذلك خلال لقاء جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في مدينة أنطاليا.
وقال يوسف -في مقابلة مع الأناضول- إن اللقاء بين البرهان وأردوغان كان مثمرا للغاية، تم فيه تأكيد عمق العلاقات الأخوية بين السودان وتركيا، وأن تركيا ستبذل أكبر مجهود لتحقيق السلام في السودان والاستقرار.
وأوضح أن تركيا ستكون من أهم الدول الداعمة للسودان بمرحلة إعادة الإعمار، مشيرًا إلى وجود تصور لتعاون ثنائي ومتعدد الأطراف، يشمل مبادرات مشتركة مع قطر والسعودية، بهدف الإسراع في ذلك.
كما أشار إلى وجود إصرار كبير من الجانبين على تعزيز العلاقات، مؤكدًا أن الجانب السوداني أطلع نظراءه الأتراك على تطورات الأوضاع الميدانية والانتصارات التي حققها الجيش السوداني مؤخرًا بمواجهة قوات الدعم السريع.
الوضع الداخلي والمفاوضات
وعن الأوضاع الداخلية في السودان، قال الوزير يوسف إن مستقبل البلاد بيد شعبها، وهو صاحب القرار في تحديد من يحكمه وكيف.
ووصف ما حدث في السودان بأنه كارثة بكل المقاييس، مشيرًا إلى انتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، من بينها القتل والاغتصاب والتهجير، وفق تعبيره.
وأضاف “لا توجد مفاوضات حالية مع قوات الدعم السريع، وشرط بدء التفاوض هو انسحاب تلك القوات من جميع المناطق المحتلة إلى نقطة محددة، يمكن أن تبقى فيها حتى يتم التوصل إلى اتفاق عبر الوساطة”.
وأكد أن الحكومة السودانية ستسعى إلى عقد مؤتمرات دولية لكسب دعم الدول الأخرى التي تريد عودة السودان إلى حالته الطبيعية، ودعا الولايات المتحدة والدول الأوروبية للعب دور في إعادة إعمار السودان.
مصير الحرب
وعن سير العمليات العسكرية ضد قوات الدعم السريع بعد تحقيق قوات الجيش السوداني تقدما كبيرا مؤخرا، قال يوسف إن الحرب مستعرة، وهذه القوات تتحرك إلى دارفور، وهي منطقة بعيدة نوعا ما عن مركز السودان.
وأضاف “الآن مليشيا الدعم السريع تستخدم مسيرات تضرب بها كل البنى التحتية في بقية أنحاء السودان، وتضرب محطات التوليد الكهربائي، ومحطات المياه، وغير ذلك”.
وتابع “الحرب الآن مستعرة بشكل كبير. ورغم أن الجيش السوداني حقق المزيد من الانتصارات، فإننا نتوقع أن هذه المعركة لن تنتهي في وقت قريب”.
وأكد “نحن بحاجة إلى تحرير كل دارفور من هذه الفئة الباغية، وهناك بالتأكيد استعداد الآن من قبل القوات المسلحة السودانية للتحرك نحو دارفور، هذا مؤكد ولكن الحرب ستأخذ وقتا أطول مما هو متوقع”.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لمصلحة الجيش.
ففي ولاية الخرطوم، التي تتشكل من 3 مدن، أحكم الجيش قبضته على مدينتي الخرطوم وبحري، في حين يسيطر على معظم أجزاء مدينة أم درمان، باستثناء أجزاء من غربها وجنوبها.
ومنذ أواخر مارس/آذار الماضي تسارعت انتصارات الجيش في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقرات أمنية وعسكرية، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل عامين.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد قوات الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).