إسلام آباد – أكد مدير العلاقات العامة بالقوات المسلحة الباكستانية الجنرال أحمد شريف شودي على تمكن جيش بلاده من تحقيق التفوق على الهند وصدها عن تحقيق أهدافها في الهجوم الذي شنته مؤخرا على باكستان.
وقال في مقابلة خص بها موقع الجزيرة نت إن الجيش الباكستاني لقن القوات الهندية درسا لن تنساه وأن الخطط العسكرية التي تعامل بها في صد الهند ستدرس على مدى عقود قادمة.
وقال شودري (وهو المتحدث باسم الجيش الباكستاني) إن صمود الجيش الباكستاني وتحقيقه التفوق على الهند عزز مكانته لدى الشعب الباكستاني، حتى بات الجيش رمزا للعزة والفخر.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها موفد الجزيرة نت إلى إسلام آباد:
-
اسمح لي في البداية أن أسأل بشكل مباشر وصريح من انتصر في المواجهات الأخيرة بين باكستان والهند؟
نحن نقول دائمًا إن المعركة لنا، والنصر لله وحده. لذا.. أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال تعود إلى المجتمع الدولي والعالم بأسره والمراقبين المحايدين، فهم الأجدر بالإجابة عليه. إنه سؤال يمكن الإجابة عنه إذا ذهبت إلى شوارع باكستان ومدنها. والإجابة تُرى على وجوه شعب باكستان، الفرح والاحتفال الذي يعيشونه الآن. لذا.. فالسؤال إجابته واضحة جدًّا.
لماذا؟ لأن الأمر لا يقتصر فقط على المجال العسكري، ولا يقتصر على المعارك الجوية والبرية. هذا الصراع تمكّنت فيه باكستان من فكّ شبكة الأكاذيب والخداع والإكراه والعدوان، والعديد من الوجوه الأخرى للهند.
لقد جاؤوا بقصة خيالية بعد انتهاء المواجهة، وكان مطلب باكستان بسيطا: إذا كان لديكم أي دليل على تورط أي مواطن باكستاني، فرجاءً قدموا هذا الدليل، وقدموه للمجتمع الدولي، لأي طرف ثالث، لأي جهة موثوقة، وذلك من أجل تحقيق شفاف. الهند لم تكن لديها إجابة، ولا تزال بلا إجابة حتى الآن.
لقد جاؤوا في الوقت والمكان اللذين اختاروهما، وبكل ما لدى سلاحهم الجوي من قوة، وبكل الدفاعات الجوية المتاحة لديهم. وقد أسقطنا هذه الطائرات الست. لذا.. كانت لنا الغلبة هناك. وأنزلنا بهم أقسى عقوبة تمكّنا منها. وقد شاهد العالم المواقع الهندية وهي ترفع أعلامًا بيضاء في عدة أماكن على طول خط السيطرة (الذي يقسم كشمير) والحدود الأخرى.
نحن لم نهاجمهم. نحن لم يكن ردنا أثناء الليل كما يُفضّل الجبناء. أعلنا أننا سنقوم بالرد عليهم، فكونوا مستعدين. اخترنا 26 هدفًا، وأصبنا 26 هدفًا. الحمد لله..
وحتى إذا نظرنا إلى مجال المعلومات، كنا شفافين. كنا نقول الحقائق. لم نكذب، لم نحرّف الأمور. وقد رأى العالم أنه حتى في مجال المعلومات، طوال الوقت كان إعلامهم بل حتى دولتهم يكذبون. وحتى الآن لا يزالون يخرجون بقصص مختلفة، قصص خيالية لا أساس لها من الصحة.
لذا أعتقد أن الجواب المختصر هو: انظروا إلى وجوه الباكستانيين. والجواب الطويل هو: افحصوا الأمر بالطريقة التي تريدونها. والحمد لله.. باكستان قد باركنا الله بالنصر الذي نحتفل به من أجل السلام.
-
ولكن الهند من طرفها تقول إنها من حققت الانتصار في المواجهات الأخيرة؟
صديقي.. الهنود يقولون إنهم قصفوا ميناء كراتشي، ويقولون إنهم أسقطوا العديد من الطائرات في هجمات، ويقولون إن رئيس وزرائنا قد أُخذ إلى مكان آمن. حتى المفوض السامي لديهم كان يعرض صورًا لأشخاص مزيّفين ويقول إنهم إرهابيون، وأحدهم كان شخصًا يؤم الصلاة، وكان ذلك مجرد مواطن عادي.
الهنود قالوا إن هناك إشعاعات نووية، وإن شيئًا ما قد حصل، وإن على الجميع في أوساط التكنولوجيا العالمية أن يتدخلوا فورًا. لكن لا.. لا.. لا.. هم كانوا يكذبون. أي طرف موثوق، أي جهة جادة، أعتقد أنه لا ينبغي أن تُؤخذ مزاعم الهنود على محمل الجد.
لديهم مشكلة ونحن نفهم مشكلتهم، هي أنهم يملكون ثقة مفرطة جدًّا في أنفسهم، لا نعلم من أين أتت. وكانت لديهم حسابات خاطئة وافتراضات مغلوطة بأنهم سيأتون ويضربون أماكن مدنية، مساجد، ولن يحدث شيء، ولن تكون هناك عواقب. من الذي كان يُغذيهم بهذه الأفكار؟ بأن باكستان ستتلقى الضربة ببساطة ولن ترد.
لذلك، هم الآن يحاولون فبركة بعض القصص، وهم بارعون في ذلك. يمتلكون إعلامًا نشطًا جدًّا، ولديهم أيضًا المسرح والأفلام، هم متقدمون جدًّا على باكستان في هذا المجال. ومع ذلك، سيستمرون في تقديم أفكار مختلفة. على سبيل المثال.. فقط أمس سمعت أنهم يقولون إن باكستان هاجمت المعبد الذهبي المقدس لدى الطائفة السيخية (يقع في مدينة أمريتسار في ولاية البنجاب الهندية)، لا يمكن أن يكون هناك شيء أكثر سخافة من ذلك.
نحن نحمي أنفسنا، نحمي البنجاب، ولنا احترام كبير لكل هذه الأماكن ولكل طوائف المنطقة، ولدينا مع السيخ ثقافة مشتركة، وود، ولغة بنجابية واحدة. ليس من عاداتنا أن نهاجم أي مكان مدني أو مكان ديني، هذا ضد قيمنا وديننا.
أعتقد أن الهنود بحاجة أولًا لبناء مصداقيتهم، والمصداقية تأتي من قول الحقيقة، لا من إغلاق آلاف المواقع الإلكترونية، أو فرض حظر على وسائل الإعلام والقنوات الرقمية، أو من خلال سجن الناس إذا انتقدوا الحكومة.
في المقابل هل رأيت خلال الصراع الأخير أن باكستان قد سجنت أي صحفي؟ لا.. لن تجد ذلك.. لم نفعل. هذه هي رسالتنا.

-
هل بالفعل كان للقوات الجوية الباكستانية الدور الرئيسي في معركة باكستان مع الهند؟
فخورون بطيارينا وبما أنجزوه، وفي هذا الصراع العسكري الأخير رأيت تناغمًا بين القوات البرية والجوية والبحرية، بل أيضًا بين القيادة السياسية والقوات المسلحة، وأيضًا بين الشعب الباكستاني كبنيان مرصوص.
كان لدينا جدار فولاذي صلب.. جدار فولاذي متين أقامته دولة باكستان في مواجهة أي عدوان هندي.. جدار صلب ضد محاولات الدمج والإخضاع. كان شعب باكستان، ودبلوماسيونا، وإعلامنا، وسياسيونا من جميع الأحزاب، إلى جانب الجيش بمختلف قواته الجوية والبحرية والبرية، وكذلك مختلف الأجهزة الأمنية الأخرى يدا واحدة ضد العدوان. وبكل تأكيد نحن فخورون بسلاح الجو الباكستاني.
وليس نحن فقط من نفخر بهم، بل المعركة الجوية التي خاضوها في ليلتي السادس والسابع من مايو/أيار، رأى العالم ما حدث، وأعتقد أن ما حدث سيُدرَّس ويُناقش لعقود مقبلة في كليات الحرب الجوية وفي المؤسسات العسكرية حول العالم.
-
ما دلالات ومعنى شعار العملية العسكرية الباكستانية “بنيان مرصوص”؟
أخذنا هذه العبارة من القرآن الكريم، من سورة الصف، وهي تعني “الجدار الفولاذي” الذي يقف في وجه الشر ويقاوم الباطل. وهذا الجدار الفولاذي يتكوّن من شعب باكستان، ومن جميع مكوّنات الأمة، وقواتها المسلحة.
-
إلى أي مدى أسهمت الطائرات الحديثة مثل (JF-17 Thunder) في تعزيز قدرات باكستان الجوية؟
نقوم بتقييم دقيق جدًّا لأي عملية إدخال معدات جديدة، سواء كانت طائرات (JF-17 Thunder) ، أو مقاتلات J-8 وJ-10C، أو دبابات القتال الرئيسية، أو المدفعية الثقيلة، أو حتى الأسلحة البحرية والغواصات.
لأننا لا نمتلك الرفاهية التي يملكها الهنود من حيث توفر المال بكثرة. هم لديهم، حسب ما أعلم، أكثر من 80 مليار دولار مخصصة للدفاع، أما نحن فنتبع نهجًا صارمًا للغاية وفعّالًا جدًّا، ونحن دقيقون للغاية فيما نختاره، وفي كيفية استخدامنا له وكيفية دمجه في منظومتنا.
ومقاتلة (JF-17 Thunder) ونسخة CS منها، لقد رأيتم على الأرض صواريخ “41” و”42″، وهذه مجرد أمثلة قليلة على المعدات التي طورتها باكستان، والتي تم إدخالها للخدمة في قواتنا، وهذه مجرد بعض من التقنيات التي شاهدها العالم، وهنالك الكثير غيرها لم يُكشف عنها بعد.
وفي هذا الصراع بالتحديد، لم نقم بنشر كامل قوات باكستان التقليدية، وذلك لأن جزءًا كبيرًا من قواتنا التقليدية يخوض في الوقت ذاته معارك ضد الإرهابيين المدعومين من الهند، في بلوشستان، لذلك لم نسحب حتى جنديًّا واحدًا من هناك، كما أننا لم نُظهر كل ما لدينا من تقنيات وقدرات. لقد كان ردّنا متناسبًا ومدروسًا بعناية، لأننا نحن من كنا نتحكّم في وتيرة التصعيد هنا. نحن من أمسك بزمام الأمور.
-
ما أهمية الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار في المعركة الجوية الحديثة؟
الحرب تتطور. الذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة، وحروب غير مباشرة، وحروب معلوماتية.. كل ذلك أصبح الآن جزءًا من ميدان المعركة الحديث، ويمثل ما عليه ساحة القتال الحديثة.
وفي الوقت نفسه، ترى أيضًا أن استخدام الجهات غير الرسمية والمليشيات بالوكالة من قِبل الهنود لا يزال جزءًا من أدوات الحرب. فهذه الجهات غير الرسمية والعناصر المدعومة بالوكالة تُستخدَم من قِبل الهند ولا تزال حاضرة في ساحة الصراع.
القوات المسلحة الحديثة في المنطقة تتميز بالمرونة العالية في مواجهة هذا الطيف الكامل من التهديدات.
-
ما الذي أدى لاتفاق وقف إطلاق النار؟ وهل لعبت جهات إقليمية أو دولة دورا في التهدئة؟
القوى الدولية مثل الولايات المتحدة والصين، والدول الشقيقة كالمملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة وغيرها، جميعهم يدركون أمرًا واحدًا: أن نشوب صراع نووي بين دولتين نوويتين متنافرتين هو فكرة غبية للغاية وخطيرة.
والهنود الذين ظلوا طوال السنوات الماضية يحاولون خلق مساحة للحرب، هم في الحقيقة يلعبون بالنار.
لذلك فإن باكستان تصرفت بعقلانية. نحن من كنا نضبط وتيرة التصعيد طوال فترة هذا النزاع. في ليلة السادس والسابع من مايو/أيار، كنا قادرين على إطلاق أكثر من 6 صواريخ.. لكننا لم نفعل. لقد أرسلوا طائرات مسيّرة جماعية (Swarm Drones)، وقد أسقطناها جميعًا.
هل ترى مدى التصرف الطائش من طرف الهنود؟ لقد كانوا يصعّدون الموقف. أطلقوا صواريخ.. ليس فقط باتجاه باكستان، بل أيضًا باتجاه المجتمع السيخي داخل الهند، في محاولة لخلق جزء من مخططهم، هذه الدعاية الكاذبة التي يحاولون بناءها حول هذا الصراع.
وقد شنوا هجومًا على قواعد جوية في ليلة التاسع والعاشر من مايو/أيار، بحجة أنهم يحاولون ردعنا، لكنهم لم يكونوا يعلمون أن شعب باكستان وهذه القوات المسلحة لا يمكن ردعهم أو إخافتهم، ولن نخضع أبدًا للترهيب أو للهيمنة الهندية.
وفي صباح العاشر من الشهر، وخلال عملية “بنيان مرصوص”، وجّهنا ردًّا كبيرًا مدروسًا وموزونًا، لكنه كان ردًّا عادلًا أجبر الهنود على التراجع. وفورًا خرج المتحدث باسم الدفاع الهندي وطالب بخفض التصعيد. وقلنا له: لم لا؟
-
هل تتوقعون صمود وقف إطلاق النار بين الجارتين النوويتين؟
وقف إطلاق النار يعني فقط أن الطرفين توقفا عن القتال ضد بعضهما البعض، لكن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا عندما يتخلص الهنود من هذا العقل السياسي المسيطر عليهم، هذه العقلية التي تتبنى الحروب والتي تهيمن على النخبة السياسية الهندية، هذه الهستيريا الحربية التي تسود المشهد السياسي الهندي، والتي يعتقدون من خلالها أن القمع الذي يمارسونه ضد المسلمين والأقليات هو أمر طبيعي.
نعم، يا صديقي، لديهم مشكلة خطيرة. المشكلة ليست فقط ضد المسلمين، بل ضد المسيحيين، والسيخ، وضد مجتمعات أخرى، وضد الطبقات المتخلفة أيضًا. هناك الكثير من القمع.
لذلك، المجتمع الذي يتعرّض لذلك يُظهر رد فعل طبيعي تجاه هذا القمع، لكنهم لا يعالجون هذا الأمر. التطرف، والشبكات التي يمتلكونها، وهي ردود فعل طبيعية، لا يريدون التعامل معها. هذه مشكلتهم الداخلية، ولكنهم يحوّلون هذه المشكلة الداخلية إلى خارجية، بأن يلقوا باللوم على باكستان من خلال اتهامات كاذبة.
طالما لم يعالجوا هذه القضايا الداخلية، ولن يعالجوا قضية كشمير التي هي قضية خارجية، وتشمل باكستان والصين والهند، ويجب حلها وفقًا للقرارات الأممية، وحسب إرادة الشعوب، لا يمكن أن يكون هناك سلام بهذه الطريقة.
-
ما تعليقكم على قرار الهند تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند لتقسيم المياه؟
فقط شخص مجنون يمكنه أن يفكّر بأنه يستطيع إيقاف المياه عن 240 مليون إنسان، لا أحد يستطيع فعل ذلك. علينا أن نفهم الحقائق.
الحقيقة هي أن هناك 6 أنهار تنبع من كشمير، وهي إقليم متنازع عليه وفقًا لقرارات الأمم المتحدة. بعد مفاوضات مكثفة، في عام 1960، توسط البنك الدولي لعقد معاهدة تم بموجبها تخصيص 3 أنهار لباكستان، و3 أنهار للهند.
فإذا لم ترغب الهند في اتباع هذه المعاهدة، فإن كشمير إقليم متنازع عليه. غدًا، إذا انضمت كشمير إلى باكستان وفقًا لإرادة شعب كشمير، فإن هذه الأنهار الستة كلها ستكون ملكًا لباكستان، وتصبح الهند دولة مُحمّلة بالأعباء. وسنرى كيف سنتعامل معهم. هذه هي حقيقة الأمر.
-
ما مدى أهمية الشراكة مع الصين في تطوير القدرات العسكرية الباكستانية؟
لدى باكستان والصين صداقة تمتد لعقود، وشراكة في عدة مجالات. والصين، كونها جارة للهند وجزءًا من هذه الجغرافيا، تفهم جيدًا طبيعة العناصر السياسية والمتطرفة التي بدأت تتجذر في المجتمع الهندي، وهذه العناصر خطيرة جدًّا. لقد ألمحت إلى ذلك، وعواقب ذلك، وما يحدث في هذه المنطقة بسببه.
باكستان والصين تتعاونان على مستويات متعددة، وبرؤية مشتركة تركز على الناس، من أجل ازدهار واستقرار المنطقة، ومن أجل ازدهار واستقرار شعوب المنطقة.
ونحن والصينيون، وكثير من دول العالم، نسعى إلى السلام، لأن الإنسانية تواجه تحديات جدية جدًّا، من الفقر، وتغير المناخ، والزيادة السكانية. والدول النامية مثل باكستان تواجه تحديات أكبر بكثير، وعددًا من التحديات الخطيرة جدًّا.
وللتعامل مع هذه التحديات، ومن أجل نهج يركز على الإنسان، فإن السياسات مثل تلك التي تتبعها الهند، والتي تحاول حل المشاكل باستخدام الرصاص أو عبر العدوان، ليست هي الحل.
أما باكستان وشركاؤها مثل الصين ودول أخرى، فهي تسعى إلى إيجاد حلول تخدم مصالح الشعب الباكستاني وتنميته، وهذا هو النهج الذي نعتمده، وهذا هو منظورنا.
-
ما دور إسرائيل في دعم الهند في الصراع الأخير؟
أقول للهنود، باكستان خاضت حربها بنفسها، وإذا كانت لدى الهنود ذرة من الكرامة، فعليهم أن يخوضوا حروبهم بأنفسهم. هذا ما أقوله: على الهنود أيضًا أن يتحلوا بالكرامة الكافية لخوض حروبهم بأنفسهم.
-
هل زادت شعبية الجيش الباكستاني بعد المواجهات الأخيرة؟
هذا سؤال يجب أن يُطرَح على شعب باكستان. انظر إلى وجوههم، اذهب إلى الشوارع، اذهب إلى الأسواق، إلى الجامعات والكليات. وليس فقط لهذا السبب، بل لأن القوات المسلحة، الجيش الباكستاني، والقوات الجوية، والبحرية، هم أبناء هذا الشعب. هم يأتون من الطبقات المتوسطة، ومن الطبقات المتوسطة الدنيا، والطبقات الفقيرة في باكستان. لا يأتون من النخب.
هم يأتون من كل أنحاء باكستان، من كراتشي إلى غوادار إلى خيبر، إلى جلجيت. يأتون من القرى والمدن والبلدات، من كل اللغات، ومن كل الأعراق للاحتفال بجيشهم.
هناك محبة عميقة الجذور بين شعب باكستان وقواته المسلحة، وهذه المحبة مجرّبة وثابتة عبر الزمن، وهو شرف فريد ومميز لأولئك الذين، من خلال هذا الزي العسكري، يقاتلون ويموتون من أجل وطنهم وشعبهم.
-
ما تعليقكم على ما يجري من عدوان إسرائيلي متواصل على قطاع غزة؟
أود أن أقول إن ما يحدث هناك هو إبادة جماعية، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق. إنه شيء يُعد وصمة عار سوداء على ضمير الإنسانية. وما يحدث هناك يُعلّمنا شيئًا، كدولة باكستانية وكعسكريين، أنه يجب أن تكون لديك قوتك الخاصة، يجب أن تقف بثبات، وتثبت أمام مَن يصدقك، وأمام مَن يعتقد أنه يستطيع التدخل، أو أن يأتي ويقوم بما يشاء.
لهذا السبب، على الدول أن تحمي نفسها، وعلى الأمة أن تطوّر قوتها، لأنه للأسف.. هناك عقليات في هذا العالم، عقليات سياسية محددة، قادرة على أن تتصور، بل وتنفذ مثل هذا النوع من الإبادة الجماعية التي نشهدها في غزة، والتي يمكنها أن تمارس ما يحدث الآن.. الظلم الواقع على سكان كشمير، المسلمين في كشمير، وما تتعرض له الأقليات في الهند اليوم.
حيث يسود اعتقاد بأن دينك، أو حمضك النووي، أو جيناتك، تجعلك أدنى أو أعلى منزلة. هذا ليس هو الطريق الذي تعلّمت البشرية أن تسلكه، وهذا ليس هو الأسلوب الذي ينظر به الباكستانيون والمسلمون إلى العالم. نظرتهم الأخلاقية ونمط حياتهم مختلفان.
فإذا حدث مثل هذا الانحطاط الأخلاقي، فلا بد أن تقف، لا بد أن تنهض. وهذا ما يسعى إليه الباكستانيون بشكل يومي.