أثارت قصص مؤلمة لنخب أكاديمية ومهنية في قطاع غزة، تحولوا من حياة الكرامة والاستقرار إلى البحث عن لقمة تسد الرمق، تفاعلا واسعا وحزنا عميقا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد أن كانت هذه النخب تتمتع بحياة كريمة رغم الحصار المفروض منذ سنوات، وتمكنت من بناء بيوتها وتوفير مهن ووظائف، أعادتها الحرب الأخيرة إلى نقطة الصفر، وفقا لما رصده المتفاعلون.

وتجسدت هذه المأساة في قصة العم أبو محمد، الذي بكى أمام الصحفيين واعتذر لعجزه عن تقديم كأس شاي في خيمته، ذلك الواجب البسيط الذي يعتبره الفلسطينيون رمزا للكرامة وحسن الضيافة.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

لكن العم أبو محمد عاد في اليوم التالي ليستضيف الصحفيين نفسهم ويقدم لهم كأس الشاي، بعد أن ساعده بعض الناس في تجهيز الضيافة، مؤكدا تمسك الفلسطينيين بقيمهم رغم المحاولات المستمرة لتجريدهم منها.

وفي ظل شح المواد الغذائية الحاد، لجأ بعض أصحاب المهن اليومية إلى أساليب المقايضة للحصول على الطعام والشراب، حيث عرضت بعض صالونات الحلاقة خدماتها مقابل كوب شاي أو فنجان قهوة بدلا من النقود.

وأعلنت الأمم المتحدة رسميا المجاعة في مدينة غزة، وحذر منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر من أن الفرصة المتاحة لمنع انتشار المجاعة إلى دير البلح وخان يونس ضئيلة وتتقلص بسرعة.

وتناولت قصة أخرى مأساة المسن نصر، الذي كان يعمل مهندس آبار قبل أن تقلب الحرب حياته رأسا على عقب، فتحوله من حياة الاستقرار المهني إلى التشرد والجوع.

الألم كبير

ورصد برنامج شبكات (2025/9/8) تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي مع ظهور قصص النخب الأكاديمية والمهنية التي حرمها الحصار والتجويع من حياتهم المستقرة.

وعبّرت سلمى عن مشاعر الألم والعجز قائلة “الاحتلال مستمر في تجويع أهلنا في غزة نشاهد حياة ناس بتنهار قدام عيوننا، جوع وفقدان أمل وعجز، احنا واقفين بدون ما نقدر نساعد.. الألم كبير كتير كبير”.

بينما كتبت نهال “أهل غزة رغم الحصار المفروض منذ سنوات قدروا يعيشوا حياة كريمة مستقرة قدروا يبنو بيوتهم رغم أنف الاحتلال قدروا يوفرو مهن ووظايف.. الحرب الأخيرة أعادتهم للصفر”.

وغرد محمد معلقا على مشاهد النخب وهي تبحث عن الماء والطعام “نخب تبحث عن الماء والطعام في غزة.. أكثر ما يوجعني أن أهل غزة العزيزين الكرام أصبحوا يطلبون الطعام ويبحثون عن لقمة تسد الرمق.. غزة العزة يريدون كسرها لكن خسئوا”.

كذلك عبّرت لينا عن صدمتها من مشاهد المسنين العاجزين بعد أن كانوا في مراكز مرموقة قائلة “دموع المسنين العاجزين بعد أن كانوا ماديا واجتماعيا مرموقين.. لا أستطيع تقبل هذا الوضع، مجوعون عطشى والعالم أين؟ هل يعقل أن نرى تجويعا متعمدا بجودة عالية على شاشاتنا؟؟”.

وفي السياق ذاته، حذرت المتحدثة باسم “اليونيسيف” تيس إنغرام من تفاقم خطر المجاعة في مدينة غزة، مؤكدة أن الخطر قد يمتد إلى وسط القطاع خلال أسابيع إذا لم يتم التدخل الفوري.

وأضافت إنغرام أن الوضع في غزة أصبح كارثيا، في تأكيد جديد على حجم المأساة الإنسانية التي تعيشها النخب الفلسطينية وعموم سكان القطاع المحاصر.

شاركها.
Exit mobile version