انعكست تداعيات التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل بشكل مباشر على حركة الملاحة الجوية في المنطقة، حيث شهد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حالة من الاضطراب والفوضى بعد إلغاء وتأجيل عدد كبير من الرحلات الجوية، مما أدى إلى تكدّس المسافرين وعجز كثيرين عن مغادرة لبنان.

وشهدت قاعات مطار بيروت تكدسا لافتا للمسافرين المنتظرين، في مشهد يعكس حجم الأزمة التي أثّرت على المواطنين والمقيمين والسياح العالقين.

مسافرون في مطار بيروت يعيشون حالة من القلق وسط غياب حلول واضحة لإجلائهم (رويترز)

ومن بين العالقين، اللبناني أحمد النميري، المقيم في ألمانيا، الذي قال إنه جاء من الجنوب اللبناني إلى المطار على أمل مغادرة البلاد، إلا أن الرحلات كانت متوقفة، مما دفعه إلى التفكير في العودة جنوبا من جديد.

 

وعبّر عن شعور بالخوف نتيجة الوضع غير المستقر، مشيرا إلى أنه لو علم مسبقا بما سيحدث، لكان غادر لبنان قبل أيام الحرب.

وفي صالة المغادرين، جلس السائح المصري جميل صبحي إلى جانب زوجته، منتظرا رحلة تعيده إلى بلاده، بعد أن اضطر لتمديد إقامته في الفندق يومين إضافيين.

إلغاء وتأخير رحلات جوية في مطار بيروت وسط الصراع الإسرائيلي الإيراني
المسافر المصري جميل صبحي اضطر لتمديد إقامته بسبب تأجيل الرحلات (رويترز)

وقال إنّه لا يمانع في حجز رحلة جديدة على نفقته، لكنه أعرب عن استيائه من غياب أي حلول واضحة، موضحا أنه سمع عن رحلات قادمة من شرم الشيخ لإجلاء اللبنانيين، لكن تلك الرحلات تأجلت هي الأخرى، ما جعله يعلّق آماله على أي طائرة تغادر إلى مصر أو عبر شركة طيران أخرى.

المسافرة السورية رحاب رشيد المقيمة في السويد انتظرت أكثر من 12 ساعة وسط قلق متزايد (رويترز)

ومن جهتها، جلست السورية رحاب رشيد، وهي أمّ مقيمة في السويد، في زاوية من صالة المغادرة محاطة بحقائبها وعائلتها، حيث كانت تنتظر رحلة تقلّها إلى مصر في طريق العودة إلى السويد، بعد زيارة قصيرة إلى سوريا خلال عطلة العيد.

وقالت إنّها عالقة منذ أكثر من 12 ساعة في المطار، دون أي توضيحات رسمية بشأن رحلتها.

وأضافت أن العائلة تعيش حالة من القلق والخوف، وتبحث عن أي وسيلة للخروج، سواء عبر بيروت أو إلى وجهة ثالثة مثل غازي عنتاب أو برلين.

المسافرون تكدسوا في صالات مطار رفيق الحريري الدولي دون حلول (رويترز)

والخوف المشترك بين هؤلاء المسافرين، كما ظهر في شهاداتهم، لم يكن فقط من ضياع حجوزاتهم أو نفاد صبرهم، بل من تصاعد الخطر الأمني الذي بات يخيّم على الأجواء، وسط تحذيرات من ضربات إسرائيلية قد تطال لبنان أو دولا أخرى في المنطقة.

وكانت شركات طيران، منها “طيران الإمارات”، قد أعلنت عن تعليق مؤقت لرحلاتها إلى لبنان والأردن حتى 22 يونيو/حزيران الجاري، وإلى إيران والعراق حتى نهاية الشهر، وهو ما يعقّد وضع المسافرين أكثر.

شاركها.
Exit mobile version