انتهى المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي من كتابة سيناريو فيلم “حياة المسيح”، وذلك بالتعاون مع المخرج والناقد كينت جونز، على أن يبدأ تصويره في موعد لاحق من العام 2024.

ويعد “حياة المسيح” الفيلم الديني الرابع الذي يقدمه سكورسيزي؛ بعد أن قدم “الإغواء الأخير للمسيح” (The Last Temptation of Christ) في العام 1988، و”الصمت” (Silence) في العام 2016، بالإضافة إلى فيلم “كوندون” (Kundun) في العام 1997، والذي دارت أحداثه حول السيرة الذاتية للدلاي لاما.

وتدور أحداث الفيلم الجديد في الزمن الحاضر، وهو مقتبس من رواية “حياة المسيح” (Life of Jesus) التي تشرها الكاتب الياباني شوساكو إندو في العام 1973، وكان المخرج الأميركي قد اقتبس فيلمه “الصمت” من رواية للكاتب نفسه، نشرت بالاسم نفسه في العام 1966.

ورشح لبطولة الفيلم الجديد الممثل البريطاني – الأميركي أندرو غارفيلد الذي نال شهرة دولية من خلال دوره في سلسلة “الرجل العنكبوت” (Spider-Man)، حيث تم اختياره للبطولة في فيلم “سبايدر مان المدهش” (The Amazing Spider-Man) بجزأيه في عامي 2012 و2014، قبل أن ينتقل الدور إلى الممثل توم هولاند لاستكمال السلسلة.

الممثل البريطاني – الأميركي أندرو غارفيلد مرشح لبطولة فيلم “حياة المسيح” (رويترز)

وقال سكورسيزي، لصحيفة “لوس آنجلوس تايمز”، إنه يستعد لتصوير الفيلم في العام 2024، “بعد أن ألهمه لبدء العمل عليه لقاء مع البابا فرانسيس في العام 2023”.

وأضاف المخرج الثمانيني، “استجبت لنداء البابا للفنانين بالطريقة الوحيدة التي أعرفها، وذلك من خلال تخيل وكتابة سيناريو لفيلم عن المسيح”.

وبحسب تصريحاته، فإنه يهدف من فيلمه الدفاع عن المسيحية ضد محاولات تشويهها.

وعرف مارتن سكورسيزي، الذي يبلغ من العمر 81 عاما، في الأوساط الفنية باهتماماته الدينية، وخاصة بعد سجله الحافل بالأعمال التي تناقش الأديان مقارنة بغيره من مخرجي هوليود.

“الإغواء الأخير للمسيح”

وكان سكورسيزي فاجأ العالم المسيحي في العام 1988 بفيلم “الإغواء الأخير للمسيح”، الذي تجاوز خلاله الخطوط الحمراء الغربية من حيث الفكرة والشكل أيضا، وقد رفضه العديد من دور العرض بسبب مشاهد غير مقبولة، بالإضافة إلى حظر عرضه لسنوات في دول مثل الأرجنتين، ونظمت مجموعات مسيحية عدة احتجاجات صوتية ومقاطعة للفيلم قبل وبعد صدوره.

وفي محاولة من الشركة المنتجة لتفادي نتائج الدعوة للمقاطعة، أقامت عرضًا خاصًا مسبقًا للمجموعات المضادة للعمل، والتي انتشرت في الولايات المتحدة بشكل خاص، حيث أدانت حوالي 1200 محطة إذاعية مسيحية في كاليفورنيا الفيلم، وعرضت بعض الجهات دفع تعويض للشركة المنتجة عن خسارتها في مقابل جمع نسخ العمل وتدميرها.

واقتبس فيلم “الإغواء الأخير للمسيح” من رواية بالاسم نفسه للكاتب الإسباني الشهير نيكوس كازنتزاكيس، وتدور قصته حول نجار يدعى عيسى الناصر يشعر بالشفقة على الناس والعالم، ويدعو لطاعة الله، ويقرر أن ينطلق ليجد طريقه، بينما تقترب مهمته من الاكتمال، يواجه أعظم تجربة، وهي الحياة الطبيعية لرجل عادي، فيتزوج ويصبح أبا.

أما فيلم “الصمت” في 2016، فرصد فيه صناع العمل رحلة كاهنين برتغاليين في القرن الـ17، هما الأب سيباستيان رودريغز (أندرو غارفيلد) والأب فرانسيسكو غاروبي (آدم درايفر)، في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى اليابان للعثور على معلمهم المفقود (ليام نيسون).

وأثناء وجودهما هناك، يقوم الرجلان بخدمة القرويين المسيحيين الذين يتعبدون سرا، لأنه إذا تم القبض عليهم من قبل الإقطاعيين أو الساموراي الحاكمين، فسوف يكون عليهم التخلي عن إيمانهم أو مواجهة الموت المؤلم لفترة طويلة.

وقالت عنه الناقدة الأسترالية اليابانية وينهيل ما، “هناك دائمًا شيء خاص بالمخرج في أي فيلم، ومن الواضح أن “الصمت” هو مشروع شخصي للغاية بالنسبة لسكورسيزي، والروحانية في الفيلم ليست شيئًا جديدًا بالنسبة للمخرج الذي قدم سابقًا فيلم “الإغواء الأخير للمسيح “وفيلم “كوندون”.

The devil trying to make Jesus Christ fall into temptation during the last supper with his apostles
مشهد من فيلم “الإغواء الأخير للمسيح” (شترستوك)

وقدم مارتن سكورسيزي فيلمه “كوندون” عام 1997، حيث يعود إلى عام 1937، حين تم الاعتراف بصبي يبلغ من العمر عامين ونصف العام من عائلة بسيطة في التبت باعتباره التناسخ الـ14 لبوذا، ومن المقدر له أن يصبح الزعيم الروحي والسياسي لشعبه.

يعرض المخرج على الشاشة القصة الحقيقية للدلاي لاما، الذي يطلق عليه “كوندون” في التبت، ويروي قصته، من الطفولة وحتى الغزو الصيني للتبت ورحلته إلى المنفى في الهند عام 1959.

وكان أحدث أفلام سكورسيزي “قتلة زهرة القمر” (Killers of the Flower Moon)، من بطولة ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو، قد فاز بجائزة واحدة في حفل جوائز غولدن غلوب الذي أقيم في 8 يناير/كانون الثاني الجاري، وهي جائزة أفضل ممثلة للبطلة ليلي غلادستون التي تنتمي إلى السكان الأصليين للولايات المتحدة، وهي المرة الأولى التي تفوز خلالها ممثلة من السكان الأصليين بهذه الجائزة.

شاركها.
Exit mobile version