ذكر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنه بعد مضي 13 شهرا من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ارتفع مؤشر غلاء المعيشة هناك بشكل حاد بلغت نسبته 490%.

وذكر الجهاز التابع للسلطة الفلسطينية أن الرقم القياسي لأسعار المستهلك سجل في فلسطين ارتفاعا حادا نسبته 14.75% خلال نوفمبر/تشرين الثاني مقارنة مع أكتوبر/تشرين الأول، بواقع 28.61% في قطاع غزة، بينما سجل انخفاضا مقداره 1.21% في الضفة الغربية و0.85% في القدس.

ونتج ارتفاع الأسعار في فلسطين عن ارتفاع أسعار الفواكه الطازجة بنسبة 70.51%، وأسعار البيض بنسبة 36.72%، وأسعار البقول المجففة بنسبة 31.70%، وأسعار المعكرونة والشعيرية والمفتول ومنتجات المعكرونة المماثلة بنسبة 28.19%، وأسعار بدائل السكر وسكريات أخرى بنسبة 27.54%، وأسعار الزيوت النباتية بنسبة 13.73%، وأسعار الخبز “كماج” بنسبة 8.37%، وأسعار اللحوم الطازجة بنسبة 6.79%، على الرغم من انخفاض أسعار الخضروات المجففة بمقدار 46.37%، وأسعار البطاطا بمقدار 20.04%، وأسعار الدجاج الطازج بمقدار 13.58%، وأسعار الخضروات الطازجة بمقدار 1.36%.

وعند مقارنة الأسعار خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع الشهر نفسه من العام الماضي، تشير البيانات إلى ارتفاع الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين بنسبة 88.93%، بواقع 344.91% في قطاع غزة، وبنسبة 2.13% في القدس وبنسبة 1.54% في الضفة الغربية.

تجويع ممنهج

وأمس أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وصول القطاع إلى “مرحلة كارثية من الجوع والمعاناة المتفاقمة”، وسط مواصلة إسرائيل سياسة التجويع بشكل ممنهج عبر منع إدخال المساعدات والغذاء.

وقال مدير المكتب إسماعيل الثوابتة، في مؤتمر صحفي، “ندق ناقوس الخطر، فشعبنا الفلسطيني وصل إلى مرحلة كارثية من الجوع والمعاناة المتفاقمة”.

وأضاف: “على مدار أكثر من 430 يوما من جريمة الإبادة الجماعية، يواصل جيش الاحتلال سياسة التجويع بشكل ممنهج ومتعمّد ضد أكثر من مليونين و444 ألفا من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة”.

وأوضح أن جيش الاحتلال يواصل “إغلاق جميع المعابر والمنافذ المؤدية من وإلى قطاع غزة، كما يمنع إدخال المساعدات والغذاء، ما تسبب بتعميق الأزمة الإنسانية المستفحلة”.

وحمّل الثوابتة الاحتلال “المسؤولية الكاملة عن الجريمة الكارثية المركبة التي يرتكبها في قطاع غزة”، داعيا العالم إلى إدانتها، خاصة أنها “تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف”. ودعا المنظمات الأممية إلى “تنسيق جهودهم بشكل أكبر، في ظل الواقع الملح والضروري والمهم لإنضاج حالة من الاستقرار على صعيد الغذاء”.

كما دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” إلى “إدارة أزمة الغذاء الخطيرة بشكل فوري وسريع”، مطالبا الدول العربية والإسلامية بموقف واضح إزاء ما يحدث في غزة. وناشد المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية ضرورة “استدراك الواقع الإنساني الصعب بشكل فوري لتجاوز أزمة الغذاء الحالية بغزة”.

وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطني القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد من الغذاء والماء والدواء.

وتواصل تل أبيب حربها التي دخلت شهرها الـ15 والتي خلفت نحو 151 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

شاركها.
Exit mobile version