الخيارات الاستثمارية مقيدة ومحدودة بشكل كبير، والاستثمار البديل (Alternative Investment) هو أصل مالي لا يندرج ضمن فئات الاستثمار التقليدية. وازدادت شعبية الاستثمارات البديلة في السنوات الأخيرة، حيث بدأت المؤسسات الاستثمارية في تخصيص المزيد من الأموال لصالح هذا المجال، بعد إدراكهم فوائده على المدى الطويل.

وتشمل الاستثمارات البديلة رأس المال الاستثماري، وصناديق التحوط، والعقود الآجلة، والسلع، وعقود المشتقات، وغالبا ما يتم تصنيف العقارات ضمن الاستثمار البديل.

ونشر موقع “بلان أدفيزر” (Planadviser) الاقتصادي تقريرا أكد أن فهم أصحاب الأعمال فئات الاستثمار البديل ذو أهمية مزدوجة، فهو يساعد في تحديد إن كان بإمكانك جذب مزيد من الاستثمارات بشروط جذابة، كما أنه يتيح لك فرصا أخرى لاستثمار أموالك الشخصية أو أموال الشركات.

أهم قطاعات الاستثمارات البديلة

ورغم أنه من المفيد -حسب التقرير- أن تكون المحفظة الاستثمارية متنوعة، فإنه يوصي دائما بأن تكون نسبة الاستثمارات البديلة بين 30% إلى 70% من المحفظة، مستعرضا عددا من أهم الاتجاهات في الاستثمار البديل التي تكتسب قوة، وهي كما يأتي:

1- الاستثمار المباشر في الشركات الناشئة والخاصة:

يمكن للمستثمرين الاستثمار بشكل مباشر في الشركات الناشئة أو الشركات الخاصة بدلا من الاستثمار في صناديق الأسهم الخاصة، وعادة ما يشار إلى التمويل الأولي للشركات الناشئة بـ”الاستثمار الملائكي” (Angel Investing).

تتميز هذه الإستراتيجية بأنها عالية العوائد ومرتفعة المخاطر، إذ إن عديدا من الشركات الناشئة غالبا ما تفشل في نهاية المطاف.

يختلف المستثمرون في طريقة تقييمهم لتلك الفرص، فيركز بعضهم بشكل أكبر على الجانب القانوني، في حين يهتم آخرون بالفريق الإداري أو حجم السوق والوضع التنافسي.

أحد أشهر هذه الأمثلة حالة منصة “إنستغرام” (Instagram)، حين تمكن المستثمرون المبكرون في الشركة من مضاعفة استثمارهم الأولي 312 مرة في أقل من 18 شهرا من طرح الشركة للاكتتاب العام.

2- العقارات:

العقارات هي النوع الأكثر شيوعا في الاستثمارات البديلة، وهي فئة مثيرة للاهتمام لأنها تتمتع بخصائص مشابهة للسندات، لأن مالكي العقارات يتلقون التدفق النقدي الحالي من المستأجرين الذين يدفعون الإيجار، وتشبه حقوق الملكية، لأن الهدف هو زيادة القيمة طويلة الأجل للأصل، وهو ما يسمى “تقدير رأس المال”.

3- المقتنيات

تشمل المقتنيات مجموعة واسعة من العناصر، بداية من السيارات القديمة إلى بطاقات البريد القديمة والساعات الثمينة.

ويعني الاستثمار في المقتنيات شراء العناصر المادية والحفاظ عليها، على أمل زيادة قيمة الأصول بمرور الوقت.

وعلى الرغم مما ينطوي عليه الاستثمار في المقتنيات من إثارة ومتعة، فإنه قد يكون محفوفا بالمخاطر، بسبب ارتفاع تكاليف الاستحواذ ونقص أرباح الأسهم أو أي دخل آخر حتى يتم بيعها، واحتمال تضرر الأصول إذا لم يتم تخزينها أو الاعتناء بها بشكل صحيح.

من جانب آخر، نصح الكاتب أمير بلوش، مؤسس شركة “بلوش كابيتال للاستثمارات البديلة” (Baluch Capital) -في مقال له بموقع “فوربس” (Forbes) الاقتصادي- ببعض المجالات الأخرى للاستثمارات البديلة من أهمها ما يلي:

4. الذكاء الاصطناعي

قال الكاتب إن استثمارات الذكاء الاصطناعي لا تزال في بدايتها، مبينا أنه يمكن الاستثمار في الصناديق التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وتحلل السوق وتستثمر من أجلك، حيث تساعد تلك الاستثمارات في التخلص من الصداع والاستثمار بشكل أكثر دقة بناء على دقة البيانات، وهي أدق أكثر مما يمكن لأي فريق بشري تقييمه. وحذر من أنه إذا كان المستثمر لا يفهم هذه التقنيات، فقد يكون من الصعب عليه الحكم بنجاح أي منها.

5. الاستثمارات في الرعاية الصحية

أشار الكاتب إلى أن الاستثمارات في مجال الرعاية الصحية تشهد تزايدا مهولا خاصة في أعقاب جائحة “كوفيد-19″، إذ إن هناك مجموعة متنوعة من الطرق للانخراط في فئة الأصول هذه من خلال صناديق ما قبل الاكتتاب العام أو رأس المال الاستثماري وشركات الأسهم الخاصة.

وحذّر الكاتب من أن الاستثمار في التكنولوجيا الطبية الجديدة يأخذ وقتا طويلا حتى تثبت نجاحها، ناصحا المستثمرين بتعويض ذلك عن طريق محفظة متنوعة من هذه الشركات، وخاصة تلك التي لديها إمكانات نمو أكبر ومخاطر أقل.

واختتم الكاتب بالقول إن الاستثمارات البديلة مستمرة في اكتساب الزخم، مشيرا إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في البدائل، فمن المهم للغاية اختيار تلك التي لا ترتبط بالأسهم (الأسهم المتداولة علنًا) والحفاظ على التوازن في محفظتك للنمو والدخل وحماية الأصول.

شاركها.
Exit mobile version