أقر الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ الأميركية، ديف كالهون، بارتكاب الشركة خطأ فيما يتعلق بحادث انفجار بطائرة تابعة لشركة ألاسكا إيرلاينز في أثناء تحليقها، وأخبر الموظفين بأن الشركة ستعمل مع الجهات التنظيمية لضمان “عدم حدوث ذلك مرة أخرى”.

وتعد تصريحات كالهون أول اعتراف علني من بوينغ بالخطأ منذ الحادث الذي وقع يوم الجمعة الماضي وتسبب في ثقب كبير بطائرة (737 ماكس 9).

وواصل سهم الشركة تراجعاته، خلال تداولات أمس الثلاثاء، مسجلا انخفاضا بنسبة 1.41% إلى 225.76 دولارا.

وبذلك انخفضت القيمة السوقية للشركة منذ الحادث 14.11 مليار دولار، وفق حسابات الجزيرة، إذ تراجع السهم منذ ذلك الحين من مستوى 249 دولارا عند إغلاق الجمعة وقت وقوع الحادث.

وعثرت شركتا ألاسكا إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز، وهما الشركتان الأميركيتان اللتان تستخدمان ذلك الطراز الذي أوقف مؤقتا عن التحليق، على أجزاء مفككة في طائرات مماثلة، وهو ما يثير مخاوف من احتمال تكرار مثل هذا الحادث.

ونقلت رويترز عن مصادر مطلعة قولهم إن بوينغ أبلغت الموظفين في اجتماع منفصل بأن العثور على عدد من البراغي المفكوكة في طائرات يتم التعامل معه على أنه “مسألة تتعلق بمراقبة الجودة” وأن الفحص جار في بوينغ وشركة “سبريت إيروسيستمز” الموردة.

وأضافت أن بوينغ أمرت مصانعها ومصانع مورديها بالتأكد من معالجة مثل هذه المشكلات وإجراء فحص أوسع للأنظمة والعمليات.

وقال كالهون للموظفين، وفقا لمقتطف نشرته شركة بوينغ: “سنتعامل مع هذا الأمر، أولا، بالاعتراف بخطئنا. وسنتعامل معه بكل جوانبه وبشفافية كاملة في كل خطوة على الطريق”.

إثيوبيا توقف عمل إسطول طائرات بوينغ 737

إلغاء رحلات

وألغت شركة يونايتد إيرلاينز 225 رحلة يومية، أو 8% من مجمل رحلاتها، بينما ألغت ألاسكا 109 رحلات، أو 18%، ومن المتوقع حدوث إلغاءات مماثلة اليوم، جراء الحادث.

كما أخبر كالهون موظفي بوينغ بأن الشركة “ستتأكد من أن كل طائرة تحلق بعد ذلك آمنة في حقيقة الأمر”.

وأشاد بطاقم ألاسكا إيرلاينز الذي تحرك سريعا للهبوط بالطائرة (737 ماكس 9) من دون إصابات خطيرة بين الركاب البالغ عددهم 171 وأفراد الطاقم الستة.

وأوقفت إدارة الطيران الاتحادي الأميركي 171 طائرة بعد الحادث الأخير، وهو ما أدى إلى إلغاء العديد من الرحلات الجوية.

وتحل اللوحة التي انفجرت في رحلة ألاسكا إيرلاينز رقم 1282 محل باب الخروج الاختياري في طائرات (737 ماكس 9) التي تستخدمها شركات الطيران التي لديها مقاعد أكثر عددا.

يشار إلى أن الشركة الأميركية سلّمت 528 طائرة، في حين أفادت مصادر بأن منافستها إيرباص ستعلن عن تسليم 735 طائرة لعام 2023 هذا الأسبوع.

أبرز حوادث بوينغ “ماكس”

دخلت طائرات ماكس الخدمة رسميا في عام 2017، ورصدت وكالة الأناضول أبرز سقطاتها وحوادثها كالتالي:

2024

في الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري، أوقفت خطوط ألاسكا الجوية جميع طائراتها من طراز “بوينغ 737 ماكس 9” بعد ساعات من انفجار جزء خلفي من الطائرة، وانفصال قابس باب الطوارئ لإحدى الطائرات وإجبارها على الهبوط الاضطراري.

وعادت الرحلة التي كانت تقل 171 راكبا و6 من أفراد الطاقم، بسلام إلى بورتلاند بولاية أوريغون الأميركية، من دون وقوع إصابات.

2023
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أصدرت “بوينغ” تعليماتها لجميع زبائنها بفحص طائراتها من طراز 737 ماكس للبحث عن مسمار مفكوك محتمل فيها.

وبدأت القصة بعد صيانة دورية أجرتها إحدى شركات الطيران العالمية، فاكتشفت صامولة مفقودة في المسمار الذي يربط نظام التحكم بالدفة أثناء الطيران.

2019

في مارس/آذار 2019، أعلنت سلطات الطيران وشركات القطاع في معظم أنحاء العالم، إلزام طائرات “بوينغ 737 ماكس” بالبقاء على الأرض بعد حادثي تحطم لذلك النوع، واستمر الحظر حتى نهاية 2021.

وفي العاشر من مارس/آذار 2019، تحطمت طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية “737 ماكس” بعد دقائق من الإقلاع من أديس أبابا إلى العاصمة الكينية نيروبي، وعلى متنها 149 راكبا قضوا جميعا.

2018

في أكتوبر/تشرين الأول 2018، تحطمت في البحر قرب إندونيسيا طائرة تابعة لشركة ليون إير من الطراز نفسه، وعلى متنها قرابة 190 شخصا لم ينج أي منهم بحسب السلطات المحلية.

وقال المحققون حينها إن طياري “ليون إير” بدا كأنهما يصارعان نظاما آليا مصمما لمنع الطائرة من التوقف، وهي ميزة جديدة لطراز “بوينغ 737 ماكس”.

وأشارت نتائج التحقيق إلى أن نظام مكافحة التوقف أدى إلى إنزال مقدمة الطائرة، رغم جهود الطيارين لتصحيح ذلك.

شاركها.
Exit mobile version