قالت مجلة فوربس إن تراجعا كبيرا طرأ على التجارة البينية بين روسيا والولايات المتحدة، حيث وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأميركي، فقد انخفضت الصادرات الأميركية إلى روسيا بنسبة 91%، بينما انخفضت الواردات بنسبة 85% في الـ11 شهرا الأولى من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.

وانخفضت التجارة الإجمالية بنسبة 86%، ليصل إجماليها منذ بداية عام 2023 إلى 4.81 مليارات دولار اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني.

وسجل مكتب الإحصاء الأميركي في العام 1993، أول بند متعلق بتجارة روسيا بشكل مستقل عن الاتحاد السوفياتي السابق، مع رقم تجاري إجمالي أقل قليلا عند 4.71 مليارات دولار. وبحلول عام 1994، تجاوز إجمالي التجارة 5.82 مليارات دولار. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أنه عندما يتم إصدار البيانات السنوية لعام 2023 في أوائل فبراير/شباط المقبل، فإن التجارة الروسية لن تتجاوز إجمالي عام 1994.

وتشير فوربس إلى أن السبب الرئيسي لهذا الانخفاض الجذري في التجارة بين الولايات المتحدة وروسيا يعزى إلى الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وتحالف الدول الأوروبية لعرقلة روسيا في حربها على أوكرانيا. وبدأت هذه القيود التجارية في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، لكنها تكثفت في عهد الرئيس الحالي جو بايدن.

تعرف على العقوبات الغربية على روسيا خلال حربها على أوكرانيا

وتاريخيا، كان الاتحاد السوفياتي يضم دولا مختلفة ضمن نطاقه، وقد تغير المشهد الجيوسياسي، حيث أصبحت بعض دوله جزءًا من حلف شمال الأطلسي، وهي منظمة تم تشكيلها لمواجهة النفوذ السوفياتي. وفي الوقت الحاضر، تشارك روسيا في تجارة أقل مع الولايات المتحدة مقارنة بدول مثل بولندا والمجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا ورومانيا.

ويتجلى الانخفاض الحاد في التجارة في مختلف القطاعات، حيث انخفضت 10من أكبر 50 بندا تصديريا إلى روسيا و15 من أكبر 50 بند واردات من روسيا إلى الصفر حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2023. ويشمل ذلك عناصر مثل الجرارات ومحركات الديزل والإطارات والأقمار الصناعية والمركبات التجارية والمنتجات البترولية المكررة والحديد الخام والروبيان، والرصاص وأجزاء الطائرات غير المحركة وشرائح السمك وسبائك الفولاذ والفحم في شكل قوالب.

علاوة على ذلك، فإن تأثير انخفاض التجارة يبدو للعيان في المطارات والموانئ الأميركية، حيث انخفضت التجارة بشكل ملحوظ في 24 من أهم 25 مطارا وميناء بحريا أميركيا تمارس أعمالًا تجارية مع روسيا منذ عام 2021. والجدير بالذكر أن ميناء ويلمنغتون بولاية نورث كارولينا يمثل الاستثناء الوحيد، حيث شهد زيادة بنسبة 18.22% في التجارة مع روسيا.

وشهدت أكبر 5 موانئ أميركية للتجارة مع روسيا في عام 2021، بما في ذلك ميناء نيو أورليانز، ومطار جون كينيدي الدولي، وميناء هيوستن، وميناء نيويورك، وفيلابورت، انخفاضات تجارية تجاوزت مليار دولار وفقا لتقصي فوربس.

ويسلط هذا الانخفاض الضوء على العواقب الاقتصادية العميقة الناجمة عن التوترات الجيوسياسية والقيود التجارية بين الولايات المتحدة وروسيا.

شاركها.
Exit mobile version