واصل اليمين المتطرف في فرنسا تقدمه في استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات التشريعية التي ستنطلق الأحد المقبل، وسط توقعات بمشاركة مرتفعة وحتى الأعلى منذ 25 عاما.

ومع انتهاء الحملة الانتخابية عند منتصف ليل الجمعة (22:00 بتوقيت غرينتش) كشفت جميع استطلاعات الرأي عن تقدم مريح لحزب التجمع الوطني الذي حصل على 36% إلى 37% من نوايا التصويت، والفارق بينه وبين اليسار كبير حتى الآن (28% إلى 29%)، في حين احتلت الأغلبية المنتهية ولايتها المركز الثالث (20% إلى 21%).

ويتعين على زعيم حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 عاما جذب مزيد من الناخبين إذا كان يريد الحصول على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية في نهاية الدورة الثانية في 7 يوليو/تموز المقبل، وهو الشرط الذي طرحه بنفسه لتولي منصب رئيس الوزراء.

ويرتقب أن تكون نسبة المشاركة مرتفعة في الانتخابات التشريعية يوم الأحد المقبل وحتى الأعلى منذ 25 عاما، إذ يعتزم ناخبان من كل 3 الإدلاء بأصواتهم مقارنة بأقل من واحد من كل اثنين في الانتخابات التشريعية لعام 2022.

ماكرون يعد ويندد

من جهته، وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس على هامش قمة أوروبية في بروكسل بإعطاء تعليمات واضحة للتصويت في حال حدوث منازلة في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية بين اليسار وحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الأوفر حظا للفوز.

كما ندد ماكرون في تصريحاته بما وصفها بـ”غطرسة” حزب التجمع الوطني الذي “بدأ بتوزيع” جميع المناصب الحكومية.

وبينما وضعت السلطة التنفيذية في الأسابيع الأخيرة حزب التجمع الوطني وحزب فرنسا الأبية (يسار متطرف) على قدم المساواة “وأولئك الذين يدعمونهما” -في إشارة إلى تكتل الجبهة الشعبية الجديدة، وهو ائتلاف يساري يضم الاشتراكيين والخضر والحزب الشيوعي- بدا أن ماكرون ميز في هذا الموقف في بروكسل.

وقال ماكرون “أتيحت لي الفرصة لأقول إنه في اليسار المتطرف أدلى أشخاص بتعليقات بشأن معاداة السامية أو العنف وحول معاداة البرلمانية التي أرفضها، لكنني لا أخلط بشكل عام كافة الأحزاب السياسية الأخرى”.

ماكرون انتقد خلال مؤتمر صحفي في بروكسل “غطرسة” حزب التجمع الوطني (الفرنسية)

تعايش صعب

ويأتي يوم الحملة الأخير هذا غداة جدل بشأن تصريحات لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان أوحت بتعايش سياسي صعب في حال فوز التجمع الوطني.

واعتبرت لوبان أن وظيفة “قائد القوات المسلحة” الممنوحة للرئيس هي مجرد “لقب فخري”، وهو ما عبر عنه زعيم حزب التجمع الوطني بارديلا ضمنا خلال المناظرة التلفزيونية التي أجريت مساء الخميس.

كما أشارت لوبان يوم الجمعة إلى أنه إذا أصبح بارديلا رئيسا للوزراء فإنه سيعارض إعادة تعيين تييري بروتون مفوضا أوروبيا، وهو ما أعلنه إيمانويل ماكرون لشركائه الخميس.

وفي معسكر اليسار أشار جون لوك ميلانشون الشخصية القيادية في حزب فرنسا الأبية -الخميس- إلى أنه لا يعتزم “الاستسلام” حتى أمام حلفائه الذين لا يريدون أن يصبح رئيسا للوزراء في حال فوزه.

وأكد رئيس الحزب الاشتراكي أوليفييه فور خلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة مساء الخميس أن هناك حاجة إلى “قوة هادئة” تقود الحكومة الفرنسية.

اهتمام أوكراني

وتلقى الانتخابات الفرنسية متابعة حثيثة، ولا سيما في كييف التي تخشى تراجع الدعم الفرنسي لها بمواجهة روسيا في حال وصل اليمين المتطرف إلى السلطة في هذا البلد لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، خاصة أن التجمع الوطني متهم بأنه قريب من نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رأى في تصريحات خطية لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الخميس “أن الفرنسيين سيستمرون في دعم أوكرانيا أيا كان الوضع السياسي”.

وفي هذا الصدد، أكد بارديلا أنه لن يدع “الإمبريالية الروسية تبتلع دولة حليفة مثل أوكرانيا”، لكنه ردد مرة جديدة أنه سيرفض في حال توليه رئاسة الحكومة إرسال جنود فرنسيين إلى أوكرانيا، وهو احتمال سبق أن طرحه ماكرون.

شاركها.
Exit mobile version