انتشر مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي يظهر جنودا إسرائيليين وهم يسخرون ويعبثون بملابس أطفال من غزة داخل منزل بمخيم جباليا. ففي الفيديو، يظهر جندي إسرائيلي وهو يحمل فستانا ورديا صغيرا يعود لفتاة ويحاول ارتداءه، بينما يشاهده زملاؤه المستلقون في المنزل الذي تركه سكانه بسبب القصف.
منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، بدا أن الأطفال يشكلون هدفا رئيسيا للاحتلال، وفقا للإحصاءات التي تظهر ارتفاع أعداد الشهداء من الأطفال. ففي صباح اليوم الثلاثاء، نشر المصور الفلسطيني محمد الشريف مقطع فيديو للطفل عبد الرحمن قاسم، الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي على مخيم جباليا، بينما كان يلعب بحذاء التزلج.
وتعيد صورة الطفل عبد الرحمن، وهو يرتدي حذاء التزلج، إلى الأذهان مشهد الطفلة تالا أبو عجوة التي قُتلت على يد جيش الاحتلال في سبتمبر/أيلول 2024، وهي ترتدي حذاء التزلج في شوارع غزة. وقد نشر الصحفي أنس الشريف حينها فيديو يوثق لحظات الطفلة تالا.
تضامنا مع أطفال غزة
كانت مدينة روتردام الهولندية قد شهدت في سبتمبر/أيلول الماضي فعالية للفت الأنظار إلى مأساة أطفال غزة في ظل الهجمات الإسرائيلية، عبر عرض 16 ألف زوج من الأحذية الصغيرة في ساحة شويبورغ.
وأشرفت مؤسسة “ازرع شجرة زيتون” الهولندية على تنظيم الفعالية وسط ساحة “شويبورغ” في روتردام لتأبين الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل.
وفي إشارة إلى عدد الأطفال الشهداء، وضعت المؤسسة أكثر من 16 ألف زوج من الأحذية الصغيرة في الساحة. كما تمت قراءة أسماء وأعمار آلاف الأطفال ممن قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
جباليا تحت القصف
وفي اليوم الـ375 من العدوان على غزة واصلت إسرائيل شن غاراتها على القطاع المحاصر، وعمليات الهدم والقصف المكثف لمنطقة جباليا لليوم الـ11 على التوالي ويشن جيش الاحتلال هجوما بريا على شمال قطاع غزة منذ أيام، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان.
وفي المقابل أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الثلاثاء تمكن مقاتليها من تفجير عبوة في قوة للاحتلال شرقي مدينة رفح، في حين قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها استهدفت دبابة، وقصفت جنود وآليات الاحتلال في جباليا.
وقالت كتائب القسام إنها فجّرت “عبوة برميلية في قوة صهيونية خاصة وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح” قرب منطقة الريان شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وكشف عدد من الأطباء الأجانب المتطوعين في قطاع غزة منذ العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت بشكل خاص ومنذ بدء الحرب، الأطفال ويعزى ذلك لأعداد الشهداء والمصابين التي كانت تصلهم للمستشفيات، حيث كان العدد الكبير من الشهداء من الأطفال في قطاع غزة.
يواصل جيش الاحتلال حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مخلّفا عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.