ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التطورات في سوريا مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور المنطقة، وسط تشديد دولي وعربي على وحدة الأراضي السورية.

فقد ذكرت الرئاسة التركية في بيان أن أردوغان أكد لبلينكن -الذي كان قادما من الأردن- أن تركيا منذ بداية الأزمة كانت تؤيد الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها الجغرافية.

ودعا أردوغان المجتمع الدولي إلى العمل بشكل مشترك من أجل إحياء وإعادة بناء المؤسسات في سوريا.

وأضاف الرئيس التركي أن بلاده ستواصل اتخاذ تدابير وقائية من أجل أمنها القومي ضد جميع ما وصفها بالمنظمات الإرهابية التي تعمل في سوريا وتشكل تهديدا لتركيا.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن وأردوغان ناقشا أحدث التطورات في سوريا، كما أشار بلينكن إلى المصلحة المشتركة للولايات المتحدة وتركيا في دعم عملية انتقال سياسي بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة تشمل الجميع.

رئيس الوزراء البريطاني ستارمر (يسار) خلال زيارته للسعودية (الفرنسية)

مواقف دولية

بدورها، أكدت نجاة رشدي نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا أن المبعوث الأممي غير بيدرسون سيزور سوريا قريبا.

وأعربت نائبة المبعوث الأممي في مقابلة مع الجزيرة عن أملها أن تشهد سوريا عدالة انتقالية لا انتقامية، وقالت إن أي مسار سياسي يجب أن يكون بين السوريين في الأساس.

وقال قادة مجموعة الدول السبع الكبرى إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق به وشامل وغير طائفي في سوريا.

ودعا القادة في بيان كل الأطراف الفاعلة في المشهد السوري إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها، مؤكدين على ضرورة محاسبة نظام بشار الأسد على أفعاله.

من جهتها، شددت ممثلة السياسات الخارجية الأوروبية كايا كالاس على أهمية التعاون الدولي لضمان الاستقرار في سوريا.

وقالت كالاس إن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم السوريين من أجل ضمان تحقيق الوحدة الحقيقية بين جميع أطياف الشعب.

أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك فقالت إن هناك العديد من الفاعلين المتنافسين على السلطة في سوريا، وإن بلادها تدعم التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية لإنهاء الصراع المستمر هناك منذ أكثر من 13 عاما.

مباحثات الأردن

وفي السياق، بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس الخميس مع عدد من نظرائه العرب التطورات في سوريا وجهود دعم عملية انتقالية سياسية جامعة فيها عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية مع نظرائه الإماراتي عبد الله بن زايد والمغربي ناصر بوريطة والعماني بدر البوسعيدي والبحريني عبد اللطيف الزياني والجزائري أحمد عطاف، وفق بيانات لوزارة الخارجية الأردنية.

وتناولت الاتصالات سبل تعزيز جهود المجتمع الدولي للحفاظ على وحدة وسيادة سوريا، وضرورة إنجاز عملية سياسية شاملة يقودها السوريون لإعادة بناء مؤسسات الدولة.

يشار إلى أن الأردن أعلن أمس الخميس استضافته السبت اجتماعات وزارية دولية -بينها اجتماعات لجنة الاتصال العربية الوزارية- لبحث التطورات بسوريا، ومن بين الحضور وزراء خارجية الإمارات والبحرين وقطر.

وأشارت وزارة الخارجية الأردنية إلى أن وزراء الخارجية العرب الحاضرين سيعقدون اجتماعات مع وزراء خارجية تركيا والولايات المتحدة والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المبعوث الأممي بشأن سوريا.

بيان سعودي بريطاني

ودعت السعودية وبريطانيا أمس الخميس إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ودعم الشعب.

وقال بيان مشترك في ختام زيارة للمملكة أجراها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الجانبين رحبا باتخاذ أي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها.

ودعا الجانبان المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب الشعب السوري والتعاون معه وتقديم الدعم في هذه المرحلة المحورية لمساعدته في تجاوز المعاناة.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

شاركها.
Exit mobile version