توالت الدعوات الدولية المطالبة “بضبط النفس” وتجنب التصعيد بعد تبادل إيران وباكستان القصف واستهداف مواقع يقول كل طرف إنها مقرات لجماعات مسلحة تستهدف أراضيه، وسط بوادر للتهدئة من الجانبين.

وأعلنت باكستان -أمس الخميس- تنفيذ ضربات عسكرية “دقيقة” ضد “مخابئ إرهابيين” في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، وذلك بعد يوم من هجوم نفذته طهران بصواريخ ومسيرات واستهدف موقعين في باكستان تتهم إيران “جماعة إرهابية” بالنشاط فيهما.

ودعت الأمم المتحدة كلا من إيران وباكستان إلى ضبط النفس، وأكدت ضرورة حل جميع المشاكل بين البلدين بالوسائل السلمية. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن التوتر المتزايد في المنطقة بشكل عام مثير للقلق، وإن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش مستعد لتقديم الدعم إذا طلب منه ذلك.

وأضاف دوجاريك في مؤتمر صحفي “ندعو إلى أقصى درجات ضبط النفس، ويتعين على إيران وباكستان حل جميع مشاكلهما بالوسائل السلمية والحوار والتعاون”، وشدد على ضرورة أن يكون الحل في إطار مبادئ السيادة وحسن الجوار.

آثار الضربات الباكستانية المدمرة بمناطق عدة في إيران

وفي واشنطن، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن الولايات المتحدة “لا تريد تصعيدا في جنوب آسيا وآسيا الوسطى”، وقال إن الإدارة الأميركية “تتابع من كثب” التوتر بين البلدين، وأضاف أمام صحفيين يرافقون الرئيس جو بايدن في الطائرة الرئاسية، “إنهما بلدان مدججان بالسلاح، ومجددا، لا نريد أن نشهد تصعيدا”.

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر “نحن قلقون لتصعيد التوترات في المنطقة ونواصل حض جميع الأطراف على ضبط النفس”، مضيفا “لا نريد تصعيدا ونعتقد أن أي تصعيد لا يمكن تبريره”.

عرض وساطة

وأعربت الصين عن استعدادها للتوسط بين باكستان وإيران، وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي دوري “يأمل الجانب الصيني بشكل صادق أن يكون بإمكان الطرفين التهدئة وممارسة ضبط النفس وتجنّب تصعيد التوتر”، وأضافت “نحن على استعداد للعب دور بنّاء في خفض التصعيد في حال رغب الطرفان بذلك”.

وأبدى الاتحاد الأوروبي قلقه العميق إزاء “دوامة العنف في الشرق الأوسط وخارجه”، وقال المتحدث بيتر ستانو إن “هذه الهجمات، بما فيها داخل باكستان والعراق وإيران، تشكل الآن مصدر قلق بالغ للاتحاد الأوروبي لأنها تنتهك سيادة الدول ووحدة أراضيها، ولها أيضا تأثير مزعزع للاستقرار في المنطقة”.

من جهتها، حضت روسيا إسلام آباد وطهران على خفض التصعيد، ودعت الخارجية الروسية في بيان الطرفين إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحل المسائل المستجدة بالسبل السياسية والدبلوماسية حصرا”.

وشهدت العلاقات بين باكستان وإيران توترا في الماضي لكن الضربات هي أكبر عملية توغل عبر الحدود في السنوات القليلة الماضية.

وتزيد الضربات العسكرية المتبادلة بين البلدين المخاوف بشأن عدم الاستقرار في المنطقة، لكن أشار الجانبان إلى رغبة في احتواء الموقف، فقد أكدت وزارة الخارجية الإيرانية التزامها بعلاقات حسن الجوار مع باكستان لكنها دعتها إلى منع إقامة “قواعد إرهابية” على أراضيها.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان مشابه إن الهدف من تحركها العسكري “كان السعي لتحقيق أمن باكستان ومصالحها الوطنية، وهو أمر بالغ الأهمية ولا يمكن المساس به”.

وفي سياق التهدئة، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بعد التحدث مع نظيريه من البلدين إن الطرفين لا يريدان تصعيد التوتر.

وحسب مراقبين، تنشط الجماعتان المسلحتان -المستهدفتان بالقصف- في منطقة تشمل إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان وإقليم سستان وبلوشستان جنوب شرق إيران. وتشهد المنطقتان اضطرابات، وتعانيان من الفقر إلى حد كبير رغم أنهما تزخران بالمعادن.

شاركها.
Exit mobile version