أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفدا برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع سيغادر غدا الأربعاء إلى القاهرة، في حين يُنتظر أن يصل إليها اليوم الثلاثاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز، وذلك للمشاركة في المفاوضات الجارية بوساطة قطرية مصرية لعقد صفقة تبادل أسرى وإرساء هدنة في غزة.

من ناحيتها، اعتبرت الولايات المتحدة الاثنين أنه لا يزال ممكنا توصل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل لصفقة تبادل أسرى واتفاق هدنة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر “كان هناك عدد من البنود التي يتعذر الدفاع عنها في الاقتراح الذي جاء كرد من حماس، لكننا نعتقد أن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن وسنواصل مساعينا” لتحقيقه.

وأضاف ميلر أن أميركا ترى أن هناك فوائد كبيرة في التوصل لهدنة واتفاق بشأن الأسرى “ليس فقط بالنسبة إلى الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم، ولكن أيضا بالنسبة للجهود الإنسانية في غزة، وقدرتنا على البدء بالسعي إلى حل فعلي ودائم لهذا النزاع”.

وسترسل إسرائيل إلى القاهرة وفدا برئاسة رئيس الموساد برنيع ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رنين بار، واللواء في الجيش نيتسان ألون.

وكان مسؤولون إسرائيليون ذكروا السبت الماضي أن نجاح المحادثات في القاهرة يعتمد على قدرة مصر وقطر بإقناع حماس “بالتراجع عن المطالب الكبيرة التي قدمتها”، و”الموافقة على المفاوضات على أساس مخطط باريس”، الذي تم التوصل إليه قبل أسبوعين.

والاقتراح الذي طُرح لأول مرة خلال محادثات جرت في باريس، كانت جمعت بيرنز مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والقطريين والمصريين، يقضي بوقف القتال مؤقتا وتبادل أسرى بين الطرفين.

وردّت حماس بقبول المقترح من حيث المبدأ، وطالبت بتحرير أسرى فلسطينيين بارزين وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلية من مدن القطاع، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض رد حماس على الاقتراح وتعهد بتوجيه “ضربة قاتلة” للحركة.

وقالت مصادر مطلعة على التطورات إنه من المتوقع أن يصل بيرنز إلى القاهرة الثلاثاء، لعقد جولة جديدة من المحادثات حول اتفاق بوساطة قطرية.

وشنت إسرائيل الليلة الماضية غارات جوية مكثفة على رفح أدت لاستشهاد أزيد من 100 فلسطيني، وقالت إنها تمكنت من تحرير اثنين من أسراها المحتجزين في القطاع الذين يزيد عددهم على 130، وفق بيانات جيشها.

معاناة إضافية

وتصر إسرائيل على تنفيذ عملية برية في رفح بجنوب غزة، بينما تحذر الولايات ودول غربية من شن هجوم على أزيد من مليون فلسطيني يتكدسون في المدينة، بعد أن فروا من حرب مدمرة تشنها إسرائيل على شمال القطاع وأدت حتى الحين لاستشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني.

وقال ميلر “تقييمنا أن هذه الضربة الجوية ليست بداية هجوم واسع النطاق في رفح”. وأضاف أن واشنطن ستوضح خلال عطلة نهاية الأسبوع أنها لا تؤيد إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح “من دون خطة ذات مصداقية”.

وقال مسؤول أميركي إن الغارات الإسرائيلية على رفح جنوبي قطاع غزة يجب ألا تؤثر على مفاوضات التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة وإطلاق سراح المحتجزين.

وأضاف أن أي عمل عسكري في رفح ينبغي أن يترافق مع إستراتيجية موثوقة لحماية أكثر من مليون شخص، ومع ضمانات بتوفير المساعدات لهم.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها تواصل الحديث مع الإسرائيليين عن أهمية مراعاة المدنيين في إطار خططهم العسكرية، مشيرة إلى أنها لا تريد رؤية أي معاناة إنسانية إضافية بحق سكان غزة.

في سياق متصل، قالت النائبة الديمقراطية باميلا جايابال إنه قد حان الوقت لرفض الرئيس الأميركي جو بايدن والكونغرس علنا تقديم أي مساعدات عسكرية لإسرائيل.

بدوره، طالب السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن الرئيس بايدن بعدم تقديم أي أسلحة لإسرائيل ما لم تسمح بمزيد من المساعدات لغزة.

وقال إن الأطفال في غزة يموتون بسبب الحرمان المتعمد من الطعام وهذا يمثل جريمة حرب، داعيا بايدن لمطالبة نتنياهو بالسماح فورا بمزيد من الغذاء والإمدادات لغزة، معتبرا أن “نتنياهو دأب على شكرنا على المساعدات العسكرية ورفض طلباتنا لحماية المدنيين”.

شاركها.
Exit mobile version