أثار ناشط بريطاني يدعى دان جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بعد تمكنه من تسلق برج “بيغ بن” الشهير في لندن، حيث رفع العلم الفلسطيني أعلى البرج وظل متحصنا هناك 16 ساعة.

وأظهرت مشاهد متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي الناشط البريطاني حافي القدمين أثناء تسلقه برج بيغ بن، مرتديا الكوفية الفلسطينية وملوحا بالعلم الفلسطيني من أعلى البرج، بينما تجمع حشد من المواطنين حول المنطقة يهتفون باسمه.

وتسبب الحدث في إجراءات أمنية مشددة أدت إلى إلغاء الجولات السياحية في البرلمان البريطاني وإغلاق شارع بريدج ستريت شمالي جسر ويستمنستر، كما أغلق الجسر مؤقتا للسماح لقوات الطوارئ بالتعامل مع الموقف.

وما يثير الاستغراب أن برج بيغ بن يقع في قصر ويستمنستر الذي يعد تحفة معمارية لندنية تعود للقرن 18، ويعدّ من أكثر الأماكن شهرة في العالم، كما أنه يقع في منطقة أمنية مشددة تضم مجلسي العموم واللوردات البريطانيين.

وقد لاقت هذه الحادثة تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يرى في العمل شجاعة ومناصرة لقضية عادلة، ومعارض يعدّه خرقا للقانون واستهتارا بالأمن العام وتكليفا للخزينة العامة بنفقات طارئة.

بطل أم مجرم؟

رصد برنامج شبكات (2025/3/9) جانبا من هذه التفاعلات، ومنها ما كتبته ميليسا “هذا البطل لم يخاطر بحياته من دون سبب.. لديه قضية ومبدأ، ويريد أن يسمعه العالم.. لو استطعنا أن ننتفض مثله جميعا لكان العالم أفضل”.

وفي المقابل، أبدى بول استياءه قائلا “أود أن أفهم العبء المالي الذي تفرضه أفعال هذا المجرم على الخدمات العامة، بالإضافة إلى الاضطراب الذي سببه. يتحمل دافعو الضرائب في النهاية هذه التكاليف.. يجب سجنه”.

أما كريستي فغردت “تحية لهذا البطل، من يقول إنه لا فائدة من هذه الاحتجاجات فليعلم أن كل خطوة نقوم بها من أجل فلسطين هي خطوة مهمة مهما كانت.. يجب أن نسمعهم صوتنا دائما”.

وتساءلت مارثا عن الإجراءات الأمنية في المنطقة قائلة “حين أزور قصر ويستمنستر وألتقط صورة أجد 20 شرطيا يمنعني، يخرجون من كل مكان، أما هذا المخرب فلا أحد منعه؟ غريب”.

16 ساعة

استمرت عملية التفاوض مع المتسلق ساعات طويلة، إذ وصلت عناصر الشرطة وطاقم إسعاف وأعضاء من فريق الاستجابة إلى مكان الحادث، وبعد 16 ساعة استطاعت الشرطة إقناع المتسلق بالنزول من على البرج، ثم اعتقلته لاحقا.

وأعلن المتحدث باسم البرلمان البريطاني أنه سيتم اتخاذ إجراءات لتعزيز الأمن في المنطقة بعد هذه الحادثة التي كشفت عن ثغرات أمنية في واحد من أكثر المباني أهمية في بريطانيا والذي يخضع لحراسة مشددة.

وأوضح الناشط البريطاني أن فعله جاء احتجاجا على قمع الشرطة للمظاهرات المؤيدة لفلسطين، وعلى ما وصفه بفاشية الحكومة البريطانية التي تزود إسرائيل بالسلاح الذي يستخدم ضد المدنيين الفلسطينيين.

وتأتي هذه الحادثة في سياق تزايد الاحتجاجات المؤيدة للقضية الفلسطينية في العديد من المدن الأوروبية، حيث يعبر المتظاهرون عن رفضهم لدعم حكوماتهم للعمليات العسكرية الإسرائيلية وسياسة الصمت تجاه المأساة الإنسانية في فلسطين.

شاركها.
Exit mobile version