جاء في مقال بصحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإصداره أمرا تنفيذيا يحظر مشاركة المتحولين جنسيا في المسابقات الرياضية النسائية، يكون بذلك قد انخرط في “حرب عالمية” على أيديولوجية الجندر أو النوع الاجتماعي.

والجندرية -كما هو معلوم- أيديولوجيا تلغي أية فوارق وتمايزات بين الذكور والإناث في المجتمعات البشرية.

وكان الرئيس الأميركي قد أصدر -الأربعاء الماضي- أمرا تنفيذيا يحظر بموجبه مشاركة المتحولين جنسيا في المسابقات الرياضية النسائية، في أحدث قراراته منذ عودته إلى السلطة، معتبرا المتحولين جنسيا غير مؤهلين للانخراط في الخدمة العسكرية.

وتشير الكاتبة إليزابيث زيروفسكي، في مقالها بالصحيفة، إلى أن السجالات والمهاترات سواء بين الأفراد أو المؤسسات حول “أيديولوجيا الجندر” أضحت ظاهرة دولية، وسمة من سمات الأنظمة الحالية والسابقة المناهضة لليبرالية في جميع أنحاء العالم من موسكو إلى بودابست ومن وارسو إلى روما، والآن في العاصمة الأميركية واشنطن.

علم قوس قزح رمز مجتمع الشواذ والمتحولين جنسيا يرفرف فوق مبنى مكتب مجلس الوزراء البريطاني وسط لندن (الأوروبية)

ووفق المقال، فإن تيار اليمين يستخدم هذا المصطلح وسيلة للتأكيد على وجود “فجوة” بين ما هي عليه الأمور في الواقع وتعريف الليبراليين و”المؤسسات التي استولوا عليها” للجنس والنوع الاجتماعي.

وتعتقد زيروفسكي أن حملة ترامب الانتخابية استغلت الشعور السائد بين بعض الأميركيين الذين يرون أن المجتمع قد تغيّر كثيرا وبوتيرة سريعة جدا.

وفي كل أنحاء العالم، ينظر العديد من المحافظين إلى ما تسميه الكاتبة “الزحف الليبرالي” -المتمثل في الحركات النسوية والشواذ جنسيا الذين يطالبون بمنحهم حقوقا- على أنه تهديد حضاري.

وطبقا للكاتبة فلربما يعد ترامب “الشخصية الرائدة” من بين القادة والأحزاب غير الليبرالية التي تزدهر في الديمقراطيات حول العالم، في بولندا وهولندا والهند وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والبرازيل والمجر وغيرها، وروسيا التي تصف رئيسها فلاديمير بوتين بأنه أكثرهم تطرفا.

إدارة ترامب الجديدة تضم اثنين من أرفع المسؤولين المجاهرين بشذوذهما الجنسي في تاريخ الولايات المتحدة، وهما وزير الخزانة سكوت بيسنت والمبعوث الرئاسي للمهام الخاصة ريتشارد غرينيل. ورغم ذلك، لم يسبب تعيينهما أية ضجة في عالم ترامب

وأشارت إلى أن إدارة ترامب الجديدة تضم اثنين من أرفع المسؤولين المجاهرين بشذوذهما الجنسي في تاريخ الولايات المتحدة؛ وهما وزير الخزانة سكوت بيسنت، والمبعوث الرئاسي للمهام الخاصة ريتشارد غرينيل. ورغم ذلك، لم يسبب تعيينهما أية ضجة في عالم ترامب.

وزعمت أن ترامب نفسه بالكاد يعد مثالا للقيم العائلية التقليدية، مشيرة إلى أن المسيحية -في هذا الإطار- هي مسألة هوية أكثر من كونها مسألة دين.

والشخصية الأخرى التي تصنفها زيروفسكي ضمن هذا الإطار هو بيت هيغسيث، الذي تم تأكيد تعيينه مؤخرا وزيرا للدفاع، وكادت مزاعم ارتكابه اعتداء جنسيا أن تعيق ترشيحه للمنصب.

وتقول الكاتبة إن تصريحات هيغسيث تجعله متوافقا مع أطروحة “الذكورية الجديدة”، والتي هي جزء من روح الإدارة الجديدة.

هيغسيث وغيره من المحافظين الموالين لترامب يرون أن الجيش الأميركي تم تأنيثه وإضعافه شأنه شأن كل المؤسسات الأميركية الأخرى

وتُعرَّف الذكورية الجديدة بأنها مبدأ يشير، في الدول الغربية، إلى الدفاع عن حقوق أو احتياجات الرجال والصبيان، والتقيد بالسمات النمطية التي تميزهم عن الإناث.

وعلى هذا الأساس، فإن المشكلة -في نظر هيغسيث- أن الرجال لم يُسمح لهم بأن يكونوا رجالا، ولم يتسن للجنود أن يكونوا جنودا، فالجيش، قبل كل شيء، من المفترض أنه المؤسسة الأميركية الوحيدة التي يكون فيها الرجل الشديد البأس هو القاعدة.

غير أن هيغسيث وغيره من المحافظين الموالين لترامب يرون أن الجيش الأميركي تم تأنيثه وإضعافه شأنه شأن كل المؤسسات الأميركية الأخرى.

ومن الواضح، كما يقول هيغسيث إن اضطلاع النساء بأدوار قتالية “يُضعف قواتنا المقاتلة، ولكن كبار الضباط يتغاضون عن ذلك، ويعتبرونه سياسة خاطئة”.

شاركها.
Exit mobile version