اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيل قائمة بالدول الشريكة لمجموعة بريكس وتثبيت ذلك في الإعلان الختامي لقمة قازان الجارية للتكتل، وذلك بعد أن زاد عدد دوله إلى 10 خلال السنة الحالية بانضمام السعودية ومصر والإمارات وإيران وإثيوبيا.

ورأى بوتين -خلال اجتماع مع قادة بريكس اليوم الأربعاء- أنه سيكون من الخطأ تجاهل الاهتمام غير المسبوق لدول الجنوب العالمي والشرق، مضيفا أن أعضاء التكتل يتمتعون بإمكانات اقتصادية وعلمية وديموغرافية وسياسية هائلة، وفق ما نقلت عنه وكالة سبوتنيك الروسية.

وقد بدأت فعاليات اليوم الثاني لقمة بريكس 2024 في قازان الروسية، ووصل عدد من الزعماء والقادة والضيوف المشاركين بالقمة التي تعقد اليوم بشكل موسع.

من جانبه، أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أن 13 دولة تقدمت بطلب الحصول على وضع “دولة شريكة” لمجموعة بريكس.

وقال مساعد بوتين “هذا موضوع مشاورات بين وفود بلداننا، وبعد ذلك سيتم دراسة كل هذا من قبل القادة. الآن، لنكن صادقين، هناك 13 دولة تطالب بوضع الدول الشريكة في بريكس”.

تركيز القمة

وتركز القمة التي تحمل عنوانا رئيسيا “بريكس والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل بشكل مشترك” على قضايا الأمن الغذائي والطاقة، مع إيلاء اهتمام خاص للشرق الأوسط.

ويشارك فيها 36 دولة، بينها 22 على أعلى مستوى وقيادات 6 منظمات دولية، يناقشون قضايا التفاعل بين دول الأغلبية العالمية، في حل الأزمات الملحة، بما في ذلك تحسين بنية العلاقات الدولية، وضمان التنمية المستدامة للأمن الغذائي والطاقة، بالإضافة للوضع المتفاقم بالشرق الأوسط.

وتتصدر الفعاليات -المقرر أن تنتهي غدا- فكرة التخلص من الدولار بالمعاملات البينية بين دول التكتل لا سيما مع تزايد العقوبات الأميركية على روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا والتي كان أحد أعمدتها سيطرة الولايات المتحدة على أنظمة الدفع وتحويل الأموال عالميا.

يشار إلى أنه رغم أن البنوك المركزية عملت على تنويع حيازاتها بما في ذلك الذهب، فإن نحو 58% من احتياطات النقد الأجنبي موجودة بالدولار، كما أن تأثيرات شبكة الدولار تضع البنوك الأميركية في مركز أنظمة المدفوعات العالمية.

وتتعامل جميع البنوك بالدولار من خلال بنك مراسلة بأميركا، مما يمكن الدولة المصدرة للعملة “الخضراء” من مراقبة التدفقات بحثًا عن علامات تمويل ما يسمونه “الإرهاب” والتهرب من العقوبات.

40 دولة تسعى للانضمام لها.. مجموعة بريكس ماذا تعرف عنها؟ وما أهدافها؟

إجراء تدريجي

ونقل عن خبير الاقتصاد الدولي الدكتور كريم العمدة قوله إن التحول إلى آلية جديدة للدفع بين الدول ليس إجراءً سهلا، لكنه سيكون تدريجيا وسيتطلب وقتًا، مع سير الدول بهذا الاتجاه.

وقال العمدة إنّ “الصين وروسيا بدأتا بالفعل عملية التخفيف من الاعتماد على الدولار نظرًا لأهميته بالمعاملات الدولية، مما يمنح الولايات المتحدة قوة إضافية”.

ووصف الدولار بأنه ليس مجرد وسيلة للتبادل التجاري “بل هيمنة أميركية” قائلًا إن الاستثمارات المتبادلة بين دول بريكس ستعزز حضور المجموعة، ومنوهًا بتجربة مدفوعات بعيدة عن الدولار بين البرازيل والأرجنتين بالإضافة لتجربة التعامل بالعملات المحلية بين الإمارات والهند وروسيا والصين خاصة قطاع الطاقة.

وذكرت صحيفة إيكونوميست البريطانية أنه من المقرر أن يتم بناء نظام مدفوعات “جسر بريكس” وفق التسمية الروسية في غضون عام، مما سيسمح للدول بإجراء تسوية عبر الحدود باستخدام منصات رقمية تديرها بنوكها المركزية.

ووفق إيكونوميست، يبدو أن خطة بريكس الجديدة، التي تركز على العملات الرقمية التي تديرها البنوك المركزية، مستوحاة جزئيًا على الأقل من منصة مدفوعات تجريبية تسمى “إم بريدج” التي طوّرها بنك التسويات الدولية جنبًا إلى جنب مع البنوك المركزية في الصين وهونغ كونغ وتايلند والإمارات والسعودية، بالإضافة إلى 31 عضوًا مراقبا آخر.

وفي سياق اقتصادي آخر، وصف الرئيس الروسي -خلال لقائه ديلما روسيف رئيسة بنك التنمية الجديد التابع لبريكس بالمؤسسة المالية الواعدة، مشيرا إلى قيام البنك بتمويل مشاريع بقيمة 33 مليار دولار منذ عام 2018.

شاركها.
Exit mobile version