الدوحةـ “قمت بواجبي ودرست المنافسين وحافظت على تركيزي وكنت موفقا”، بهذه الكلمات كشف مشعل برشم حارس مرمى منتخب قطر، سر تصدياته لثلاث ركلات ترجيح أمام أوزبكستان في ربع نهائي بطولة كأس آسيا لكرة القدم، والتي منحت بلاده بطاقة العبور إلى المربع الذهبي.

تصديات برشم لركلات الترجيح في مباراة أوزبكستان لم تأت من فراغ، وإنما بعد جهد وعمل كبيرين سواء على نفسه بدنيا وذهنيا، أو على قراءة ودراسة المنافسين وتوقع اتجاهات تسديدهم.

وسطر برشم بتصدياته الثلاثة رقما قياسيا لم يتحقق من قبل في تاريخ كأس آسيا التي انطلقت عام 1956، إذ لم يسبق لحارس التصدي لثلاث ركلات ترجيح في مباراة واحدة، وعندما كان عدد الركلات المهدرة يزيد إلى 3 أو أكثر، لم تتخط تصديات الحراس حاجز الاثنين.

رقم قياسي

وكرر برشم بتصديه لـ3 ركلات جزاء في بطولة قارية كبرى، إنجاز الحارس البرتغالي ريكاردو، الذي قاد بلاده للانتصار على إنجلترا (3- 1) في ربع نهائي كأس العالم 2006 في ألمانيا، وكذلك إنجاز الحارس التشيلي كلاوديو برافو الذي قاد بلاده للفوز على البرتغال (3- صفر) والتأهل إلى نهائي كأس القارات في روسيا 2017.

وأوضح برشم أن ركلات الترجيح بها حظ وتوقع وقراءة، وأن الحظ حالفه، وجعله يكلل مجهود زملائه بتحقيق الفوز، خاصة أن الجميع بذلوا قصارى جهدهم ولم يقصروا، والبعض تحامل على نفسه، ولعب وهو مصاب.

وردا على سؤال للجزيرة نت خلال المؤتمر الصحفي لأفضل لاعب في المباراة، حول ملابسات تصديه للركلتين الأخيرتين، كشف برشم عن حدوث “مناوشة” مع زافارمرد عبد الرحماتوف لاعب أوزبكستان، صاحب ركلة الجزاء الرابعة، الذي حاول إخراجه عن التركيز قبل التسديد، وهو ما استفزه وجعله أكثر إصرارا وتركيزا، ونجح في التصدي للركلة وتوجيه العتاب له.

وتابع حارس فريق السد القطري أنه يركز قبل المباريات على دراسة عناصر هجوم الفريق المنافس، كما أنه يعرف جيدا جلال الدين ماشاريبوف مسدد ركلة الترجيح الخامسة، وسبق أن لعب أمامه في دوري أبطال آسيا عندما كان يلعب في النصر السعودي، ولذلك قام بدراسته جيدا، وتوقع أن يسدد في وسط المرمى، لذلك لم يتحرك وانتظر الكرة وتصدى لها.

وبرز برشم في ركلات الترجيح أمام أوزبكستان، وذهب باتجاه التسديدات الخمس، حيث نجح في التصدي لـ3 ركلات منهم معتمدا في ذلك على توقعه وقراءة المنافسين ورشاقته العالية وسرعة رد فعله.

فرحة لاعبي قطر بعد إنجاز التأهل لنصف نهائي كأس آسيا (الجزيرة)

قلب رجل واحد

ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينجح فيها برشم (25 عاما) في التصدي لركلات ترجيح، فسبق أن قاد قطر للفوز على مصر في بطولة العرب بركلات الترجيح (5- 4)، كما نجح في التصدي لركلة جزاء سددها أليكسيس سانشيز خلال مباراة ودية بين قطر وتشيلي.

واعتبر حارس منتخب قطر أن التأهل إلى الدور نصف النهائي ومواصلة حملة الدفاع عن اللقب القاري، هو نتاج الأجواء المميزة بين اللاعبين داخل صفوف المنتخب، فالكل يلعب بقلب رجل واحد، ويقدم أفضل ما عنده.

وشدد برشم على أن شعوره بالفوز لا يوصف، خاصة أن المنافس كان قويا، مشيرا إلى دور الجماهيرية القطرية التي احتشدت في الملعب، والتي تعد العنصر الأساسي في كل انتصار يحققه المنتخب.

ورأى أن مواجهة منتخب إيران في الدور نصف النهائي لن تكون سهلة على الإطلاق، لكن يجب الاستعداد جيدا لها بدنيا وذهنيا، ومواصلة القتال في الملعب من أجل تكملة مشوار والحفاظ على اللقب وإسعاد الجماهير.

لوبيز سنسعى لتقديم أداء أفضل أمام منتخب يران (الجزيرة)
لوبيز سنسعى لتقديم أداء أفضل أمام منتخب إيران في نصف النهائي (الجزيرة)

تبديل الهيدوس

بدوره، أشار الإسباني بارتلومي ماركيز لوبيز مدرب إلى الأداء الرجولي لجميع اللاعبين وقتالهم في الملعب خلال مباراة أوزبكستان، خاصة في ظل مواجهة منتخب قوي بدنيا، مشيدا بدعم الجماهير الكبير الذي كان له دور كبير في تحفيز اللاعبين، حيث قدم لهم التهنئة بالفوز، وطالبهم بمواصلة المساندة خلال مباراة إيران.

وقال لوبيز خلال المؤتمر الصحفي، “من الجنون ومن غير المعقول، أن يسألني أحد عن صحة تبديل حسن الهيدوس، في الوقت الذي تأهل فيه المنتخب إلى الدور نصف النهائي، هذه النوعية من الأسئلة غير مهمة”.

ووصف لوبيز توليه مهمة تدريب قطر قبل أيام من انطلاق البطولة القارية، وقيادته المنتخب للدور نصف النهائي بالإنجاز، ولكنه شدد على أن المهمة لم تنته بعد، وأن هناك مباراتين من أجل حصد اللقب والاحتفاظ به للمرة الثانية تواليا.

واعتبر أن مواجهة المنتخب الإيراني في الدور نصف النهائي ستكون صعبة، ولكنه شدد على حرصه على تعافي اللاعبين أولا بعد المجهود الكبير الذي بذلوه أمام أوزبكستان، ومن ثم العمل على دراسة المنافس والعمل من أجل الظهور بصورة أفضل من اليوم.

شاركها.
Exit mobile version