أظهر مقطع فيديو الشيف الغزاوي حمادة شقورة يقوم بإعداد وجبة كريب للأطفال النازحين في رفح جنوبي قطاع غزة.

وكتب شقورة منشورا عبر حسابه على إنستغرام أمس الأربعاء “الشوكولاتة والتفاح.. مباراة صنعت في الجنة! فرح الأطفال بها.. مع كريب الفيتوتشيني.. طبق اليوم. ساعدونا في إطعام المزيد من النازحين والأطفال”.

وقبل يومين، ظهر الشيف الغزاوي -في مقطع فيديو- يعد وجبة من الأرز للأطفال النازحين قائلا “أرز البودنغ أو كما نسميه في فلسطين “الأرز باللبن” من أبسط الحلويات لكنه من ألذها وأشدها حنينا.. اليوم صنعته بصلصات متنوعة”.

وفي مقطع آخر، قال شقورة “على الرغم من القصف في الخلفية، استمتعت أنا والأطفال بلحظة من أرز الأوزي مع اللحم المفروم”.

ويعتبر شقورة ما يقوم به نوعا من أنواع المقاومة والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي، حيث يقول في منشوره يوم 15 أبريل/نيسان الماضي “الطبخ الفلسطيني مقاومة.. الوجود الفلسطيني مقاومة”.

شقورة.. “مدون الطعام”

وينحدر شقورة من مدينة غزة، لكن عائلته نزحت إلى خان يونس بالجنوب بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، ثم نزحت مرة أخرى إلى مدينة رفح أقصى الجنوب.

ويعيش الشيف الفلسطيني حاليا في أحد مخيمات اللاجئين برفح مع زوجته الحامل، ويقوم بإعداد أصناف من الطعام بكميات كبيرة لتوزيعها على اللاجئين.

ويطلق شقورة -البالغ من العمر 32 عاما- على نفسه اسم “مدون الطعام” ويتابعه على صفحته بمنصة إنستغرام أكثر من 200 ألف شخص.

ومن بين الحصص الإنسانية التي يجمعها مع آخرين من خلال الوقوف في طوابير لساعات طويلة، يقوم شقورة بتحضير الدجاج بالكاري، ولفائف البيتزا، كما يسميها التاكو “على الطريقة الغزية”.

وتصف سارة عزيزة -المدونة الأميركية من أصل فلسطيني- شقورة قائلة “شاب يجلس القرفصاء على أرضية خيمة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وعيناه مغلقتان أمام الكاميرا. في تتابع سريع، يقوم شقورة بترتيب علبة من نقانق فيينا، وبصلة، ورغيف خبز رقيق، وعلبة من الجبن الطري المستقر على الرف، ولتر من الحليب طويل الأجل فوق لوح من الخشب”.

وتضيف “يقوم بقلي الفرانكفورت والبصل برصانة على موقد البروبان ويحضر المايونيز السريع. بعد حشو الخبز القاسي بهذه المكونات، يحمل شطيرة فرعية. ينتقل الفيديو إلى زقاق رملي، حيث يستدعي مجموعة من أطفال غزة لتجربة إبداعه. تبدو وجوههم حذرة في البداية، مما يدل على أشهر طويلة من النزوح والحرب. ولكن مع كل قضمة من الطعام الطازج، تصبح وجوههم ناعمة، حتى في الابتسامات. زاكي! لذيذ! مهلا، أعطني قطمة!”.

وفي حوارها معه قال شقورة “بدأت عملي منذ 4 أو 5 سنوات في مجلة طعام. هذا هو المكان الذي اكتشفت فيه مدى اهتمامي بالمجال بأكمله. لقد أحببت حقا تعلم التفاصيل الصغيرة في الأطباق المختلفة، وكنت دائمًا أبحث عن شيء جديد لتجربته. في النهاية، أصبحت مهووسة نوعًا ما!”.

ويحكي شقورة عن فكرة فيديوهات الطبخ قائلاً “بعد 6 أشهر من الهجمات، فقدنا كل شيء، بما في ذلك عملنا. لذلك كنت بحاجة لممارسة شيء جديد”.

وأضاف “جاءتني الفكرة لمحاولة العثور على بعض التنوع بالأطعمة التي نتناولها يوميا. ليس لدينا ما نأكله سوى المساعدات الإنسانية المحدودة جدا التي تصل إلينا، وعادة ما نقوم بتحضيرها وتناولها بكل بساطة. لذلك قررت أن أحاول إيجاد طريقة للإبداع باستخدام هذه المكونات وإضافة القليل منها إلى نظامنا الغذائي اليومي”.

ويؤكد الشيف الفلسطيني أن كل ما يستخدمه في مقاطع الفيديو تقريبا يأتي من توزيع المساعدات حيث إن هناك عددا قليلا من العناصر المتوفرة بالأسواق، لكن أسعارها مرتفعة جداً.

الطبق الأكثر تحديا

وعن الوصفات التي يقوم بها يقول شقورة “الوصول إلى وصفة أمر صعب حقا بسبب ندرة الطعام. على سبيل المثال، لعدة أشهر، كان نوع اللحم الوحيد المتوفر لدينا هو اللحوم المعلبة التي تحتوي على العديد من المواد الحافظة، لذلك لم يكن طعم أي من أطباقنا طبيعيا”.

وتابع “لكنني لا أريد أن أدع ذلك يوقفني، لذلك أحاول تجربة الأشياء. اكتشفت أنه يمكنني صنع المايونيز عن طريق خلط الحليب والجبن والخل. بالنسبة للبيتزا، حاولت استخدام خبز التورتيا كعجينة. يتطلب الأمر بعض التجربة والخطأ، لكنني أستمر في المحاولة حتى يتابع الأشخاص الآخرون في غزة هذه التعديلات بما لدينا من مواد”.

وعن الطبق الأكثر تحديا الذي قام بإعداده، يقول شقورة “ربما البيتزا، لأن الجبن الذي نحصل عليه هنا ذو نوعية سيئة حقا. في المرة الأولى التي أعددت فيها البيتزا، فشلت، إذ ذاب الجبن في كل مكان، وأحدث فوضى. لكنني حاولت مرة أخرى، لأنني أحب الطعام الإيطالي كثيرا. في الواقع، أحلم بالسفر وتجربة العديد من المأكولات الأخرى، وأعتقد أن إيطاليا ستكون محطتي الأولى”.

وختم الشيف الغزي حواره بالقول “لقد بدأت بإعداد وجباتي فقط حتى أتمكن من رؤية ردود الفعل. إنه شيء بسيط، لكن يمكنك أن تجعل طفلا سعيدا لمدة دقيقة، وتخفف من هذه الظروف قليلا. يمكنك أن تمنح الأطفال شعورا بالأمل في أن هذه الحرب ستنتهي، وسنعود يوما ما إلى الحياة الطبيعية التي نستحقها. وعندما نفعل ذلك، سوف نأكل الطعام اللذيذ الذي اعتدنا عليه”.

ومنذ اليوم الأول للحرب على غزة، بدأ مشاهير وسائل التواصل، من المتخصصين في صفحات الطعام، بتقديم محتوى يظهر تراث الطعام الفلسطيني، ومكوناته والمدن المشهورة به مثل الباذنجانية، والفقاعية المكونة من نبات السلق واللحم، والفتة الغزاوية، والمفتول والمقلوبة وغيرها.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تكثف إسرائيل حصارها المستمر منذ 17 عاما على القطاع، مما أدى إلى نزوح أكثر من مليوني شخص ومقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني -بخلاف الجرحى والمفقودين- جراء الحرب الإسرائيلية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version