غزة- تقف شيماء النحال على باب مخيم يؤوي آلاف النازحين وتحاول بهاتفها النقال التقاط شبكة الإنترنت، لعلها تجد ما يلبي حاجتها ويعينها على إكمال حلمها بالدراسة.

تتنهد النحال -وهي طالبة بتخصص التعليم الأساسي في جامعة الأقصى- وتقول “كنا نجلس على مقاعد الدراسة بشكل يومي في جامعاتنا العريقة، فيما أقف هنا اليوم وأتنقل من زاوية لأخرى كي أجد شبكة أحدّث من خلالها صفحتي على موقع الجامعة”.

وتشتكي شيماء من ضياع الكثير من الامتحانات والمحاضرات عليها لضعف أو انعدام شبكة الإنترنت في المنطقة التي نزحت إليها، وتضيف “نزحنا من مدينة رفح إلى منطقة المواصي في خان يونس، وهي غير مؤهلة للحياة أصلا، فلا يوجد فيها إنترنت ولا ماء ولا كهرباء ولا بيوت، وبالكاد نستطيع شحن أجهزتنا على الطاقة البديلة”.

ومن زواية أخرى، تضيف الطالبة ريم المصري -التي تدرس الصيدلة في جامعة فلسطين- “قصتي مؤلمة جدا، لدي شغف وحلم أن أنهي جامعتي وأصبح دكتورة في الصيدلة، لكن الحرب أبادت حلمي، وأحاول الآن تعويض كل دقيقة باستكمال دراستي عن بعد”.

وتضيف “رغم الخوف وتدمير الاحتلال منزلنا واستشهاد عدد كبير من أقاربي فإنني أقاوم كل شيء في سبيل الحصول على شهادتي الجامعية”.

الجامعة الإسلامية في غزة قبل وبعد قصفها وتدميرها (مواقع التواصل)

تدمير ممنهج

ومنذ بداية الحرب على غزة تعمّد الاحتلال الإسرائيلي تدمير الجامعات الفلسطينية والمدارس الحكومية أو التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إما بشكل جزئي أو كلي.

واستهدفت قوات الاحتلال المحاضرين الجامعيين والمفكرين والعلماء، وقتلت 3 من رؤساء الجامعات، كما استشهد 11 ألفا و923 طالبا، في حين أصيب 19 ألفا و199 آخرون بجراح منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب بيان لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

وبحسب البيان، يُحرم في الوقت الحالي 788 ألف طالب من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم، إضافة إلى تدمير الاحتلال المكتبات العامة ودور النشر واستيلائه على 3 آلاف قطعة أثرية ومخطوطة من جامعة الإسراء.

شاركها.
Exit mobile version