غزة– تسبّب منخفض جوي تأثّر به قطاع غزة في تضرر مئات الخيام التي يقطنها النازحون، جراء الرياح والأمطار، وهو ما فاقم معاناتهم ومأساتهم.

وأعرب عديد من النازحين، في حديث مع الجزيرة نت، عن خشيتهم من انهيار خيامهم وتضرر أمتعتهم وفرُشهم جراء العواصف، في ظل عدم وجود مآوي أخرى يلجؤون لها.

وقالت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية الرسمية إن البلاد تتأثر -اليوم الأحد- بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة، ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة مصحوب بزخات متفرقة من الأمطار والرياح. وحذرت الدائرة السكان من خطر الانخفاض الحاد في درجات الحرارة وشدة سرعة الرياح.

عايشة الحمضيات وزوجها رياض يخشيان اقتلاع الرياح الخيمة وغرقها بماء الأمطار (الجزيرة)

خيمة بدون تقوية

وقالت عائشة الحمضيات (70 عاما)، وهي نازحة في مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، إن خيمتها تعرضت لأضرار جراء الرياح الشديدة المصاحبة للمنخفض.

وذكرت الحمضيات النازحة من مدينة غزة، في حوار مع الجزيرة نت، أنها مُقعدة وتستخدم جهازا للمشي، وغير قادرة على السير والمغادرة لمكان آخر.

وأضافت “نزل عليّ المطر، والزوابع غرقتني، لا يوجد عندي شيء أتغطى به، أنا بردانة جدا، وأرتجف”. ويعيش 7 أفراد في خيمة الحمضيات التي لم تحظَ بأي عمليات تثبيت وترميم قبل المنخفض.

وفي هذا الصدد، يقول زوجها رياض “لا نملك المال لتقوية الخيمة، لم نفعل شيئا ولا ندري أين نذهب لو وقعت”. ويضيف “لا نملك ما نشتري به الطعام، وكل شيء غال، فمن أين سنحضر المال لتقوية الخيمة؟”.

وذكر أنه فكر في الذهاب إلى المسجد إن انهارت الخيمة، لكنه استدرك بقوله إن “المسجد مغلق، إذا وقعت الخيمة، فلا أعرف أين نذهب.. أناشد المسؤولين كي ينقذونا”.

11- محمد خضرة يشير إلى تبلل جدار وسقف خيمته متخوفا من انهيارها مع تواصل المنخفض الجوي
محمد خضرة يشير إلى تبلل جدار وسقف خيمته متخوفا من انهيارها مع تواصل المنخفض الجوي (الجزيرة)

“عيشة مأساوية”

من جانبه، يقول محمد خضرة (40 عاما)، وهو أب لـ8 أبناء، إن المطر زاد من معاناة الأسرة التي لا تملك حتى البساط كي تُغطي بها أرضية الخيمة.

وأضاف، وهو يشير إلى الأمطار التي بللت جدار الخيمة، “العيشة هنا مأساوية، نعيش بالقرب من القمامة، وعلى رمل، لا شادر ولا مال لتقوية الخيمة”.

بدوره، يبدي حرب أبو عودة -النازح من بيت حانون (شمال) إلى وسط القطاع- تشاؤمه حيال صمود خيمته في وجه الرياح، مضيفا “هذه الخيمة لا يمكن أن تصمد.. المنخفض لا يزال في بدايته، لا نعرف ماذا نفعل؟”.

ويضيف “نحاول تثبيتها، لكن لا إمكانيات لدينا، ولم تصلنا أي مساعدات لتقوية الخيام”. وختم حديثه: “حينما تشتد الرياح، كل شخص يمسك زاوية من الخيمة حتى لا تطير”.

عبد الله شَخْصَة من ذوي الإعاقة تعرضت خيمته للغرق (الجزيرة)

سباق مع الزمن

وتعرضتْ خيمة عبد الله شَخْصَة، وهو معاق نازح من مدينة غزة لمدينة دير البلح، لأضرار فادحة، حيث بللت الأمطار فراشه، وأطاحت الرياح بالجدار الشرقي لها.

وقال شَخْصَة للجزيرة نت، وكان يجلس بالقرب من فراشه المكوم في زاوية الخيمة “الوضع كرب وشتاء، ونتمنى من أهل الخير أن يساعدونا”. ويضيف “لا نعرف أين نذهب، إذا ذهبنا للمدارس لن نجد متسعا، نطالب الجمعيات المعنية أن تنقذنا”. وأشار إلى أنه كان يعلم باقتراب المنخفض الجوي، لكنه لم يستطع فعل شيء، نظرا لفقره الشديد وعدم امتلاكه أي مال لتقوية خيمته.

وأشار إلى سقف الخيمة المكون من شادر من النايلون السميك قائلا: “وصلنا هذا أمس، وها هو يتمزق كما ترى”.

ويعيش شَخْصَة في الخيمة مع أولاده الخمسة وزوجته ووالدته، ويقول إنه يعاني إعاقة حركية بالإضافة إلى ضعف شديد في بصره.

وبالقرب من المكان كان عبد الرحمن أبو عبده، النازح من مدينة غزة، يسابق الزمن لتقوية الجدار الجنوبي لخيمته بالمشاركة مع أبنائه.

وقال للجزيرة نت “6 أشخاص يعيشون هنا، نُرمم حتى نستطيع أن نصمد، إذا وقعت (الخيمة) سنرحل، لكن لا نعرف إلى أين”.

نازح يحاول تثبيت أحد أركان الخيمة خوفا من اقتلاعها جراء المنخفض الجوي (الجزيرة)

خطر شديد

من جانبه، قال محمد الميدنة، مدير الإعلام والعلاقات العامة في جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة، إن عديدا من الإشارات وصلتهم تفيد بتضرر خيام، وغرقها بفعل المنخفض الجوي.

وقال الميدنة للجزيرة نت إن المنخفض لا يزال في بدايته، لكن عيش مئات الآلاف من النازحين في خيام يعرضهم للخطر. وأعرب عن خشيته من غرق الخيام المقامة في المناطق المنخفضة جراء إمكانية تكوّن سيول.

كما حذّر من انهيار المنازل الآيلة للسقوط، التي هدمها جيش الاحتلال جزئيا، وعاد إليها سكانها للسكن في بعض الغرف فيها، مضيفا “في حالات سابقة، وقعت بعض هذه المنازل جراء المنخفضات الجوية، وبالتالي فإن سكانها في خطر شديد”.

وطالب الميدنة النازحين المقيمين في الخيام ومراكز الإيواء بضرورة أخذ التدابير الوقائية اللازمة لتجنب أضرار المنخفض الجوي، وتثبيت الخيام ووضع سواتر رملية في محيطها، خشية تدفق مياه الأمطار.

شاركها.
Exit mobile version