حصلت الجزيرة على شهادات مروعة لمحاصرين في مجمع الشفاء الطبي والمنازل المحيطة به في مدينة غزة، في حين دعت منظمة الصحة العالمية إلى الإنهاء الفوري للحصار غير الإنساني الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلية على مستشفى الشفاء.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم السادس على التوالي اقتحام مستشفى الشفاء الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح، وينفذ اعتقالات واسعة بصفوف النازحين، ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى، مما خلف عشرات القتلى والجرحى.

وقالت الفلسطينية جميلة الهسي المحاصرة بمحيط مجمع الشفاء للجزيرة إن قوات الاحتلال أجبرت 65 عائلة على مغادرة محيط المجمع، بعد أن أحرقت المبنى الذي كانوا يتحصنون بداخله، وأضافت الهسي أن المحاصرين يناشدون الصليب الأحمر منذ 6 أيام لتوفير ماء للأطفال والمرضى، أو التدخل لإجلائهم من دون أي جدوى.

وتابعت “قامت قوات الاحتلال بقتل وإحراق عائلات بأكملها، كما اغتصبت نساء وقتلتهن”.

بدوره، قال الصحفي جهاد أبو شنب في محيط مجمع الشفاء للجزيرة إن عشرات العائلات محاصرة من دون ماء أو طعام منذ 6 أيام في المنازل والأحياء القريبة من مجمع الشفاء، ويتعرضون لإطلاق النار وقصف جوي ومدفعي عنيف، ويناشدون منذ عدة أيام الصليب الأحمر والمنظمات الدولية التدخل لإنقاذهم.

وأشار أبو شنب إلى أن بعض المواطنين الذين تمكنوا من الخروج أبلغوه أن الشهداء والمصابين بالعشرات في الشوارع، وأن قوات الاحتلال هدمت 8 منازل على رؤوس ساكنيها.

وشدد على أن هذا الاجتياح أصعب من الاجتياح الأول لمجمع الشفاء، وجحم الدموية كبير للغاية، مؤكدا أن قوات الاحتلال تتعامل مع كل من يوجد داخل مجمع الشفاء الطبي أو المنازل المحيطة به على أنهم إرهابيون يجب القضاء عليهم.

وقال طفل، وهو أحد الناجين من عمليات الإعدام التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد إخلاء سبيلهم من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، إن جميع من كانوا معه قتلوا على أيدي قناصة الاحتلال، رغم إبلاغهم أنهم في أمان، بعدما اعتقلتهم قوات الاحتلال عدة ساعات.

صحفي للجزيرة: عائلات عالقة قرب مستشفى الشفاء تحت القصف الإسرائيلي

قصف متواصل

استشهد 6 من الجرحى المحاصرين في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، التي أكدت أن الجرحى محاصرون لستة أيام على التوالي دون مياه أو طعام أو خدمات صحية.

وأضافت أن الطواقم الطبية والمرضى المحاصرين يناشدون كافة المؤسسات الأممية والمجتمع الدولي التدخل العاجل لإنقاذ أرواحهم.

وأكدت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال يحتجز نحو 240 من المرضى ومرافقيهم و10 من الطواقم الطبية في مركز الأمير نايف بمجمع الشفاء، وأنه قصف مبانيَّ عدة، وأحرق قسم الشرايين في المجمع.

من جهته، قال رئيس مكتب الإعلام الحكومي بغزة سلامة معروف، في مقابلة مع الجزيرة، إن مئات من المحتجزين داخل مجمع الشفاء يتعرضون للتنكيل والمهانة من قبل قوات الاحتلال.

وأضاف معروف أن الاحتلال يرتكب مجزرة بمجمع الشفاء الطبي منذ 6 أيام، وأن عدوانه يشمل كامل المنطقة المحيطة بالمجمع.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال نسفت مربعات سكنية في محيط مجمع الشفاء.

وقال سكان يعيشون في مكان قريب إن قوات الاحتلال فجرت عشرات المنازل والشقق السكنية في شوارع محيطة بالمستشفى وجرفت الطرق. وأضافوا أن الجيش قصف كذلك مستشفى الحلو، وهو مركز طبي خاص قرب مجمع الشفاء.

وقد حصلت الجزيرة على مشاهد تعكس الدمار في محيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، وتظهر المشاهد إحراق قوات الاحتلال أجزاء من مبنى الجراحة التخصصي بعد الاقتحام المستمر للمجمع منذ 6 أيام، إلى جانب تدمير عدة مبان في محيط المجمع.

اشتباكات ضارية

ميدانيا، أفادت مصادر فلسطينية بتجدد الاشتباكات بين المقاومة والاحتلال في محيط مجمع الشفاء الطبي. وذكر مراسل الجزيرة أن هناك قصفا مدفعيا إسرائيليا متواصلا في محيط المجمع.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الجيش الإسرائيلي هدد بقصف وتدمير مباني مجمع الشفاء فوق رؤوس الطواقم الطبية ومن فيه.

بدورها، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن مقاتليها في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة استهدفوا آلية عسكرية إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105”.

كما أوقعوا قتلى وجرحى في مجموعة من جنود الاحتلال تحصنوا داخل مبنى بعد استهدافهم بقذيفة “تي بي جي” المضادة للتحصينات.

وأعلنت القسام أيضا استهداف قوات العدو المتوغلة في محيط المستشفى بقذائف الهاون.

في المقابل، قال قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي من داخل مجمع الشفاء إن الجيش سينهي عمليته في مستشفى الشفاء فقط بعد اعتقال آخر من سماهم المخربين أحياء أو أمواتا.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 170 مسلحا واعتقل أكثر من 350 من مسلحي حركتي حماس والجهاد الإسلامي خلال مداهمته المستمرة لمستشفى الشفاء.

والأربعاء الماضي، أقر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بأن الهجوم على المستشفى يهدف إلى “الضغط” على حركة حماس خلال المفاوضات الجارية في قطر للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.

وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد حصاره لمدة أسبوع، تم خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية ومولد الكهرباء.

إنهاء الحصار

وفي الأثناء، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى الإنهاء الفوري للحصار غير الإنساني، الذي تفرضه القوات الإسرائيلية على مستشفى الشفاء.

وقال غيبريسوس، في منشور على حسابه عبر منصة إكس، إن “الظروف في مستشفى الشفاء غير إنسانية على الإطلاق، وبناء عليه ندعو إلى الإنهاء الفوري للحصار”.

وشدد على ضرورة الوصول الآمن للمستشفى لضمان حصول المرضى على الرعاية التي يحتاجون إليها.

كما نشر غيبريسوس شهادة من طبيب من مستشفى الشفاء أرسلها لأحد موظفي الأمم المتحدة، قال فيها إن “المرضى في حالة حرجة، والعديد منهم ملقى على الأرض”.

وجدد غيبريسوس تأكيده أن “المستشفيات ليست ساحات قتال، ويجب حمايتهم بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي”.

ويشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلّفت عشرات آلاف الشهداء، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية.

شاركها.
Exit mobile version