تلقى فوز مارك كارني بمنصب رئيس وزراء كندا اهتماما إعلاميا عالميا، خاصة في ظل المشهد السياسي المضطرب الناتج عن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.

وانتخب الحزب الحاكم في كندا الأحد الماضي كارني زعيما جديدا له ورئيسا للحكومة المقبلة، ليحل بذلك محل جاستن ترودو، وفيما يلي أبرز ما ورد في صحف ومجلات أميركية وبريطانية، تناولت تفاصيل خلفية كارني وقدراته القيادية والتحديات الضخمة التي يواجهها على الصعيدين المحلي والدولي.

خبرة كارني

وسلطت صحيفة غارديان البريطانية الضوء على سجل قيادة كارني في فترات الأزمات الاقتصادية أثناء مناصبه السابقة كمحافظ بنك كندا وبنك إنجلترا، وأبرزت تجربته في التعامل مع الأزمة المالية لعام 2008 في كندا، والأزمة التي تلت استفتاء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

كما أكدت الصحيفة -في تقرير بقلم مراسها في كندا ليلاند سيكو- أن كارني لم يشغل أي منصب سياسي من قبل، ولكن من المتوقع أن تساعده خبرته في القضايا الاقتصادية بالتعامل مع التحديات المعقدة التي تواجه كندا، خاصة في ظل حرب ترامب التجارية.

ولفتت مجلة نيوزويك الأميركية -في تقرير بقلم مراسلتها خالدة رحمن- إلى أن العديد من الخبراء أشادوا بكارني، وأنه ينظر إليه على أنه قائد مخضرم ذو خبرة واسعة.

وأشارت إلى تعليق جيفري سونفيلد، عميد مساعد في كلية ييل للإدارة، بأن تاريخ كارني “يشهد له بالريادة بالخبرة والحكمة والنزاهة، ويميزه بشكل ملحوظ عن غيره من المسؤولين الحكوميين في أميركا الشمالية”.

وفي افتتاحيتها أشادت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية بخبرات كارني، غير أنها أضافت أن عليه إقناع الكنديين بأنه ليس مجرد تكنوقراطي، بل قائد قادر على خوض غمار السياسة وتعقيدات البرلمان الكندي.

مواجهة ترامب

وأشار تقرير مجلة تايم الأميركية إلى التحديات التي سيواجهها كارني فيما يتعلق بالرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، مشيرا إلى تحذير كريغ ألكسندر، كبير الاقتصاديين في شركة ديلويت كندا، من أن الرسوم إذا استمرت قد تقضي على عامين من النمو الاقتصادي الكندي.

وأكدت المجلة -بجانب صحيفة فايننشال تايمز- أنه على كارني تحقيق التوازن بين الحزم والدبلوماسية، إذ سيتعين عليه التفاوض مع الولايات المتحدة في قضايا مهمة مثل الأمن الحدودي وتهريب المخدرات.

ولفتت مجلة إيكونوميست إلى أن التحديات الاقتصادية التي تواجه كندا لها دور رئيس في فوز خبير مثل كارني، فوفق استطلاع رأي أجري في يوليو/تموز الماضي، لم يكن لدى 93% الكنديين أي فكرة عن كارني عندما عُرضت صورته عليهم، ولكنه فاز في انتخابات الأحد بأغلبية “ساحقة” بلغت 85.9% من الأصوات التي تم الإدلاء بها في سباق القيادة الليبرالية.

تحديات داخلية

وبدورها تناولت صحيفة تايمز البريطانية التحديات الداخلية التي تواجه كارني، ابتداء بارتفاع تكاليف الإسكان -وهو ما أصبح مصدرا رئيسا للغضب العام- في ظل ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة تكاليف المعيشة، وكان الإسكان أحد العوامل الرئيسة التي أدت إلى تراجع شعبية ترودو.

كما تطرقت تايمز إلى التحديات التي سيواجهها كارني في مجال الإنفاق الدفاعي، إذ إنه تعهد بتحقيق هدف الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، ولكن ترامب طالب أعضاء حلف الناتو بإنفاق المزيد، ما قد يؤجج التوتر في العلاقات الأميركية الكندية أكثر.

المصدر : تايم + تايمز + غارديان + فايننشال تايمز

شاركها.
Exit mobile version