يقول تقرير في صحيفة “زمن” الإسرائيلية إن الوقت قد حان للحصول على إجابات واضحة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول صفقة تبادل الأسرى، ففداؤهم قيمة يهودية مهمة، والوقت ينفد بالنسبة لهم، وإسرائيل نفسها تغرق في ظلمات تحت حكم الظلام والخداع.

ويوضح كاتب التقرير دان بيري أن الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل تشهد جدلا حادا حول الصفقة المحتملة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)؛ حيث يتمحور النقاش حول مقترح جيش الاحتلال بوقف الحرب في غزة مع بقاء حماس في السلطة، وهو ما يرفضه نتنياهو بشدة.

وأضاف أن ذلك يأتي في وقت تشير فيه تقارير إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد أعلن دعم إسرائيل في هذا الحل، بينما تستمر التوترات والضغوط الداخلية والخارجية، ويظل مصير الأسرى الإسرائيليين معلقا، وسط قصف متواصل على شمال إسرائيل من قبل حزب الله، مما يزيد من تعقيد المشهد ويعمق الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي.

السؤال المركزي

وأوضح الكاتب أن السؤال المركزي في إسرائيل اليوم هو هل حكومتها مستعدة لإنهاء الحرب في غزة مع ترك حماس في السلطة مقابل إطلاق جميع الأسرى وإنهاء هجمات حزب الله؟، فعدم الوضوح الحالي يمنح حماس عذرا معقولا، ويضعها في موقف أكثر مصداقية من إسرائيل.

وأشار بيري إلى أن نتنياهو غير مرتاح للصفقة سواء كان ذلك بسبب وزراء أقصى اليمين أو ابنه الذي يعيش في المنفى في ميامي، أو لمجرد المكر السياسي اللامتناهي.

وقال إنه بعد كل هذا الوقت الطويل والمماطلة في حرب بلا هدف، بدا أن الموقف هو أن حماس، مهما كانت مكسورة، فهي ليست مدمرة، وإذا انسحبت إسرائيل من غزة، ستظل حماس مسؤولة مؤقتا عن قطاع غزة. وإذا أرادت إسرائيل جميع الأسرى، فهذا سيكون الثمن، وستعتبر حماس ذلك انتصارا.

باهظ التكلفة لإسرائيل

وأفاد الكاتب بأنه ورغم الرغبة الواضحة لنتنياهو في استمرار النزف في القطاع، فإنه يجب عليه الأخذ في الاعتبار أن استمرار الحرب باهظ التكلفة لإسرائيل، وخطر الاشتعال في الشمال قد يتطور إلى نزاع إقليمي بل وحتى عالمي.

وبحسب بيري، فإن إسرائيل واجهت في النهاية مقاطعة عالمية غير رسمية، وأوضحت المؤتمرات التي حضرها الكاتب في لندن واليونان أن المقاطعات ستصبح قريبا رسمية جدا، فإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد تكون سنة أو سنتان أخريان من حكومة نتنياهو كفيلة بجعل المقاطعة لإسرائيل أمرا رسميا.

جحود نتنياهو

وأشار بيري إلى أن موقف نتنياهو غير الواضح من الصفقة شكل صفعة في وجه بايدن الذي ينزف سياسيا بالفعل، فقد فضل نتنياهو بوضوح دونالد ترامب لأنه افترض أن ترامب لن يضغط على أي شخص “في القضايا الإنسانية أو حقوق الفلسطينيين، وسيرضى دائما ببعض المجاملة”. وقد منح نتنياهو، بأكاذيبه ومناوراته، حليفه الذخيرة لجعل بايدن يبدو سخيفا. وفي هذه اللحظة، بدا الرهان معقولا جدا لنتنياهو الذي لا يبالي بقيمة الحياة.

ويختتم الكاتب التقرير بالقول إن بايدن يسمي نفسه صهيونيا، وأصبح أول رئيس أميركي يزور إسرائيل في وقت الحرب، وأرسل لإسرائيل أسلحة حاسمة وأمّن لها مظلة دبلوماسية عالمية شاملة، مما يجعل من الصعب تخيل هذا المستوى من الجحود من نتنياهو.

شاركها.
Exit mobile version