شهد مسرح “سكالا” بمدينة ميلانو الإيطالية إطلاق هتافات تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في حين رفع بعض الحضور لافتات احتجاج على القصف المتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

صحيفة “لا ستامبا” المحلية قالت إن المسرح شهد تعبير جزء من الحضور عن معارضته لقصف غزة والدعوة إلى وقف الحرب في نهاية “البروفة” لحفل عيد الميلاد الذي أحياه الموزع الموسيقي البريطاني الشهير دانيال هاردينغ أمس السبت.

ووثقت مقاطع فيديو راجت على شبكات التواصل الاجتماعي، رفع لافتتين كتب عليهما “أوقفوا قصف غزة” و”أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة” مع علم السلام، في حين رفع عدد من الحضور العلم الفلسطيني مرددين “لا مزيد من القنابل، لا مزيد من الأسلحة في العالم”.

وهتف أحد المحتجين بصوت مرتفع، “هناك قنابل تضرب غزة وأوكرانيا وتشاد وإثيوبيا الآن. ألا يكفي قنابل؟ ألا يكفي أسلحة في هذا العالم؟” وسط تصفيق بعض الحضور.

وفي حديثه للصحفيين، قال أحد المشاركين إن الاحتجاج “كان عفوياً ولم تشرف على تنظيمه جمعية أو منظمة معينة”.

وقال محتج آخر “نشارك في المظاهرات المختلفة لدعم الفلسطينيين خلال الأشهر الأخيرة في العديد من المدن الإيطالية، خصوصاً التي تنظم كل يوم سبت، لكننا سألنا أنفسنا فيما بيننا ما إذا كان هناك طريقة أخرى لنكون أكثر وضوحا”.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية تشهد غزة تضامنا من جانب فنانين عدة إيطاليين، أبرزهم إدواردو كاستالدو الذي لجأ إلى طريقة مبتكرة لإعلان تضامنه عبر تحويل لوحات شهيرة بمدينة نابولي إلى لوحات تجسد بعض ما يجري للسكان في القطاع من مجازر إسرائيلية.

وأظهر فيديو نشره الرسام الإيطالي يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عبر حسابه على إنستغرام، تحويل لوحة فنية للفنان الإيطالي ميكيل أنجلو ميريزي الملقب بـ “كارافاجيو”، المعروضة في شوارع المدينة، إلى لوحات تدعم وتتضامن مع القضية الفلسطينية بطرق إبداعية ومميزة.

وعلق كاستالدو على الفيديو قائلا، “الفن يحتاج إلى الحقيقة. ولهذا السبب ستفشل الصهيونية دائمًا في جهودها الاستعمارية. كارافاجيو يقف مع فلسطين”.

وبيّنت اللقطات إدخال كاستالدو إضافات بسيطة وتعديلات على اللوحات والإعلانات الثقافية والتجارية، مما أسهم في تغيّر هذه الرسومات تماما.

أما فنانة الشارع والممثلة الإيطالية آنا لوريني، المعروفة بإدانتها المستمرة للانتهاكات الإسرائيلية، فقد أظهر مقطع فيديو قيامها بنزع ملصقات داعمة لإسرائيل من شوارع لندن، وهو ما وثقه الصحفي الإسرائيلي أيمي كاوفمان عبر حسابه على منصة “إكس” يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي محاولًا منعها.

وكتب الصحفي الإسرائيلي قائلا، “كنت عائداً إلى منزلي في لندن، نزلت في تشوك فارم، ورأيت امرأة تمزق الملصقات وعندما سألتها لماذا تفعل ذلك ردت بالقول: أنا أفعل هذا لتنظيف الشارع. تنظيف القرف”.

ونشرت آنا عبر حسابها على إنستغرام رسالة توضح غضبها من مؤيدي إسرائيل قائلة، “صادفت مؤخرا بعض مقاطع الفيديو والشهادات والتقارير المحزنة للغاية من فلسطين، مستشفيات مليئة بالأطفال بعد أن عذبهم الإسرائيليون بوحشية. من لا يزال يدعم هذه الإبادة الجماعية والفظائع هو عدو الإنسانية”.

وفي 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كتبت على إنستغرام قائلة، “هذا دليل آخر على أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه القدرة ولا الرغبة في التمييز بين المدنيين الأبرياء وأولئك الذين يعتبرونهم تهديداً مسلحاً. إنهم يشعرون بالتهديد من قبل جميع الفلسطينيين بما في ذلك أكثر من مليون طفل. هدفهم هو أقصى قدر من الموت والدمار. القتل العشوائي لإثارة الرعب وطرد الفلسطينيين من غزة. هدفهم النهائي هو محو كل الفلسطينيين”.

وفي جانب آخر من تضامن الفنانين في إيطاليا مع غزة، اعتلت فتاتان خشبة المسرح خارج معرض الكتاب الوطني في روما يوم العاشر من ديسمبر/كانون الأول، مقاطعتين ندوة ثقافية لتلقيا قصيدة الشاعر والدكتور رفعت العرعير الذي استشهد في السابع من ديسمبر/كانون الأول إثر غارة جوية إسرائيلية.

وكان العرعير كتب القصيدة قبل رحيله بأيام قليلة يرثي فيها نفسه لتصبح “أيقونة” تتردد على المنصات بعد موته.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد، 20 ألفا و424 قتيلا، و54 ألفا و36 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.​​​​​​​​​​​​​​

شاركها.
Exit mobile version