تتواصل المجازر الإسرائيلية بلا هوادة في قطاع غزة، حيث لا يهدأ صوت القصف العنيف الذي يطال مختلف المناطق، مما أدى إلى ارتفاع كبير في حصيلة الشهداء والجرحى، وسط مشاهد الإبادة والدمار التي تحاصر السكان من كل اتجاه، في وقت تُبذل فيه جهود مكثفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقد لاقت مقاطع الفيديو والصور المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي تفاعلا واسعا، إذ وثقت حجم المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية في أنحاء متفرقة من القطاع المنكوب، مخلفة دمارا هائلا وأعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى.

ومع دخول حرب الإبادة يومها الـ640، تساءل النشطاء الفلسطينيون عبر منصات التواصل: إلى متى سيظل سكان قطاع غزة يعيشون في حالة الرعب المستمر؟ مشيرين إلى أن استهداف المنازل والبنى التحتية والمرافق الحيوية يتواصل بلا توقف. وتواصل آلة الحرب الإسرائيلية في حصد الأرواح وتدمير كل مقومات الحياة في القطاع المحاصر.

وأكّد مغرّدون أن الاحتلال الإسرائيلي يسارع في القتل والإبادة منذ الإعلان عن قبول وقف إطلاق النار، إذ لم يتوقف القصف ولو للحظة، مما خلّف عشرات الشهداء والجرحى.

كما أشاروا إلى أن مهمة توثيق أعداد الضحايا باتت شبه مستحيلة، أمام حجم الجنون والمجازر المتواصلة.

وكانت مصادر بمستشفيات القطاع قد أفادت أن 82 فلسطينيًا استشهدوا في غارات إسرائيلية على القطاع -منذ فجر أمس الأحد- تركزت على مدينة غزة ومخيم النصيرات وخان يونس جنوبي القطاع.

وأضاف آخرون أن وتيرة القصف أصبحت أكثر شراسة وجنونًا مع مرور الوقت، في تحدٍّ صارخ لكل الدعوات الدولية لوقف العدوان، وغياب أي ردع أو موقف حازم من المجتمع الدولي.

وفي شهادات موجعة، كتب أحد النشطاء “فيش (لا يوجد) وسع في ثلاجات الموتى، الأجساد تتكدّس، والوجع فاق الحدود. قصف متواصل، وبيوت تُسحق على رؤوس ساكنيها. ما يجري في غزة لا يمكن تخيله”.

وأضاف آخر “ليل طويل وقصف لا يتوقف.. شهداء بالعشرات وجرحى في كل مكان. جوع وعطش وفقد وألم وحزن كبير. يا رب اكتب لهذه المأساة النهاية”.

ووصف مدوّن آخر المشهد بقوله “مشاهد لم تعرفها البشرية من قبل.. مذبحة على الهواء مباشرة. أنقذوا غزة”.

وأشار ناشطون إلى أن عشرات المجازر وقعت خلال أقل من ساعتين فقط، وأسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء، نتيجة استهداف المدارس ومراكز الإيواء والمناطق السكنية المكتظة والمخيمات. وكان أبرزها قصف مدرسة أبو عاصي في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وسط حي يعج بالمدنيين.

وقد عبّر مدوّنون عن صدمتهم الكبيرة، مشيرين إلى أن حصيلة الشهداء خلال الأيام السبعة الماضية تجاوزت 700 شهيد في غزة، دون أن يتحدث أحد أو يظهر أي اهتمام حقيقي، وكأنّ هؤلاء الضحايا مجرد حدث عابر.

وأكد آخرون أن جيش الاحتلال لا يزال يمارس إرهابه الأسود في غزة عبر نسف الأحياء وتدمير المدارس والمستشفيات، معتبرين أن هذه جريمة جديدة تُضاف إلى سجل طويل من الجرائم اليومية بحق شعب أعزل ومحاصر، حيث لا شيء ينجو من الاستهداف.

ولفت مدوّنون إلى أنّ سكان قطاع غزة يعيشون كارثة إنسانية متواصلة، فالقصف لا يتوقف، والبنية التحتية مدمرة، والمرافق الصحية تنهار يومًا بعد يوم، مستدلين بصورة مروعة تُظهر جثث مدنيين يُنقلون على عربة يجرّها حصان، في مشهد يلخص حجم المأساة والواقع الأليم تحت آلة القتل الإسرائيلية.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة، أسفرت -حتى الآن- عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

شاركها.
Exit mobile version