مع اقترابنا من مطلع العام تتجه أنظار العالم التقني إلى “سامسونج” التي تطلق هواتفها الرائدة قبل نهاية الربع الأول من كل عام، إذ اتبعت جدول الإطلاق هذا منذ 3 أعوام وحتى الآن، لذا ينظر العالم بالترقب إلى الشركة الكورية منتظرين الإعلان عن “غلاكسي إس 25” الذي يمثل أحدث أجيال هواتف “سامسونج” الرائدة.
في العام الماضي وتحديدًا في يناير/كانون الثاني كشفت الشركة عن هاتف “غلاكسي إس 24” ومعه كشفت عن مزايا الذكاء الاصطناعي الجديدة في الهاتف، وقد كانت هذه المزايا محط الأنظار كأهم ميزة في الجيل الجديد من الهواتف دون وجود تغيير حقيقي أو اختلاف في المواصفات بين “إس 24” وما يسبقه، ولكن مع اقتراب طرح “إس 25″، هل تتبع “سامسونج” الفلسفة ذاتها؟ أم نرى تغيرًا حقيقيًا في المزايا؟.
طرز جديدة في “غلاكسي إس 25″؟
لسنوات عدة التزمت “سامسونج” بآلية التسمية ذاتها وعدد الطرز ذاتها من الهاتف، إذ تطرح الطراز الأول وهو الأضعف في المزايا تحت اسم على غرار “إس 24″، ثم يأتي طراز أكبر منه قليلًا في الحجم مع بعض المزايا الإضافية مثل حجم بطارية أكبر تحت اسم “بلس”، وأخيرًا يأتي الهاتف الرائد الذي يحمل كل المزايا الجديدة والإضافات التي يقدمها الجيل الجديد إلى جانب استخدام القلم الذكي وحجم شاشة أكبر وبطارية أكبر تحت اسم “ألترا”.
ولكن بحسب الشائعات التي نشرها يوغيش برار وهو أحد المسربين المقربين من “سامسونج”، فإن الشركة تفكر في تغيير أسماء أجهزتها هذا العام، إذ تطرح الشركة اسم “برو” بدلًا من “بلس” و”نوت” بدلًا من “ألترا”، ليصبح اسم الهاتف “غلاكسي إس 25 برو” و”غلاكسي إس 25 نوت”، وذلك في إشارة إلى سلسلة “نوت” الغابرة التي كانت تمثل ذروة القوة بين هواتف “سامسونج” فضلًا عن دعم القلم الذكي الذي ميّز السلسلة عن كافة المنافسين.
لن يكون طرح “سامسونج” لهذه الأسماء الجديدة مختلفًا عما تقوم به الشركات المنافسة، إذ تعتمد “آبل” على التسمية ذاتها مع كون “بلس” أضعف من “برو” في المزايا، وهذا يرجح أيضًا أن الشركة الكورية قد تضيف المزيد من المزايا في هاتف “برو” عن الأعوام السابقة.
بالطبع تظل هذه المعلومة ضمن نطاق الشائعات، إذ لم يخرج من الشركة أي مستند رسمي يعزز هذه الشائعة أو يدحضها.
هل يختلف تصميم “غلاكسي إس 25″؟
التزمت “سامسونج” بلغة التصميم ذاتها عبر جميع أجهزة “غلاكسي” سواءً كانت أجهزة رائدة أو أجهزة اقتصادية ومنخفضة الأداء، ولكن يبدو أن الشركة تنوي تغيير هذه اللغة مع “غلاكسي إس 25″، إذ تعاقدت الشركة مع إلهوان لي الذي كان يعمل كمصمم سابقًا ضمن فريق “مرسيدس-بنز” من أجل تطوير تصميم الهواتف وشكلها العام.
ولكن في سبتمبر/أيلول الماضي، كشف المسرب المعروف ستيف هيميرستوفر المعروف تحت اسم “أون ليكس” صورًا تخيلية للجيل الجديد من الهواتف، وهي تبدو مشابهة للغاية لما جاء في “إس 24” مع اختلاف طفيف في الهيئة العامة للهاتف توحي بأنه أقرب إلى هواتف “سوني إكسبيريا” الرائدة.
وتستمر تسريبات هيميرستوفر حول عائلة “غلاكسي إس 25” ولكن هذه المرة عن هاتف “غلاكسي إس 25” المعتاد حيث أصبح حجم الهاتف أصغر قليلًا من الأجيال السابقة دون وجود أي اختلاف في حجم الشاشة، ويشير التسريب إلى أن الهاتف يأتي بأبعاد 146.9 × 70.4 × 7.2 ملم مقارنةً مع 147 × 70.6 × 7.6 ملم في الجيل الماضي مع حجم شاشة 6.17 بوصة كما كان في الجيل السابق.
وأما “غلاكسي إس 25 بلس” فقد يحصل على زيادة في حجم الشاشة بشكل بسيط دون وجود معلومات مؤكدة حول هذا الأمر، ولكن قد نراه يقفز إلى 6.3 بوصة على غرار “آيفون 16 برو”، وذلك إلى جانب تصميم جديد لعدسات الكاميرا يشبه الأنابيب في لعبة “سوبر ماريو”، أي أن حدود عدسة الكاميرا أصبحت أكثر بروزًا مع فراغ أسفل هذا الحد، بدلًا من أن يكون الحد ممتدًا إلى الهاتف كما جرت العادة مع وجود توقعات بأن يكون وزن الهاتف أقل من الأجيال السابقة عند 219 غراما بدلًا من 232 غراما.
ورغم وجود هذه الاختلافات، فإن الشكل والهيئة العامة للهواتف تماثل تلك المستخدمة مع الجيل السابق حتى إن الزيادة في حجم الشاشة قد لا يصل إلى 1 بوصة، وهو الأمر الذي تشترك فيه غالبية شركات الهواتف الرائدة، إذ تعيد استخدام التصميمات السابقة لتبدو الأجيال المتقاربة من الهاتف متطابقة في التصميم.
معالج جديد
يظل المعالج هو الميزة التي تتغير بين الأجيال المتتالية، وبحسب الشائعات، فإن هواتف “غلاكسي إس 25” هذا العام تستخدم معالج “سناب دراغون 8 جين 4” (Snapdragon 8 Gen4) أو “إكزينوس 2500” (Exynos 2500) بحسب مكان شراء الهاتف.
يقدم الجيل الجديد من المعالج ارتفاعًا في الأداء عن الأجيال السابقة، إذ ظهرت بعض التسريبات حول أداء المعالج في منصة “غييك بينش” (Geek Bench) لاختبارات الأداء، وبحسبها، فإن الهاتف يحقق 3 آلاف و69 نقطة في اختبار أداء النواة الفردية و9 آلاف و80 في اختبار تعدد الأنوية.
وتمثل هذه الأرقام قفزة في الأداء بمقدار يتخطى 40% عن الجيل السابق الذي حقق 2141 نقطة في اختبار النواة الفردية و6 آلاف و690 نقطة في اختبار تعدد الأنوية، وربما تعود هذه القفزة في الأداء إلى زيادة حجم الذاكرة العشوائية في الهاتف التي تصل إلى 16 غيغابايت في النسخة ذات مساحة تخزين 512 غيغابايت.
بالطبع، ينعكس هذا الأداء على مزايا الذكاء الاصطناعي المرفقة مع الهاتف، إذ تشير الشائعات إلى أنها تعمل عبر نموذج “جيميناي نانو 2” (V2 Gemini Nano) وهو جزء من نظام “أندرويد 15” وواجهة “وان يو آي 7.0” (OneUI 7.0) التي تطرحها “سامسونج” تزامنًا مع طرح الجيل الجديد من الهاتف.
إلى جانب ذلك، يحصل الهاتف أخيرًا على مزايا الاتصال عبر الأقمار الصناعية بشكل مباشر على غرار هواتف “آيفون” في السنوات الأخيرة، وهي ميزة يختلف وصولها إلى الدول بسبب اختلاف القوانين بين كل دولة وأخرى.
مواصفات كاميرا “غلاكسي إس 25 ألترا”
تعد الكاميرا إحدى أكبر نقاط التميز في هاتف “غلاكسي إس 25 ألترا” وهي من الجوانب التي تروج لها الشركة باستمرار في كافة مؤتمراتها، لذا تكثر الشائعات عن التحسينات والتطويرات المتعلقة بالكاميرا.
وفي حالة “إس 25 ألترا”، فقد تضاربت الشائعات في مواصفاتها كثيرًا، ففي حين كانت تشير إلى تغيير كامل في آلية الكاميرا وتحسين كبير عليها في مطلع العام، لكنها مع اقترابنا من نهاية العام وموعد طرح الهاتف تحولت الشائعات لتشير إلى الحفاظ على تصميم الكاميرا وتركيبتها بشكل مماثل للأجيال السابقة.
وهو ما أكده “آيس يونيفرس” (Ice Universe) الخبير التقني المعروف عبر حسابه في منصة “ويبو” (Weibo) مشيرًا إلى أن العدسة الرئيسية وعدسة التقريب البصري تأتي مماثلة للأجيال السابقة، ولكن التحسينات تطرأ على العدسة الواسعة للغاية لتصبح عدسة 50 ميغابكسل.
وفي الطرز الأخرى من “غلاكسي إس 25” أي النسخة المعتادة ونسخة “بلس”، فإن الكاميرا تظل بالمواصفات ذاتها رغم إعلان الشركة عن استخدام مستشعر جديد فيها، إلا أن مواصفات الكاميرا تظل ثابتة كما هي.
هل يستحق “غلاكسي إس 25 ألترا” الانتظار؟
يصعب الحكم بشكل كليّ على الهاتف ومواصفاته من بعض التسريبات غير المؤكدة، لا سيما وأن الهاتف يصدر بعد 3 أشهر من الآن، ولكن في العادة تقدم “سامسونج” ميزة تغري المستخدمين للانتقال إلى الجيل الجديد.
وقد تكون هذه الميزة برمجية في الأساس كما كان مع الجيل السابق من أجهزة “غلاكسي إس 24 ألترا” أو تكون ميزة عتاد جديد أو تصميم وتحسين في الكاميرا.
لكن إن صدقت الشائعات، وكان الهاتف مشابهًا للأجيال السابقة مع اختلافات طفيفة، فإن هذا يزيل ميزة الترقية من الهاتف خاصةً وإن كان الانتقال من “غلاكسي إس 24 ألترا”، ولكن بدون شك، فإن الانتقال من الأجيال الأقدم تبدو مبررة للغاية وتستحق.